إيمانويل ماكرون.. الرئيس الشاب الطامح في ولاية ثانية بفرنسا

آخر تحديث: السبت 9 أبريل 2022 - 12:24 م بتوقيت القاهرة

هايدي صبري

يخوض إيمانويل ماكرون، الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته، حملة انتخابية صعبة مثقلة بالتحديات بعد 5 سنوات من الحكم، في ظل مشهد سياسي فرنسي غير مستقر، تخلله عدة أزمات بداية من احتجاجات السترات الصفراء، مرورا بأزمة فيروس كورونا المستجد، ثم الحرب الأوكرانية. وتواجه حملة ماكرون تحديات خلال الولاية الثانية.

ووفقًا لمحطة "تي.في 5 موند" الفرنسية، فإن الحملة الانتخابية لماكرون (44 عامًا) كانت قصيرة أقل من 40 يومًا، وخلالها سعى إلى أن يتمكن من اللعب على طاولات مختلفة: كرئيس لفرنسا، وزعيم لأوروبا في ظل رئاسة فرنسا للاتحاد الأوروبي لعام 2022، وقائد أعلى للجيوش في زمن الحرب الأوكرانية، ثم مرشح رئاسي في حملة انتخابية يسعي خلالها إلى ولاية ثانية.

وجاء إعلان ماكرون رسميا، ترشحه لولاية ثانية، قبيل 38 يوما من الانتخابات الرئاسية وفي خضم الحرب الروسية على أوكرانيا، وقبيل الإعلان ربط الرئيس الشاب ترشحه رسميا بوضع كورونا في فرنسا والحرب الأوكرانية.

وأعرب ماكرون في "رسالة إلى الفرنسيين"، نشرتها مواقع إلكترونية لوسائل إعلام عدة، عن أسفه لعدم التمكن من "تنظيم حملة (انتخابية) كما يتمنى بسبب الظروف"، في إشارة إلى الحرب في أوكرانيا، بحسب إذاعة "مونت كارلو" الدولية.

ودافع ماكرون عن أدائه، في رسالة وجهها للفرنسيين وقت إعلان ترشحه، لا سيما في مواجهة جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدا أنه يريد "إعطاء الأولية للمدارس والمدرسين الذين سيتمتعون بحرية احترام أكبر وبأجور أفضل" و"المحافظة على النموذج الاجتماعي الفرنسي وتحسينه".

ووعد الرئيس "المحب للحداثة"، الذي يريد أن يجعل من فرنسا "أمة الشركات الناشئة"، بالاستمرار في الاستثمار في الابتكار والبحث من أجل وضع فرنسا في الصدارة في قطاعات مثل مصادر الطاقة المتجددة والنووي والبطاريات والزراعة والتكنولوجيا الرقمية والفضاء التي تشكل المستقبل.

وأكد أنه سعى إلى جعل فرنسا "أمة صديقة للبيئة كأول من يخرج من الاعتماد" على مصادر الطاقة الأحفورية.

تجدر الإشارة هنا إلى أن الحرب في أوكرانيا أدت لخلط أوراق الحملة الانتخابية لماكرون، علما بأنه لم يسبق لأزمة دولية أن كان لها هذا الأثر على حملة انتخابية في ظل الجمهورية الخامسة (منذ عام 1958) خصوصا أنها جاءت بعد أزمة دولية أخرى في مالي، حيث أنهى الرئيس الفرنسي توترات دامت شهورا مع العسكريين الحاكمين في مالي بإعلانه في 17 فبراير انسحاب القوات الفرنسية من هذا البلد.

وبخطى ثابتة، وكلمات فصيحة، انتزع ماكرون -السياسى الوسطي- حب ملايين الفرنسيين قبل أصواتهم عام 2017، على الرغم من أنه لم يحظ بدعم أى حزب كبير فى البلاد، حتى بات أصغر من حاكم فى تاريخ فرنسا، وهو في عمر 39 عاما فقط، محطما بذلك الرقم القياسي لـ"نابوليون بونابرت" الذي حكم فرنسا عام 1848 وعمره 40 عاما.

تخرج ماكرون من المدرسة الوطنية للإدارة في عام 2004، وأصبح مفتشا ماليا قبل أن يبدأ في عام 2008 العمل كمصرفي استثماري في بنك "روتشيلد آند سي".

وانضم بين 2006 و2009 للحزب الاشتراكي وعُين في 2012 نائبا للأمين العام لرئاسة الجمهورية الفرنسية في ظل إدارة الرئيس ﻓرانسوا أولاند، ثم وزيرا للاقتصاد والصناعة والرقمنة في حكومة مانويل فالس الثانية، وذلك حتى عام 2016.

وفي أغسطس 2016، تقدم ماكرون باستقالته للرئيس أولاند قبل أن يؤسس حركة "إلى الأمام" الوسطية في أبريل.

وخلال حملة انتخابية ماراثونية عام 2017، خاطب ماكرون الفرنسيين، ببرنامج ليبرالى ورؤيته السياسية التى تميل إلى الانفتاح على أوروبا، وأجندة اقتصادية تعتمد على تحقيق التوازن بين الصرامة الاقتصادية التى لا تصل لمرحلة التقشف وزيادة الاستثمارات.

واستطاع الفوز في الجولة الثانية من الانتخابات بنسبة 66.1% من الأصوات، في تتويج لمسيرة صعود نجمه السياسي سريعًا فى بضع سنوات فقط، بحسب صحيفة "لوموند" الفرنسية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved