أمينة خليل: «زيزى» موجودة فى كل بيت مصرى.. واختياراتى تنحاز للقصص الإنسانية -حوار

آخر تحديث: الأحد 9 مايو 2021 - 6:41 م بتوقيت القاهرة

حوار ــ أحمد فاروق

* قدمنا المسلسل بصدق وحب.. وسعيدة لقيامه بدور فى توعية المجتمع بمرض ADHD
* الإنسان يحتاج إلى «ونس» فى حياته.. وعلاقة «هشام وزيزى» لها وجهان مثل الحياة
* لم أقدم جزءا ثانيا من «ليه لأ» لشعورى أن قصة «عاليا» اكتملت.. وطموحى أن أقدم فى كل عمل شخصية جديدة
* التحول من أمينة لزيزى كان مرهقا.. وجميعنا نحتاج للدكتور سامى فى حياتنا
* ريم عبدالقادر شديدة الاحتراف والالتزام.. وتذكرنى بطفولتى فى حبها للتمثيل

استطاعت الفنانة أمينة خليل أن تثبت أقدامها فى الدراما التلفزيونية بمسلسل «خلى بالك من زيزى» الذى يتناول مرض تشتت الانتباه وفرط الحركة (ADHD)، ليكون ثانى أعمالها الذى يحقق نجاحا مع الجمهور بعد «ليه لأ».

«الشروق» التقت أمينة خليل، لتسألها عن سبب حماسها لـ«خلى بالك من زيزى» لتدخل به المنافسة فى الموسم الرمضانى، وكيف كان استعدادها لتجسيد شخصية تعانى من مرض نفسى، كما تتحدث عن الطفلة ريم عبدالقادر التى جسدت شخصية «تيتو»، وتكشف أسباب عدم مشاركتها فى الجزء الثانى من «ليه لأ».

* ما الذى حمسك لـ«خلى بالك من زيزى» ليكون الخطوة التالية بعد «ليه لأ»؟

ــ «خلى بالك من زيزى» من أكثر القصص الإنسانية التى جذبتنى من بين كل السيناريوهات التى قرأتها الفترة الأخيرة، لإحساسى أنه يقدم موضوعا جديدا لم يتم مناقشته على الشاشة من قبل، وهو فى نفس الوقت مهم جدا ويستحق المناقشة وأن يخصص له عمل فنى.
ومن البداية كان هناك اتفاق مع الكاتبة مريم نعوم أن نقدم مسلسلا معا، ليكون الثانى على التوالى بعد «ليه لأ»، الذى أعتبره خطوة على الطريق الذى رسمته لنفسى فى هذه المرحلة، فأنا أردت أن أقدم قصصا إنسانية، فى قالب «لايت دراما»، بعد إحساسى أنها تدخل البيوت بسهولة، والمشاهد ينسجم ويندمج ويتفاعل معها، كون القصة تكون قريبة من واقعهم، وفى نفس الوقت غير مرهقة فى المشاهدة.

* رغم أن موضوع مسلسل «ليه لأ» يختلف عن «خلى بالك من زيزى» لكن جملة «اللى قادرة على التحدى والمواجهة» تنطبق على المسلسلين.. هل هذه طبيعة موضوعات تفضلها أمينة خليل؟

ــ كما أشرت، القصص التى أحب أن أحكيها هى القصص الإنسانية والطبيعية، ولذلك سعادتى كبيرة أن أكثر جملة سمعتها الفترة الماضية منذ بدأ عرض المسلسل كانت: «كل بيت مصرى فيه زيزى»، أو أن كلنا مررنا بعلاقة تشبه علاقة هشام وزيزى، أو التى جمعت هشام وياسمين، أو اكتشفنا أن زوج إحدى أقربائنا متزوج عليها فى بلد أخرى كما حدث فى حالة كريمان، فكل حكايات المسلسل موجودة فى البيوت ومسموعة، لذلك لمست المشاهدين جدا.

* «خلى بالك من زيزى» سلط الضوء على مرض فرط الحركة (ADHD) كيف كان استعدادك للشخصية نفسيا وعلميا؟

ــ «زيزى» من أصعب الشخصيات التى قدمتها فى حياتى، فهى شخصية مركبة، وفى نفس الوقت بسيطة، فتفكيرها بسيط، لكن الشخص الطبيعى الذى لا يعانى من مرضها سيراها معقدة جدا عندما يتعامل معها، والحقيقة كانت هناك صعوبة فى البداية أن أضع نفسى مكانها وأفكر بطريقتها وأصل لهذه التركيبة المعقدة، خاصة أنها بعيدة كل البعد عن شخصيتى فى الواقع، سواء فى ردود أفعالها أو أسلوبها أو تفكيرها أو حركاتها، أو طريقة كلامها أو طريقة تناولها للطعام، فأخذت رحلة طويلة مرهقة لكى أكسر الحاجز بين شخصيتى فى الواقع والشخصية المكتوبة فى السيناريو، لأتحول من «أمينة» إلى «زيزى».

