طوفان الأقصى.. واشنطن بوست: قد يقوض الجهود الأمريكية للتطبيع بين السعودية وإسرائيل

آخر تحديث: الأحد 8 أكتوبر 2023 - 7:36 م بتوقيت القاهرة

هدير عادل

• تساؤلات في واشنطن حول كيفية إفلات استعدادات حماس للهجوم من رصد أجهزة المخابرات الإسرائيلية

اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن الهجوم غير المسبوق لحركة حماس الفلسطينية على إسرائيل قد يقوض جهود البيت الأبيض من أجل التوصل لاتفاق للتطبيع بين السعودية وإسرائيل.

وقالت الصحيفة الأمريكية، خلال تقرير عبر موقعها الإلكتروني، إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن انتقلت بسرعة إلى وضع الأزمة، أمس السبت، رداً على هجوم حركة حماس الفلسطينية المفاجئ على إسرائيل، مشيرة إلى تنديده بالهجوم وتأكيده على دعم واشنطن "القوي" لأمن إسرائيل في بيانات واتصالات مع مسئولين إسرائيليين.

* تأكيد أمريكي على دعم إسرائيل

وقال بايدن في كلمة مقتضبة بعد مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: "الولايات المتحدة تقف بجانب إسرائيل. ولن نتوقف أبداً عن دعمهم. سنحرص على حصولهم على المساعدة التي يحتاج إليها مواطنيهم حتى يمكنهم مواصلة الدفاع عن أنفسهم"، مضيفا أن "إسرائيل لديها حق الدفاع عن نفسها وشعبها"، على حد تعبيره.

وأفاد متحدث باسم وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي آيه)، بأن مدير الوكالة وليام بيرنز ألغى كلمة كان من المقرر أن يلقيها بمؤتمر أمني للبقاء في واشنطن "للمساعدة في تقديم الدعم للرئيس بايدن والمشاركة في مناقشات تطور الأزمة في إسرائيل".

وبحسب واشنطن بوست، من بين سلسلة من المكالمات التي أجرتها الإدارة، تحدث بايدن مع العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، كما بحث بلينكن الوضع مع وزير الخارجية سامح شكري ونظيره السعودي الأمير فيصل بن فرحان وورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كما أجري وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن اتصالا مع وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت.

وقال مسئولون بارزون في الإدارة الأمريكية، طلبوا عدم كشف هويتهم: "نجري محادثات عميقة مع الإسرائيليين بشأن بعض من احتياجاتهم الخاصة"، مشيرين إلى الصعوبة المحتملة لتمرير تمويل إضافي للمساعدات لإسرائيل بينما لا يوجد رئيس لمجلس النواب الأمريكي.

وذكرت "واشنطن بوست" أنه بخلاف السخط والتطمين، كافح مسئولو الإدارة الأمريكية والخبراء الإقليميون لفهم كيف تمكنت حماس من الإعداد لمثل هذا الهجوم الضخم – بآلاف الصواريخ التي أمطرت المدن الإسرائيليين وهجمات متزامنة لعناصر من المقاومة على مستوطنات غلاف غزة – والإفلات من رصد أجهزة المخابرات والدفاع الإسرائيلية.

وقال مسئول أمريكي بارز إنه في حين لدى الولايات المتحدة "قلق كبير بشأن تصاعد التوترات في الضفة الغربية"، لم يكن لديها "تحذير محدد أو مؤشر" على إقدام حماس على خطوة بهذا المستوى من التعقيد.

* انعكاسات على المساعي الأمريكية للتطبيع بين إسرائيل والسعودية

وبحسب واشنطن بوست، ربما الأمر الأكثر أهمية للإدارة الأمريكية ما قد يعنيه الهجوم المفاجئ للمساعي الأمريكية لإبرام اتفاقية تطبيع بين إسرائيل والسعودية، وهو هدف أصبح أحد أولويات السياسة الخارجية الرئيسية لبايدن.

وقال توم نيدس، السفير الأمريكي السابق لدى إسرائيل: "من السابق لأوانه معرفة ذلك بالنظر إلى الوضع الحالي للأحداث، وسط تقارير عن مئات القتلى والمصابين الإسرائيليين، وإعلان حماس أسر العشرات من الرهائن العسكريين والمدنيين، والغارات الانتقامية الإسرائيلية داخل غزة، يتعين علينا تجاوز هذا أولاً قبل أن نتمكن من معرفة ما إذا كان يمكننا إصلاح الأمر مجددا".

وأضاف نيدس: "سيستغرق الأمر أسابيعا إن لم يكن شهوراً كفترة معقدة حقاً لإسرائيل وأمنها... حتى نفهم جسامة هذه المأساة"، واصفاً الأمر "بانتكاسة كبيرة" و"ربما أشد هجوم يحدث على الإطلاق داخل إسرائيل".

وفي إطار مفاوضات رفيعة المستوى، كان من المقرر أن يجري بلينكن زيارة إلى كل من إسرائيل والسعودية الشهر الحالي. وقال آرون ديفيد ميلر، الباحث الأول في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي: "كانت الزيارة ستركز على تفاصيل التطبيع، لكن الآن نشهد دبلوماسية الأزمات".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved