مقترحات عملية لمواجهة الشائعات في ندوة مكتبة الإسكندرية

آخر تحديث: الجمعة 8 نوفمبر 2019 - 7:19 م بتوقيت القاهرة

دعوات إلى الرد الفورى وإتاحة المعلومات ورفع الوعى المجتمعى لبناء جهاز المناعة الوطنية .. والمتاحدث العسكري : المواطن أصبح أكثر وعيا

 

أكد الدكتور مصطفى الفقى مدير مكتبة الإسكندرية أن مصر تواجه حصارا دوليا واقليميا، وحربا ممنهجة من الشائعات بهدف زعزعة الاستقرار وتقويض جهود التنمية وبث الفرقة، ويكفى أن عددا من كبرى المحطات التلفزيونية العالمية تتبنى نهجا معاديا لمصر. وأضاف أن حرب الشائعات من أخطر الحروب التى تواجه مصر، وأن مكتبة الإسكندرية مؤسسة مصرية تنشغل بقضايا الوطن، مثلما تهتم بالبعد الدولى فى أنشطتها. وشدد على أن مصر دولة قوية متماسكة عصية على التفكك أو السقوط.

جاء ذلك فى افتتاح ندوة «مواجهة الشائعات وتماسك الدولة» التى أقيمت في القاهرة ، وأدرها الكاتب الصحفي والباحث سامح فوزي ، و شارك فيها العقيد أركان حرب تامر الرفاعى المتحدث العسكرى، وعدد من الأكاديميين والاعلاميين والخبراء من بينهم السفير محمد أنيس سالم والدكتورة هويدا مصطفى، والدكتور صبحى عسيلة، والكاتبة نشوى الحوفى، والدكتورة سما سليمان، والكاتب أحمد الجمال وعماد الدين حسين ، رئيس تحرير جريدة الشروق..

ودعت الدكتورة هويدا مصطفى إلى ضرورة وجود استراتيجة واضحة المعالم للتعامل مع فبركة وتزييف الاخبار وترويج الشائعات، والاهتمام بقضية بناء الوعى وتنميته لدى الجمهور من خلال وسائل الإعلام ووسائطه والأنشطة الثقافية، والاهتمام ببرامج التربية الاعلامية والرقمية لتنمية قدرة الجمهور على التعامل بشكل نقدى مع ما تقدمه وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعى، وتفعيل النصوص القانونية التى تجرم من يرتكبون جرائم تتعلق ببث ونشر الشائعات والأخبار الزائفة، ودعوة كليات الاعلام والنقابات المهنية للصحافة والاعلام ومنظمات المجتمع المدنى لتنظيم دورات تدريبية لشباب الصحفيين والاعلاميين ودارسى الاعلام على مهارات التحقق والتدقيق فى المحتوى الاعلامى.

وتناول السفير محمد أنيس العديد من الخبرات الدولية فى مجال مواجهة الشائعات، مشيرا إلى ضرورة مواجهة الشائعات بنشر المعلومات، وإذا كانت هناك إمكانية فى السابق لفرض حظر على تداول الاخبار الكاذبة، أصبح من المتعذر الآن تحقيق ذلك فى ظل الفضاء الالكترونى، مما يستوجب سرعة حصار الشائعات حتى لا يتسع نطاقها، ولا تجد من يؤمن بها، ويسهم فى ترويجها، لافتا إلى أن هناك تقديرات اليوم أن الزمن المتاح للرد على الشائعات لم يعد يتجاوز نصف ساعة.

من جانبه دعا الدكتور صبحى عسيلة إلى الرد على جميع الشائعات دون تهوين لها، لأن الذاكرة الإلكترونية تحتفظ بالشائعات، ولا تختفى منها، وأن نفى الشائعة لا يخفى حقيقة انتشارها، ولفت إلى أن الدراسات كشفت أن معظم ما يصل الشخص يأته من أحاديث شفهية، وأن كثيرا مما تنقله وسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيسبوك» هو تعبير عن هذه النوعية من الأحاديث، وأنه بات من الضرورى أن يتسلح المواطن بالوعى حتى لا يصدق المنابر الإعلامية التى اعتادت الكذب عليه.

وأكد الكاتب أحمد الجمال على أهمية ما سماه جهاز المناعة الوطنية فى التصدى إلى كل محاولات تمزيق جسد الوطن، وإثارة الفتن، ونشر الشائعات، وهى الخبرة التى يمكن أن يستقرأها المرء من التأمل فى التاريخ، ودعا الجمال إلى الإفادة من القوة الناعمة من مثقفين وفنانين وأدباء فى نشر الوعى، ومواجهة الأخطار التى تواجه الوطن.

ودعت الدكتورة سما سليمان إلى وجود مرصد يرصد الشائعات باعتبارها باتت من وسائل التنبؤ بطبيعة العلاقات بين الدول. وطالبت الكاتبة نشوى الحوفى باعادة بناء الوعى المصرى، الذى يعد مسئولية جميع مؤسسات الدولة لنحدد طبيعة المواطن الذى نتمناه فى المستقبل، خاصة فى ظل الثورة الصناعية الرابعة، التى اصبحت معها الامم المتحدة عاجزة عن تحديد ملامح مهارات البشرية من شدة التقدم التكنولوجى.

وأشار عماد الدين حسين إلى أن الإعلام يواجه الشائعات، ولكن ينبغى أن تتكاتف كل المؤسسات، وتؤدى أدوارها، وأن هناك ضرورة لتدريب وتأهيل الإعلاميين بشكل دائم للتصدى للشائعات، ويتعين أن تتغير فلسفة الهيئات الحكومية بحيث ترد فورا على الشائعات، وتتيح المعلومات لوسائل الإعلام، مشددا على أهمية ضمان اكبر قدر من التوافق الوطنى حتى نقطع الطريق على مروجى الشائعات خصوصا من المتطرفين والجماعات الإرهابية.

حضر الندوة عدد كبير من أساتذة الجامعات والاعلاميين والشخصيات العامة من بينهم الدكتور مفيد شهاب فضلا عن ممثلين للعديد من مؤسسات الدولة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved