كيف تصدرت المرأة المشهد في مهرجان البحر الأحمر السينمائي؟

آخر تحديث: الأربعاء 8 ديسمبر 2021 - 11:22 ص بتوقيت القاهرة

جدة- أحمد فاروق

• «صالون هدى» و«ريحانة» و«أخوات» ضربة بداية نسائية.. ومشاركة ملحوظة للفتيات في التنظيم


مثلما تصدرت المرأة المشهد في حفل افتتاح الدورة الأولى لمهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي بـ3 تكريمات نسائية، وهي الفرنسية كاترين دينوف، والمصرية ليلى علوي، والسعودية هيفاء المنصور، استحوذت المرأة أيضا على المشهد في اليوم الأول للفعاليات، سواء في نسبة الأفلام التي تناولت موضوعات نسائية، أو نسبة المشاركة الملحوظة للفتيات السعوديات في تنظيم الفعاليات المختلفة.

فلا تتحرك في أي موقع للمهرجان في مدينة جدة التاريخية في أي ساعة من اليوم، إلا وكانت النساء حاضرات بقوة، ربما بشكل موازي أو يزيد عن المشاركة الرجالية، تجدهن داخل قاعة العرض تنظمن عملية الدخول، وكذلك في شباك التذاكر، كما تشاركن في حركة السيارات التي تنقل الضيوف من وإلى مقر المهرجان.

وإذا تجولت في الشوارع المحيطة بمقر المهرجان، ولم تستطع الوصول لوجهتك، ستجد الفتيات أيضا يرشدنك إلى الطريق الصحيح، ومنهن من تفتح معك حوارا حول المهرجان والسينما، دون أن تنسى دعوتك بحب وإخلاص شديدين للتعرف أكثر على مدينتها جدة التاريخية، وكيف أنها تستعيد بهائها.

على مستوى الأفلام، شهدت شاشة المهرجان حضورا للمرأة وقضاياها في مجموعة من أفلام اليوم الأول، منها "ريحانة مريم نور" إخراج عبدالله محمد سعد، الذي يعد أول فيلم من بنجلاديش يعرض في مهرجان كان السينمائي، ضمن فئة "نظرة ما"، ويعرضه المهرجان لأول مرة في العالم العربي بمسابقة البحر الأحمر، وهو يتناول قصة "ريحانة"، الأستاذة المساعدة في كلية طب، التي تقرر بالإبلاغ عن أستاذ يعتدي على الطالبات، بينما تكشف الأحداث عن مدى سهولة أن يفلت الرجال ذوو النفوذ من العقاب.

الفيلم الثاني داخل المسابقة يتناول قضية مفاهيم الولاء والخيانة والحرية من خلال قصة نسائية، هو "صالون هدى" إخراج هاني أبو أسعد، الذي يشارك في إنتاجه فلسطين ومصر وهولندا وقطر، ويعرضه المهرجان لأول مرة في العالم العربي، حيث تدور أحداثه المستوحاه من قصة حقيقية، في محل لتصفيف الشعر في بيت لحم، تمتلكه سيدة تدعى "هدى"، تقوم بتصوير أم شابة تدعى "ريم" من رواد المحل في مواضع مخلة بعد تخديرها، قبل أن تقوم بابتزازها لتقوم بما هو ضد مبادئها بالتخابر لصالح العدو الإسرائيلي، وتضع "ريم" في مأزق الاختيار بين شرفها وخيانة بلدها، الفيلم يتطرق أيضا للقهر الذي تتعرض له المرأة داخل المنزل من الرجل، وما قد يترتب عليه من أزمات.

وفي قسم روائع العالم، عرض أيضا في اليوم الأول للفعاليات، فيلم "أخوات" إخراج يمينة بن قيقي، إنتاج الجزائر وفرنسا، ويعرضه المهرجان لأول مرة في العالم العربي، وتدور أحداثه حول 3 أخوات فرنسيات من أصول جزائرية، أمضين 30 عاما على أمل العثور على أخيهن "رضا"، الذي اختطفه والده وأخفاه في مكان ما في الجزائر إبان الاستقلال، وخلال الرحلة، تكتشف الأخوات أن والدهن على فراش الموت، فيقررن انتهاز الفرصة الأخيرة لمحاولة إجباره للكشف عن مكان الأخ الضائع.

الدور الذي تقوم به المرأة في تنظيم المهرجان، واختيار مبرمجيه أفلاما تتناول قصصا نسائية، فضلا عن أن يكون نسبة 38% من إجمالي الأفلام التي تعرض في هذه الدورة من إخراج نساء، ربما يؤكد ما قالته المخرجة السعودية هيفاء المنصور، في كلمتها بحفل الافتتاح، إنها نشأت في فترة كانت المرأة والفنون في السعودية ليس لهما مركزا، أما اليوم فأصبحا هما المركز، مشيرة إلى أن المملكة فتحت صفحة جديدة، المرأة فيها قادمة بقوة، ولا تخاف من المنافسة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved