شعور سلبي ثم نتائج جيدة على المدى البعيد..التأثير النفسي للتعبير بالكتابة

آخر تحديث: الأربعاء 8 يوليه 2020 - 4:34 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في الوقت الذي يعتبر البعض أن أنشطة إبداعية مثل الكتابة أو التمثيل أو الرسم أو الرقص تضفي طابع السعادة والمتعة لممارسيها إلا أن العديد من الدراسات تشير إلى أن تأثيرات نفسية حول تلك الإنشطة.

كتابة اليوميات والمذكرات لها تاريخ طويل في خدمة العلاج النفسي، كما تم توظيفها في شكل يسمى علاج الكتابة، وثبت أن استخدام كتابة اليوميات في البيئات العلاجية فعال على سبيل المثال بين طلاب الجامعات في تعزيز الصحة ومهارات، مما أظهر تأثيرًا فسيولوجيًا مباشرًا في جعل العواطف الداخلية متماسكة، وفق أبحاث مختلفة.

وفي بحث بعنوان "فعالية العلاج بالفن والكتابة: زيادة نتائج الصحة النفسية الإيجابية بعد التعرض للتجربة المؤلمة"، أظهرت الأبحاث أن الإجهاد الناجم عن الصدمة النفسية له آثار سلبية على الصحة العامة والرفاهية، وقد ارتبط التعرض للصدمة بارتفاع معدلات مشاكل الصحية النفسية والجسدية، وثبت أن الكتابة عن الصدمة أو التوتر تعمل على تحسين الصحة وتقليل التوتر، ولكن يمكن أن تؤثر سلبًا على المزاج.

كان الغرض من هذه الدراسة، وفق ما قالته جوديث ألن أندرسون القائمة عليها ومتخصصة في علم النفس بجامعة تورنيتو، هو فحص ما إذا كان العلاج بالفن فعال مثل علاج الكتابة في تحسين النتائج النفسية والصحية، وأظهر المشاركون في حالة الكتابة انخفاضًا في الخلل الاجتماعي.

وقد وجدت عدد من الدراسات أيضًا أن الكتابة التعبيرية، على وجه الخصوص، والتي تتطلب من المشاركين سرد قصة وشرح كيفية تأثيرها عليهم - يمكن أن تساعد الناس على التغلب على الصدمة وإدارة العواطف السلبية.

وبنفس طريقة التعبير البصري، يتيح هذا النوع من الكتابة للأشخاص اتخاذ مواقف سلبية لا يمكن تغييرها ودمجها في قصة حياتهم، وخلق معنى للأحداث التي تركت علامات لا تمحى - مثل التشخيص الطبي، وفاة شخص عزيز أو تجربة عنيفة، كما ذكر موقع "ميديكال نيوز توداي" المتخصص في نشر ملخصات بحثية.

وقد يشعر الشخص بزيادة في المشاعر السلبية عندما يتذكر الحوادث السيئة ويكتبها، ومع ذلك فإن الآثار طويلة المدى إيجابية، كما تقول كارين بايكي وكاي فيلهلم، مؤلفا مراجعة الدراسات التي ركزت على الكتابة التعبيرية، في جامعة كامبريدج.

ووجدت أن الكتابة عن الأحداث المؤلمة أو المجهدة أو العاطفية تؤدي إلى تحسينات في الصحة البدنية والنفسية، وفي نموذج الكتابة التعبيرية، طلب من المشاركين الكتابة عن هذه أحداثهم لمدة 15-20 دقيقة.

وتوضح شيري لي بومنت، أستاذة علم النفس في جامعة شمال كولمبيا، أن الكتابة التعبيرية هي أكثر صوت أصيل للمرء، والتي تنطوي على التعبير اللفظي عن أفكاره ومشاعره الصادقة حول التجربة الحية، ويأتي ذلك في أشكال عديدة ، مثل الكتابة الحرة في المجلات أو قصة الحياة أو تدوين الملاحظات أو الشعر.

وقالت بومنت في تقرير نشر لها بمجلة "تاند أوف لاين" المتخصصة في الأبحاث العملية، إن الكتابة التعبيرية المسجلة بصوت المؤلف نفسه تخلق جسوراً بين الفكر والشعور والعقل والحدس والفكرة والعمل.

ويقول المؤلفون الذين يدافعون عن الكتابة التعبيرية أن الرغبة في التعبير عن النفس من خلال الكتابة أمر طبيعي وعالمي مثل الحاجة إلى التواصل والفهم، وأن عدم احترام تلك الحاجة يمكن أن يكون ضارًا لشعور الشخص مثل قمع عواطفه.

وهناك أدلة بحثية كثيرة حول فوائد الكتابة التعبيرية وتأثيرها العاطفي والنفسي، منذ بداية الثمانينيات من القرن الماضي، طور الباحث في علم النفس بينيباكر نموذج الكتابة التعبيرية كأداة للتحقيق في الآثار الإيجابية للتعبير العاطفي المكتوب على الصحة والرفاهية، ومنذ ذلك الحين، كشفت المئات من الدراسات البحثية عن فوائد التعبير عن مشاعر المرء ومشاعره وانعكاساته الذاتية من خلال هذا الفعل.

وأكدت بمونت أن للكتابة التعبيرية فوائد علاجية لأنها تزيد من فهم الذات والبصيرة، من خلال الانخراط في عمليات صنع المعنى والشعور الداخلي، ويرى الأفراد أنهم قادرون على التعامل مع التحدي، وبالتالي يطورون مهارات التنظيم الذاتي، والذكاء العاطفي، وزيادة التكامل الذاتي والتوازن.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved