الأمن البرازيلى يستعيد السيطرة على مقار السلطة فى العاصمة بعد اقتحامات أنصار بولسونارو

آخر تحديث: الإثنين 9 يناير 2023 - 4:12 م بتوقيت القاهرة

عواصم ــ وكالات الأنباء

• لولا دا سيلفا يتوعد «مدبرى الانقلاب».. وإصدار مذكرة اعتقال لوزير الأمن العام
• حاكم برازيليا: القبض على 400 متورط فى أعمال الشغب

اعتقلت السلطات البرازيلية، 400 شخص على الأقل إثر اقتحام حشود من أنصار الرئيس البرازيلى السابق جايير بولسونارو لمبانى الكونجرس والمحكمة العليا والقصر الرئاسى فى العاصمة برازيليا، فيما تعهد الرئيس البرازيلى لويس إيناسيو لولا دا سيلفا بمحاسبة «مدبرى الانقلاب»، وسط موجة تنديد دولى بتلك الاقتحامات.

وأعلن الرئيس لولا دا سيلفا استئناف العمل بمكاتبه فى برازيليا. وكتب الرئيس اليسارى الذى تفقد المبانى المخربة فى برازيليا، فى تغريدة على حسابه بموقع التدوينات القصيرة «تويتر»: «يجرى التعرف على الانقلابيين الذين أقدموا على تخريب الممتلكات العامة فى برازيليا، وسيحاسبون. سنستأنف العمل فى قصر بلانالتو الرئاسى».

وأفادت وكالة رويترز بأن مكتب المدعى العام فى البرازيل أصدر أمرا باعتقال وزير الأمن العام.

من جهته، قال وزير الداخلية والقضاء البرازيلى، فلافيو دينو إن السلطات ستوجه تهمة محاولة الانقلاب لمن شاركوا فى الاقتحامات.

وأشار إلى فتح تحقيق للكشف عن جميع المتورطين فى عملية الاقتحام، ذاكرا أنه سيتم تحليل جميع الصور للتوصل إليهم.

وبعد فوضى استمرت ساعات استعادت قوات الأمن السيطرة على المبانى التى اقتحمها مئات المتظاهرين المناهضين للولا وأوقفت 400 شخص، وفقا لشبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية.

وطوقت السلطات المنطقة، لكن مناصرى بولسونارو الذين ارتدى معظمهم قميص المنتخب البرازيلى لكرة القدم الأصفر، وهو رمز اتخذوه لأنفسهم، تمكنوا من تجاوز الطوق الأمنى، وألحقوا أضرارا جسيمة فى المقار الثلاثة الضخمة التى تعتبر تحفا معمارية من الطراز الحديث وتزخر بالأعمال الفنية.

وانتشرت مقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعى تظهر الخراب فى مكاتب برلمانيين ومتظاهرا يجلس على مقعد رئيس مجلس الشيوخ، فى مشاهد تذكر باقتحام مناصرى الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترمب مبنى الكونجرس فى واشنطن فى يناير 2021.

وأفادت قناة «سى.إن.إن» بأن متظاهرين أضرموا النار ببساط فى إحدى قاعات الكونجرس، وقد أغرق بالمياه لإخماد الحريق. وتحدثت نقابة صحفية عن مهاجمة خمسة صحفيين بينهم مصور لوكالة الصحافة الفرنسية تعرض للضرب وسرقة كل معداته.

واستمر ترداد هتاف «تدخل عسكرى» (لطرد لولا من الحكم)، من جانب الحشود التى بقيت واقفة فى محيط الكونجرس لساعات طويلة رغم إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع واستخدام الشرطة خراطيم المياه.

أما بولسونارو، الذى انتقل إلى الولايات المتحدة قبل يومين من تنصيب لولا دا سيلفا، رافضا تسليم الوشاح الرئاسى إلى الرئيس المنتخب، فقد أدان فى سلسلة تغريدات «اقتحام ونهب مبانٍ عامة»، لكنه رفض اتهامات لولا له بأنه هو من حرض على اقتحام مقار السلطة فى برازيليا، معتبرا أن هذه الاتهامات «لا أساس لها»، كما دافع بولسونارو عبر «تويتر» عن الحق فى تنظيم «احتجاجات سلمية».

ونأى عدد من حلفاء بولسونارو بأنفسهم عن هذا العنف، بمن فيهم فالديمار كوستا نيتو رئيس حزب بولسونارو، وأعرب عن أسفه لهذا «اليوم الحزين للأمة البرازيلية».

وأعلن حاكم المقاطعة الفيدرالية فى برازيليا إيبانييس روشا اعتقال 400 شخص. وقال فى تغريدة على تويتر: «جئت لأعلن لكم أن أكثر من 400 شخص تم اعتقالهم بالفعل، وسيعاقبون على الجرائم التى ارتكبوها». ويواجه المعتقلون عقوبات قد تصل إلى السجن 12 عاما، بحسب القانون البرازيلى.

وبعد ساعات قليلة عن الإعلان، أفادت وكالة «بلومبرج» بأن قاضى المحكمة العليا البرازيلية ألكسندر دى مورايس أمر بعزل إيبانييس روشا مؤقتا من منصبه كحاكم للمقاطعة الفيدرالية لمدة 90 يوما، فيما يتم التحقيق فى مسئوليته عن الاضطرابات التى شهدتها العاصمة.

وقدم روشا، وهو حليف بولسونارو، اعتذاراته للرئيس لولا فى مقطع فيديو، ووصف المسئولين عن نهب المبانى العامة بأنهم «مخربون حقيقيون» و«إرهابيون حقيقيون». وقال، «كنا نراقب كل هذه التحركات مع وزير (العدل) فلافيو دينو. لم نعتقد فى أى وقت أن هذه المظاهرات ستتخذ أبعادا كهذه».

وأثارت أعمال التخريب وابلا من ردود الفعل الدولية، فقد أكد الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون لنظيره البرازيلى أنه يمكنه «الاعتماد على دعم فرنسا الثابت»، داعيا لاحترام المؤسسات الديمقراطية فى البرازيل.

ووصف الرئيس الأمريكى جو بايدن الهجوم الذى شنه مؤيدون لبولسونارو بأنه «مروع»، وكتب وزير خارجيته أنتونى بلينكن على «تويتر»، «استخدام العنف لمهاجمة المؤسسات الديمقراطية هو دوما أمر غير مقبول».

وقال رئيس الوزراء البريطانى، ريشى سوناك إنه يستنكر أى محاولة لتقويض الانتقال السلمى للسلطة والإرادة الديمقراطية للشعب البرازيلى، وكتب سوناك على «تويتر» أن الرئيس البرازيلى الجديد، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا وحكومته «يحظيان بكامل الدعم من بريطانيا».

وقال رئيس الوزراء الإسبانى بيدرو سانشيز إنه يدعم «الحكومة المنتخبة ديمقراطيا» فى البرازيل، منددا بـ«تصرفات المجموعات التى تعارض النتائج الشرعية».

من جهته، ندد الرئيس المكسيكى أندريس مانويل لوبيز أوبرادور بدوره بـ«محاولة انقلاب المحافظين فى البرازيل».

من جهته، قال الرئيس الأرجنتينى ألبرتو فرنانديز، إن «دعمه ودعم الشعب الأرجنتينى للولا غير مشروط فى مواجهة هذه المحاولة الانقلابية».

وأعلن الرئيس التشيلى جابرييل بوريك أن «الحكومة البرازيلية تحظى بدعمنا الكامل فى مواجهة هذا الهجوم الجبان والدنىء على الديمقراطية». كما أدان الرئيس الفنزويلى نيكولاس مادورو «الجماعات الفاشية الجديدة» التى تسعى إلى الإطاحة بلولا دا سيلفا.

من جهته، أبدى الرئيس الكوبى ميجيل دياز كانيل تضامنه، وأدان «الأعمال المناهضة للديمقراطية التى تهدف إلى إثارة الفوضى وعدم احترام الإرادة الشعبية».

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved