جدل بين الخبراء حول تأثير الحملات الدعائية

آخر تحديث: السبت 9 فبراير 2019 - 8:43 م بتوقيت القاهرة

آية عامر

• خالد عبدالفتاح: التوعية ليست بالكلام فقط.. ولابد من إطلاق مبادرات مجهزة مثل «100 مليون صحة»
• ياسر عبدالعزيز: دور الإعلام لا ينجح بمفرده.. وحل المشكلة يحتاج قوانين
• عمرو عثمان: اختياراتنا مدروسة وموجهة بعناية.. وتعمدنا الابتعاد عن الرسائل المباشرة


قال عمرو عثمان، مدير صندوق الادمان وعلاج التعاطى، والمشرف على حملة «2 كفاية» التى أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعى أخيرا، إن اختيار الفنان أكرم حسنى للقيام بدور البطل فى فيديو الحملة جاء بناء على استطلاع رأى تم إجراؤه على قطاع من الفئات المستهدفة بالمحافظات الأشد فقرا والأعلى خصوبة، موضحا أن الفنان اكرم حسنى نجم محبوب للجمهور، وله قدرة خاصة على التأثير.
وأشار عثمان فى حديث لـ«الشروق»، إلى المحافظات الأعلى خصوبة هى «البحيرة والجيزة والفيوم وبنى سويف وسوهاج وأسيوط وقنا والمنيا والأقصر وأسوان»، موضحا أن الفيديو حقق مشاهدة كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعى.

وقال عثمان إن اخراج الاعلان بأسلوب كوميدى كان مقصودا ومدروسا، مشيرا إلى أن الجمهور المستهدف «٢٠ــ٣٥» وبطبيعته يحب روح الفكاهة ويسخر من مشكلاته، «لذلك قررنا أن تكون الحملة بعيدة عن الوعظ والترهيب والرسائل المباشرة».
وأشار إلى أن هذه الحملة تم الانتهاء من تصويرها فى آخر شهر ديسمبر وتم الانتهاء من وضعها فى الشكل النهائى فى يناير، وتم اطلاقها على منصات التواصل الاجتماعى، وبدأت الوزارة فى بثها على قنوات التليفزيون فى ٥ فبراير، مشيرا إلى أنه تم اطلاق حملة اعلامية أخرى خاصة بالمشروع منذ خمسة أشهر، وكانت حملة تمهيدية هدفها فتح باب الحوار لدى المجتمع، وقد تم بث تنويهات الحملة ٤٣٠٠٠ مرة على قنوات التليفزيون ذات المشاهدة الأعلى لدى الأسر المستهدف «من خلال استطلاع رأى» و١١٠٠ مرة على الاذاعة.
وأضاف أن تنظيم الأسرة أصبح واجبا خاصة وأن الزيادة السكانية غير المنضبطة أصبحت ناقوسا يهدد الأمن القومى، موضحا بأن هناك سوء فهم لبعض الأحاديث، فالإسلام لا يدعو للكثرة العددية «النبى الكريم كان لا يقبل أمه يكون أبناؤها غير متعلمين وغير منتجين».
وعن الانتقادات التى توجهت للحملة الاعلانية بأنها غير مناسبة للفئات المستهدفة، قال عثمان إن الصعيد فى مصر اختلف عما كان فى الماضى كثيرا، مشيرا إلى أنه قبل اطلاق الحملة بدراسة كاملة لجمهور المستهدف، قائلا: «الجمهور المصرى يحب روح الفكاهة، ويسخر من مشكلاته والعقبات التى يواجهها، والحملة انتهجت اسلوبا يبعد عن الرسائل المباشرة والترهيب».

ومن جانبه قال الدكتور ياسر عبدالعزيز، الخبير الاعلامى، إن مصر تواجه مشكلة سكانية كبيرة وخطيرة، مشيرا إلى أن مصر بذلت جهودا كثيرة ولكنها غير فعالة ولم تعكس ارادة حقيقة فى الحد من زيادة السكانية.

وأكد عبدالعزيز أن دور الاعلام فى هذه القضية يعتبر ثانويا وليس رئيسيا، موضحا أنه من الصعب أن تحل الأزمة السكانية عن طريق الاعلام، فلابد من أن يكون هناك تعاون فى مجالات أخرى للحد من الزيادة السكانية.
وأشار عبدالعزيز إلى ضرورة سن قوانين حقيقية لمواجهة زيادة السكانية، لافتا إلى حملة المعروفة باسم «حسنين ومحمدين» والتى أطلقتها الدولة تسعينيات القرن الماضى للتوعية بالقضية السكانية لم تنجح فى الحد من النمو السكانى.
وقال إن حملة «أبو شنب» لم تنجح بمفردها دون عوامل مساعدة، مشددا على ضرورة تعاون منظومة التشريعية وحملات توعية وقوانين «لابد من تغيير جذرى حقيقى»
قال الدكتور خالد عبدالفتاح، أستاذ علم اجتماع، إن مبادرة «٢ كفاية» من مستحيل تلزم المواطنين والأسر بالحد من الإنجاب لأن هناك أبعاد اجتماعية واقتصادية كثيرة.
وأضاف عبدالفتاح لـ«شروق»، أن الإنجاب لدى الأسر الفقيرة يكون له بعد اقتصادى، فهو استثمار فى المستقبل، موضحا أن «الأسر الفقيرة ينجبون أطفالا كثيرين حتى يعملوا ويصرفوا على أسرهم بعد ذلك».
وأشار عبدالفتاح إلى أن الحكومة بوزاراتها لا تستطيع تشكيل عقل المواطنين بمفردها، خاصه وأن هناك جهات اخرى تستطيع تشكيل عقل المواطن مثل الجماعات الدينية التى تلعب دورا كبيرا فى عقل الأسر عن طريق مجموعة من الفتاوى المناهضة لمبادرات الحكومة.
وأكد أن الجماعات الدينية ترغب فى الزيادة السكانية لتكون عبئا على الحكومة، قائلا :«يصدرون فتاوى دينية عن أن تنظيم الإنجاب حرام والاسر الفقيرة تتبعهم نتيجة فهمهم الخاطئ للدين»، لافتا إلى أنه تم صرف المليارات على برامج التوعية التى لم تأتِ بنتيجة حقيقية.
وقال عبدالفتاح إن برامج التوعية يجب ألا تعتمد فقط على الكلام، ولا بد أن تكون مبادرة مجهزة مثل مبادرة «100 مليون صحة» لفيروس سى، والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فضلا عن توفير أطباء متخصصه فى المراكز والقرى وتوفير وسائل منع الحمل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved