بعد رعب كورونا.. الحياة تعود في ووهان الصينية وآلاف الوافدين يغادرون

آخر تحديث: الخميس 9 أبريل 2020 - 9:59 ص بتوقيت القاهرة

منال الوراقي


أيام وليالي قضوها في بيوتهم، يعيشون رهاب الإصابة بالوباء، الذي اندلع من عندهم وتفشى فيهم، يسقط واحدا تلو الآخر منهم، ما بين متوفى ومصاب، بعدما خيم شبحه على المدينة بكاملها، وجعلها قيد الإغلاق لمدة تقاربت من الثلاثة أشهر، منع خلالها الدخول والخروج للمدينة، فباتت كسجن بالنسبة لهم، والآن، وبعد 76 يوما من فرض الإغلاق الكامل، الصين ترفع الحظر عن ووهان، لكي تعود المدينة للحياة من جديد.

وفي أول أيام إلغاء الحظر، لم يكن من المستغرب استعداد أكثر من 55 ألف مواطن للرحيل عن المدينة، التي يبدو أنها كانت سجنا حقيقيا بالنسبة لهم، وبالرغم من إعادة فتح حدود المدينة، البؤرة الأولى لاندلاع الوباء، لكن ستستمر السلطات بفرض بعض القيود والإجراءات داخل المدينة، وسط تحذير المسؤولين من استمرار وجود خطر تفشي الفيروس مرة آخرى، وفقا لشبكة "سي إن إن" الأمريكية.

وكانت المدينة، البالغ عدد سكانها 11 مليون نسمة، منبع اكتشاف فيروس كورونا، لأول مرة في ديسمبر الماضي، ليتم عزلها عن العالم الخارجي، منذ 23 يناير الماضي، في محاولة غير مسبوقة لاحتواء تفشي المرض.

لكن، بدءا من أمس الأربعاء، تم السماح للمواطنين والمقيمين والزائرين الأصحاء بمغادرة ووهان، عاصمة مقاطعة هوبي، بعد استئناف رحلات القطارات وإعادة افتتاح مداخل الطرق السريعة.

وقال لوه بينج، مسؤول مكافحة الأوبئة في ووهان، إن رفع الحظر يمثل إعادة تشغيل كامل للأنشطة الاقتصادية والاجتماعية في المدينة بعد تعليقها السابق، لكنه أضاف محذرا وموضحا أن المدينة تواجه صراعا لمنع دخول حالات إصابة جديدة من البلاد، وتكرار المأساة مرة أخرى.

وسرعان ما ظهر الركاب، في محطة سكة حديد ووهان، يرتدون كماماتهم ويشكلون طابورًا، بينما يستعدون لمغادرة المدينة للمرة الأولى منذ أكثر من عشرة أسابيع، علقت خلالهم حركة وسائل النقل العام، وأغلقت الأعمال التجارية، وحُجز الملايين من السكان في منازلهم ومجمعاتهم السكنية، حتى لم يُسمح لهم بالخروج للتسوق.

فعلى مدار أقل من ثلاثة أشهر، سجلت ووهان، وهي مركز صناعي على ضفاف نهر اليانجتسي، أكثر من 50 ألف إصابة وما يتجاوز الـ 2500 حالة وفاة، وهو ما يمثل 77٪ من الوفيات الناجمة عن الفيروس في جميع أنحاء الصين، وفقا للجنة الصحة الوطنية.

 

ولكن يبدو أن الإجراءات الصارمة نجحت، بحلول منتصف مارس الماضي، إذ تباطأ ارتفاع عدد الإصابات الجديدة، فعلى مدى الأسبوعين الماضيين، عادت الحياة تدريجيا في ووهان، فتم السماح للمواطنين الذين لديهم رمز QR أخضر على هواتفهم المحمولة، وهذا يعني أنهم بصحة جيدة وآمن للسفر، بالعودة إلى العمل، ولكن بشرط طلب أصحاب العمل.

وفي المجمعات السكنية، حيث لم يتم الإبلاغ عن حالات جديدة لمدة 14 يومًا ، تم السماح لشخص واحد، من كل أسرة، يحمل رمز QR أخضر، أن يخرج لمدة ساعتين في اليوم.

وقال لوه، المسؤول في ووهان، إن أكثر من 10.6 آلاف مصنعًا وشركة في المدينة أعيد فتحها، اعتبارًا من 3 أبريل الجاري، وهو ما يمثل 91.4٪ من إجمالي الشركات والمصانع المغلقة، مؤكدا أن القيود المفروضة على المجمعات السكنية، ستستمر بعد رفع الإغلاق، فلا يزال السكان بحاجة إلى تقديم رمز الاستجابة السريعة الخضراء وخطاب من صاحب العمل، لمغادرة مجمعاتهم السكنية.

 

وتابع مسؤول مكافحة الأوبئة في ووهان: "في الوقت الراهن، ما زلنا ندعو المواطنين إلى توخي الحذر بشأن الوباء، وتجنب الخروج إلا إذا لزم الأمر، والاستمرار في ارتداء الكمامات، واتباع إجراءات السلامة".

وبصرف النظر عن رفع الحظر تدريجيا عن المدينة، فهناك إشارة أخرى لتغلب ووهان على الأزمة، فقد تم السماح أخيرًا بدفن الموتى، فمنذ عدة أشهر، لم يتمكن سكان ووهان من دفن أحبائهم، حيث حظرت الحكومة جميع الجنازات وأغلقت المقابر، في 25 يناير الماضي، فتم تخزين رفات الآلاف من الأشخاص، الذين ماتوا بسبب فيروس كورونا أو غيرها، ولكن لا تزال مراسم الجنازة غير مسموح بها.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved