الخلط بين الفيدرالية والمركزية طوق نجاة ألمانيا من كورونا
آخر تحديث: الخميس 9 أبريل 2020 - 4:41 م بتوقيت القاهرة
محمد حسين
أصبحت أزمة تفشي كورونا في ألمانيا تسير بوتيرة منخفضة خلال اليومين الماضيين، وذلك وفق ما أكدته بيانات معهد روبرت كوخ الحكومي، والتي على الرغم من كونها تمثل انخفاضًا بسيطًا بشأن عدد الإصابات، إلا أنها تكون إشارة على استقرار الوضع، كما أشار رئيس المعهد لوثار فيلر، والذي أرجع تلك النتائج إلى أنها بفضل الإجراءات التي شملت وقف تجمعات الناس في الأماكن العامة والعمل.
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل: "الزيادة في الحالات الجديدة المؤكدة تسير بشكل أبطأ قليلاً عما كانت عليه قبل بضعة أيام... لكن بالتأكيد من السابق لأوانه تحديد الاتجاه، وبالتالي من السابق لأوانه أيضاً تخفيف بعض القواعد الصارمة التي وضعناها لأنفسنا".
وأضافت: "هذا التحسن اللافت بالنسبة للوضع الصحي في ألمانيا، يعود لأسباب مختلفة يتعلق بعضها للتغير والتحول من مذهب سياسي ظل طويلاً ملازماً للسياسية الألمانية، وهو تمسكها بالنظام الفيدرالي، وسياسة اللامركزية التي تتيح لكل ولاية ألمانيا أن تسير بحرية تامة، في تحديد السياسية الملائمة لها، وأن يكون القدر دافعاً لألمانيا في تغيير نظرتها للفيدرالية، ويكون هو المخرج المنطقي لها من أزمتها الراهنة هو خلط واضح بين المركزية واللامركزية"، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.
ولم يكن هذا التحول عن الفيدرالية فجائياً، بل أتي للتحسين من الواقع المتردي، الذي تزامن مع صرخات من الإحباط حول مدى الاختلاف الكبير في عمليات الإغلاق بين الولايات: ففي برلين، على سبيل المثال، كان شراء كتاب من متجر مسموحًا به ولكن لا يوجد نزهة في الحديقة، بينما كانت ولاية بادن-فورتمبيرغ ترى العكس، وكل ذلك ساهم في إظهار فجوة في ايجابيات الفيدرالية؛ لكن في الأسبوع الأخير بدأت ألمانيا في توحيد إجراءات العزل الشامل في جميع ولاياتها الستة عشر.
كذلك لم تتخل ألمانيا عن أهم مميزات النظام الفيدرالي واللامركزي؛ فالفيدرالية مفيدة لخلق بيئة عمل ديناميكية بين المناطق المختلفة، ولكن يمكن أن تجعل من الصعب على الدولة بأكملها أن تتحرك بالتزامن في اتجاه واحد، لذا نجد أن الاستثناء الوحيد كان بشأن المختبارات البحثية والتي تنتشر في الولايات، ويديرها القطاع الخاص، والشركات متوسطة الحجم، والتي تعمل بشكل مستقل تمامًا.
وهذا ما أكده ماتياس أورث، من معهد الطب المخبري في مستشفى مارين بشتوتجارت: "لا يتعين على الانتظار حتى أتلقى مكالمة من وزير الصحة قبل أن أتمكن من المضي قدمًا في الاختبار".