في دراسة حديثة.. ناجون من الانتحار: 3 أسباب للتراجع والاستمرار في الحياة
آخر تحديث: السبت 8 أغسطس 2020 - 4:39 م بتوقيت القاهرة
الشيماء أحمد فاروق
"الانتحار"، إحدى الخطوات التي يقدم عليها الإنسان نتيجة لفقدانه الرغبة في الحياة، ولكن ربما لدى الناجون من هذه التجربة رأي آخر في ضرورة الاستمرار في العيش.
يقدم الناجون من الانتحار نظرة ثاقبة حول أسباب العيش التي قد تعزز الأهمية والمعنى في الحياة، وهذه التجارب المنقولة عنهم تكون ذات قيمة كبيرة في مساعدة الأفراد الآخرين الذين يعانون من الأزمات.
الأشخاص الذين لم ينجحوا في محاولات الانتحار أو تمكنوا من التغلب على المشاعر الانتحارية هم في وضع فريد للتعبير وشرح ما في عقولهم، وذلك ما بحثت فيه جاسينتا هوجود وآخرون من زملاءها، وهي محاضر أول ومدير برنامج علم الانتحار في المعهد الأسترالي لأبحاث الانتحار والوقاية منه، في دراسة لفحص أسباب العيش التي تمنع الأفراد من إنهاء حياتهم، وفق ما ذكره موقع "سيكولوجي توداي" المتخصص في الصحة النفسية.
قاموا بدراسة قائمة على مقابلة 110 أشخاص عاشوا تجربة الانتحار، ويذكر أن 79% من العينة كانوا من الإناث بمتوسط عمر 46.5 سنة، وكانت محاورها قائمة على مرور الشخص بتجربة أفكار انتحارية أو القيام بالمحاولة أو مرافقة شخص خاض تجربة الانتحار.
ووجد الباحثون أن الأسباب الثلاثة الأكثر بروزًا للتمسك بالحياة التي تمت مشاركتها في دراستهم، هي:
- العلاقات الاجتماعية أو الاتصال بالآخرين، سواء كان هؤلاء زوجة أو زوج أو طفل أو صديق، باعتبارها أهم أنواع الروابط.
- تفكير الفرد في الخدمة التي يمكن أن يساهم بها في المجتمع من خلال التغيير الإيجابي ومساعدة الآخرين بشكل مباشر، سواء كان في صورة تطوع أو غير ذلك من الصور، فإن استخدام خبراتهم الخاصة للمشاركة بشكل هادف في مجال يمكن أن يكون في حد ذاته تجربة لتعزيز التعافي.
- ثلث المشاركين في الدراسة تحدثوا عن التوجه إلى المستقبل والاهتمام به بشكل عام، على أمل أنه سيكون أفضل.
ومن الأشياء التي أدهشت القائمين على الدراسة، أن الأشخاص المشاركين لم يذكروا أي سبب من أسباب البقاء على قيد الحياة التي ذكرت في دراسات سابقة، مثل الخوف أو الاستنكار المجتمعي. على العكس من ذلك كانت الأسباب المعلنة للعيش بين المشاركين مرتبطة بالتمتع باللحظات القادمة التي ربما يكون بها جزء كبير سعيد والتجارب الممتعة، وإمكانية الحصول على مستقبل أفضل، وتقدير قيمة الحياة.
وأكد القائمون على البحث أن الأبحاث السابقة أظهرت أن المناقشة غير الآمنة لقضية الانتحار يمكن أن تؤدي إلى تفاقم وصمة العار وخطر تكرار التجربة، كما لاحظوا أهمية الدعم المستمر لهؤلاء، لذلك يجب توفير الشعور بالأمان والدعم عند التعامل مع الذين يمتلكون أفكار مرتبطة بالانتحار.
بالإضافة إلى أهمية الأصدقاء والعائلة والناجين الآخرين من الانتحار؛ كأفراد داعمين في وقت الأزمات للمقربين منهم، والعمل على زراعة تقدير متجدد لقيمة الحب والترابط والأمل في المستقبل، لخلق حياة جديدة.