في ذكرى تأسيسها.. كيف وصف المؤرخون اليونانيون والرومان مدينة الإسكندرية؟

آخر تحديث: الخميس 9 أبريل 2020 - 1:26 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

في 7 أبريل من كل عام، تُعاد ذكرى هامة للأذهان، ذكرى تأسيس أحد المدن المصرية التاريخية، الإسكندرية، التي أسسها الإسكندر الأكبر عام 332 ق.م، بعد أن وقع في غرام هذه المنطقة الساحرة، فقرر إنشاء مدينة تحمل اسمه، فدمج مدينة "راكودة" وجزيرة "فاروس" الواقعتان على شط البحر الأبيض المتوسط، عن طريق ردم المياه الفاصلة بينهما، وفقًا لما ذُكر في كتاب "من موسوعة وصف مصر 2 – مدينة الإسكندرية" للمؤلف جرتيان لوبير.

ولهذه الأرض تاريخ طويل، كتب عنه كتاب وشعراء وسياسيين، رصد بعضهم الدكتور عزت زكي حامد، في كتابه "آثار الإسكندرية القديمة"، وهو رئيس قسم الآثار والدراسات اليونانية والرومانية في جامعة الإسكندرية، وفي ضوء هذا نستعرض بعض الذي أورده الكاتب.

وقال الكاتب: "تعتبر المصادر الكلاسيكية القديمة التي تتحدث عن الإسكندرية خلال الفترة البطلمية والرومانية قليلة إذا ما قورنت بدور الإسكندرية الواضح في هذين العصرين..."، ومن المصادر التي اعتمد عليها الدكتور عزت زكي في كتابه:

الشاعر اليوناني هوميروس، وهو من أقدم الشعراء الذين ظهروا في الحضارات الأوروبية وقد عاش في القرن التاسع-الثامن ق.م، ويعد من المصادر الهامة التي تحدثت عن الساحل الشمالي لمصر في هذه الفترة ووصف لنا جزيرة فاروس، التي كانت تقع قبالة الموقع الذي اختاره الإسكندر لبناء مدينته، ومعنى ذلك أن هذه الجزيرة الواقعة على ساحل البحر أمام مصر كانت موجودة أيام هوميروس ومسماه بنفس الاسم فاروس.

ومن المصادر القديمة التي تحدثت عن الإسكندرية، المؤرخ بوليبيوس، والذي زار الإسكندرية في عصر بطليموس الثامن، وتحدث عن الأستاديوم الذي يجرى به سباق الأفراد وشرح بعض مميزاته المعمارية، أما خارج الأسوار فيوجد الهيبودروم وهو مكان لسباق العربات، وكان يقع شرق المدينة – تقريبا في المساحة الواقع بها الآن نادي الإسكندرية الرياضي- كما تكلم المؤرخ عن معبد الثيموفوريوم، الذي أقيم للعبادة الأليوسية الخاصة بالإلهة ديمتر وبرسفوني، وهي طقوس خاصة بالحياة في العالم الآخر والمعتقدات اليونانية، كما تحدث عن المسرح السكندري في العصر البطلمي وأطلق عليه اسم المسرح الديونيسي، ما يظهر الصلة الوثيقة بين المسرح وعبادة الإله ديونيسوس، وهو أحد الآلهة اليونانية، وذكر بوليبيوس أن المدينة كان يسكنها ثلاث فئات، الأولى المصريون وهم العنصر الوطني، وفئة الجنود المرتزقة، والفئة الثالثة من أهل الإسكندرية.

وعن توجه ملوك مصر وحكام أقاليمها نحو الإسكندرية، ذكر الكاتب أن ديدور الصقلي، وهو مؤرخ من جزيرة صقلية، قال إن ملوك طيبة قد تركوها بعد أن اضمحلت وذهبوا إلى مدينة منف واستقروا بها، حتى مجيء الإسكندر الأكبر، وبعد أن أسس الإسكندر مدينته على شاطئ البحر المتوسط، تبارى كل ملوك مصر من بعده في تطوير المدينة الجديدة، فقد زينها بعضهم بقصور فخمة وبعضهم بالمرافئ والموانئ، وبعضهم الآخر بمباني ضخمة، كما حكى ديدور عن أسباب اختيار الإسكندر لموقع المدينة الجديدة، وأنه عندما اختار زوايا الشوارع جعلها في مواجهة الرياح القادمة من البحر، حتى ترطب جو المدينة، وتزود سكانها بالطقس الملائم والصحة الجيدة.

وذكر أن الإسكندرية نمت وأصبحت المدينة الأولى في العالم المتحضر من حيث الاتساع والثراء والفخامة، وقد تخطى عدد سكانها عدد سكان المدن الأخرى، بلغ في عام 59 ق.م أكثر من 300.000 ألف نسمة.

أما يوليوس قيصر، قائد عسكري روماني، فقد تحدث بالتفصيل عن الإسكندرية وشوارعها، وجاء إلى المدينة وعسكر على جزيرة فاروس مع قواته، وانتصر وسيطر على القصر، وتحدث في تأريخه عن المدينة عن منارة الإسكندرية وعن المسرح الملاصق لقصر الحكم، واتخذ من هذا المسرح حصن دفاع لجنوده.

ومن الجغرافيين المتخصصين، استرابون، الذي زار الإسكندرية 25/24 ق.م، ووصفها بأنها "تشبه العباءة العسكرية المقدونية وإن لها ضلعان طويلان يحدهما مياه البحر والبحيرة، أما شوارع المدينة كانت تتقاطع بزوايا قائمة ويتميز بها شارعان رئيسان متقاطعان بزوايا قائمة، وأوسع من الشوارع الأخرى، أما القصور المكلية تمثل ربع أو ثلث المدينة فضلًا عن ضخامتها وفخامتها"، ووصف العديد من الأشياء الأخرى في المدينة مثل المنارة والقصور ومدخل الإسكندرية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved