بريطانيا تحتضن اجتماعا يضم ألمانيا وفرنسا وأوكرانيا لبحث جهود التوصل لاتفاق سلام بين موسكو وكييف
آخر تحديث: الإثنين 8 ديسمبر 2025 - 5:24 م بتوقيت القاهرة
وكالات
استضاف رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، الخميس، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لمناقشة الجهود الرامية إلى التوصل إلى اتفاق سلام بين موسكو وكييف.
وأعلن حلف شمال الأطلسي "الناتو" عقد اجتماعات في بروكسل، الاثنين، بحضور زيلينسكي، والأمين العام للحلف مارك روته، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، بحسب وكالة رويترز للأنباء.
وخلال افتتاح اجتماعات لندن، قال ستارمر إن القضايا المتعلقة بأوكرانيا يجب أن تُحسم من قبل أوكرانيا نفسها، بينما أكد زيلينسكي: "لا يمكننا أن نواصل بدون الأوروبيين، ولا يمكننا أن نواصل بدون الأمريكيين، ولهذا لدينا بعض القرارات المهمة التي علينا اتخاذها".
بدوره، قال ميرتس: "أنا متشكك بشأن بعض التفاصيل التي نراها في الوثائق القادمة من الجانب الأميركي، لكن علينا أن نناقش ذلك، ولهذا نحن هنا"، فيما اعتبر ماكرون أن "العقوبات جعلت الاقتصاد الروسي يعاني".
ويهدف اجتماع لندن وبروكسل إلى حشد دعم الحلفاء لكييف، في وقت تكثّف فيه الولايات المتحدة ضغوطها على أوكرانيا للقبول باتفاق سلام مقترح مع روسيا.
والأحد، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب انتقادات لزيلينسكي، بعدما أنهى المفاوضون الأميركيون والأوكرانيون، السبت، ثلاثة أيام من المحادثات بهدف تضييق فجوة الخلافات حول مقترح الإدارة الأمريكية. وبعد إشادته باجتماع مبعوثيه ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو الأسبوع الماضي، والذي وصفه بأنه كان "جيداً جداً"، ألمح ترامب إلى أن الرئيس الأوكراني هو من يعيق تقدّم المحادثات.
انقسام بشأن مبادرة السلام الأميركية
وقبيل اجتماع لندن، قال زيلينسكي إن المفاوضين الذين يناقشون مبادرة السلام التي ترعاها الولايات المتحدة ما زالوا منقسمين بشأن مسألة الأراضي. وأوضح، في مقابلة مع "بلومبرغ"، أن بعض عناصر الخطة الأميركية تتطلب مزيداً من النقاش بشأن عدد من "القضايا الحساسة"، بما في ذلك الضمانات الأمنية.
وأضاف أن المحادثات لم تتوصل بعد إلى اتفاق بشأن إقليم دونباس في شرق أوكرانيا، بما في ذلك مقاطعتي دونيتسك ولوجانسك، مشيراً إلى عدم وجود رؤية موحدة بين الولايات المتحدة وروسيا وأوكرانيا حول وضع الإقليم.
كما أكد أن كييف تضغط من أجل اتفاق منفصل يتعلق بالحصول على ضمانات أمنية من حلفائها الغربيين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة. وتابع: "هناك سؤال واحد أريد أنا وجميع الأوكرانيين الحصول على إجابة واضحة عنه: إذا بدأت روسيا الحرب مرة أخرى، ماذا سيفعل شركاؤنا؟".
وفي تصريحاته للصحافيين في واشنطن، الأحد، قال ترامب: "لقد تحدثنا إلى الرئيس بوتين، وتحدثنا إلى القادة الأوكرانيين، بمن فيهم زيلينسكي، ويجب أن أقول إنني أشعر ببعض الخيبة، لأن الرئيس زيلينسكي لم يقرأ المقترح بعد، وذلك حتى قبل ساعات قليلة".
ولم يعلن بوتين صراحة موافقته على الخطة الأميركية، وقال الخميس إن عملاً صعباً لا يزال مطروحاً، وإن الخطة الأميركية تتضمن تنازلات لا يمكن لروسيا قبولها.
ورغم الوساطة الأميركية والاتصالات الرفيعة، لا يزال التقدم في محادثات السلام بطيئاً، مع استمرار الخلافات حول الضمانات الأمنية لكييف ووضع الأراضي الخاضعة لسيطرة روسيا. وتؤكد موسكو أنها منفتحة على المفاوضات، لكنها تُلقي باللوم على كييف والأوروبيين في عرقلة السلام، بينما تقول أوكرانيا وحلفاؤها إن روسيا تماطل لتعزيز مكاسبها.
ضغوط لتمويل أوكرانيا
وفي ما يتعلق بتمويل كييف، حضّ قادة سبع دول في الاتحاد الأوروبي، الاثنين، التكتل على الإسراع في تنفيذ مقترح استخدام الأصول الروسية المجمّدة لتوفير قرض تعويضي لأوكرانيا.
وقال قادة إستونيا وفنلندا وإيرلندا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا والسويد، في رسالة موجهة إلى رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين: "إن دعم أوكرانيا في كفاحها من أجل الحرية والاستقلال ليس التزاماً أخلاقياً فحسب، بل هو أيضاً في مصلحتنا".
وأضافوا: "لذلك يتعين علينا التحرك بسرعة بشأن مقترحات المفوضية حول استخدام الأرصدة النقدية من الأصول الروسية المجمّدة لتقديم قرض تعويضات لأوكرانيا".
وكانت فون دير لاين وميرتس قد أعلنا، السبت، عقد محادثات "بنّاءة" مع بلجيكا بشأن إمكانية استخدام مليارات من الأصول الروسية المجمدة لتمويل أوكرانيا.