* ماذا عن الجانب العلمى؟

ــ تم الاعتماد على أكثر من دراسة علمية، تتناول مرض تشتت الانتباه وفرط الحركة الـ ADHD، وتوصلنا إلى أن المرض درجات وبين المرضى اختلافات كثيرة، فاخترنا لزيزى مستوى معينا.
وتم التواصل مع أطباء، لنتحدث معهم حول شخصية «زيزى»، والصورة التى يجب أن تكون عليها، لكن إلى جانب العلم، كانت هناك إضافات أخرى أثناء رسم الشخصية، من مشاهدات فى الحياة، فأنا أعرف أشخاص يعانون من نفس المرض، بينهم من يعرف أنه يعانى من ADHD وبعضهم لا يعرف، ولأنى من الناس الذين يحبون متابعة ومراقبة من حولهم لأستفيد منهم بشكل عام فى تكوين الشخصيات التى أجسدها، أخذت بعض التفاصيل من شخصيات موجودة فى حياتى لتظهر «زيزى» بشكل طبيعى.
والحقيقة أننى بعد أن تلبستنى الشخصية، ودخلت إلى دماغها، بدأت أتصرف بطريقة تفكير «زيزى» وليس طريقة تفكير «أمينة» فى كل المواقف، وهذا ساعدنى كثيرا فى الوصول إلى الطريقة المتوقعة فى أسلوبها وتصرفاتها وردود أفعالها، لأنى أصبحت داخل دماغها.
وتابعت ضاحكة: بعد دراستى وتجسيدى لشخصية «زيزى»، أدعى أننى الآن أصبحت قادرة على اكتشاف الأشخاص الذين يعانون من مرض ADHD، وألفت انتباههم ليذهبوا إلى الطبيب.

* هل كنت تتوقعين أن يقوم المسلسل بدور فى التوعية بمرض ADHD؟

ــ هدفنا من البداية أن نقدم عملا فنيا هادفا، يناقش قضية مهمة، وندعى أننا صنعناه بصدق وحق وحب، وبذلنا أكبر مجهود ممكن ليخرج بأفضل نتيجة، ولأننا نعرف أن النجاح والتوفيق من عند الله، لم نضع فى تفكيرنا أو نستهدف أن يحقق المسلسل ضجة بهذا الشكل، ولكننا حرصنا على أن نستمتع ونجتهد لنقدم عملا جيدا، يخاطب كل الشرائح العمرية والفئات، والحمد لله أن النتيجة كانت إيجابية، والجمهور استقبله بشكل جيد.
وأهمية هذا المسلسل أنه سيجعل الآباء والأمهات يركزون ويتابعون أطفالهم، ليتأكدوا من أن تصرفاتهم طبيعية، وهذا هو دور الفن، ينور عقول الأهالى على مشكلة أو مرض مثل ADHD، ليستطيعوا التعامل مع أطفالهم بالشكل الصحيح.
وليس معنى ذلك أن كل طفل «شقى» يعانى من مرض نفسى، ولكن ما نريد أن نطرحه أن هذا الاحتمال موجود، وأن المرض النفسى موجود وربنا خلقه مثل باقى الأمراض، وأنه ليس عيبا، فلا أحد يختار المرض الذى يصاب به، مثل الكوورنا يصيب أى فئة عمرية وأى جنسية، فلا يوجد إجراء يحمى ولكن يوجد إجراء ينقذ.
فإذا كان هناك طفل يعانى من مرض ADHD يمكن أن تنقذ حياته، لكن إذا غضيت بصرك عن مرض واضح يعانى منه ابنك تكون أنت كأب من تخذله، أيضا الكبار لابد أن ينتبهوا لأنفسهم، لأننى أعرف بعض الأصدقاء يفعلون أشياء ثم يقولون إنهم لا يعرفون لماذا فعلوا ذلك، والحقيقة أن كل إنسان أصبح فى حاجة لشخص يتحدث معه ليس صديقا أو شقيقا، ولكنى أقصد طبيبا نفسيا، أعتقد فى ظل صعوبة الحياة، جميعنا أصبحنا نحتاج للدكتور سامى ــ صبرى فواز ــ فى حياتنا، وهذا ليس خطأ ولا عيب ولا حرام.

* بعض المشاهدين شعروا أنك تبالغين فى الحركة والانفعالات خاصة فى الحلقات الأولى.. هل كنتِ خايفة الناس متستوعبش الشخصية وانفعالاتها؟

ــ لم أخش من ردود الأفعال فى البداية، لأن قناعتى أنه لا يجب أن يحكم أحد على المسلسل من أول حلقتين، فالشخصيات والقصة لم تكن واضحة بشكل كافى للحكم عليها، وكما لا يحق لأحد أن يحكم على الكتاب من الغلاف، لا يجب أيضا أن يحكم على مسلسل من 30 حلقة من أول حلقتين، والحمد لله أن كثيرين تفاعلوا مع الشخصية واستوعبوا تصرفاتها وانفعالاتها مع اكتشاف المرض الذى تعانى منه.

* كيف كان الثنائى مع الطفلة ريم عبدالقادر التى تجسد «تيتو»؟

ــ لا يوجد كلام كافٍ يمكن أن يعبر عن مدى احترامى وانبهارى وحبى لريم عبدالقادر، فأنا أصبحت أعتبر شخصية تيتو «حتة» من قلب أمينة وليس فقط من قلب شخصية زيزى التى جسدتها فى المسلسل.
كل المشاهد التى قدمناها معا، كانت فيها شديدة الاحتراف، ملتزمة بمواعيده، وتعرف ماذا تفعل، وتقرأ السيناريو، وتحفظ كل الجمل والحوار، وقادرة على التمثيل بمشاعرها بكل صدق، ولأنها لا تزال طفلة كان فى تمثيلها براءة جميلة جدا.

* هل تعلقت بها لهذه الدرجة؟

ــ تعلقت بها جدا، لدرجة أننى بعد انتهاء التصوير كنت أفكر فيها، وأتساءل هل ريم عبدالقادر بعد أن تكبر ستظل تتذكر تجربة «خلى بالك من زيزى»، وإلى أى مدى كنا سعداء بالعمل معا، والحالة التى حققتها مع المشاهدين.. الحقيقة أتمنى أن تتذكر، لأننى شخصيا عندما كنت فى عمرها ــ 8 سنوات ــ نسيت أشياء كثيرة جدا، ربما من بينهما ذكريات جميلة، لكن أتذكر تفاصيلها، حتى أن أول فيلم صورته فى حياتى وكان عمرى وقتها 12 سنة لا أتذكر من كواليسه إلا موقفا أو اثنين، أتذكر أول مرة جلست مع المخرج، وأننا خرجنا مع بعض بعد انتهاء تصوير الفيلم.
لكن المؤكد أننى شخصيا لن أنسى هذه الأيام، وسأظل أتذكر شغلى معها، لأنها تشبهنى فى طفولتى، وتذكرنى بنفسى، فى حبها للتمثيل، فهى فى المسلسل «تيتو» تذكرنى بنفسى كزيزى، وفى الواقع «ريم» تذكرنى بنفسى كأمينة.

* المسلسل يقدم نموذجين للتعامل مع مريض ADHD.. والدَى زيزى وتيتو.. لماذا لم يكن بينهما نموذج ناجح فى التعامل مع الطفل فالأول لم ينتبه لمرض «زيزى»، والثانى كان متخبطا فى التعامل مع «تيتو»؟
والدا «تيتو» لم يفشلا مع «تيتو»، فهما قد حاولا، وبحثا عن الصح لضمان مستقبل أفضل لابنتهما، وكان طبيعى أن يمرا بمرحلة من التخبط، لكنهم فى النهاية فهموا طبيعة المرض الذى تعانى منه ابنتهم، واتخذوا قرارات صحيحة فأصبح أمامهم فرصة لعلاجها ليقضوا باقى عمرهم مع طفلة سعيدة وناجحة، تستكمل حياتها بشكل طبيعى، دون معاناة من آثار المرض النفسى، الذى يؤثر على كل حياة المصاب، فالمريض النفسى يواجه صعوبات فى الحياة، وعلاقاته تفشل، حتى فى وظيفته لا يستطيع الاستمرار.
أما بالنسبة لوالدى «زيزى» فهما ليسا نموذجا سيئا، ولكنهما لم يكونا على دراية بطبيعة المرض الذى تعانى منه ابنتهما، وبالتالى لا نستطيع أن نوجه اللوم لأب وأم لا يفهمان، ولكن اللوم كل اللوم يوجه لمن يفهم ويختار ألا يعالج طفله.

* المسلسل لا يكتفى بتسليط الضوء على مرض ADHD ولكنه أيضا يتناول جانبا اجتماعيا من خلال علاقة «زيزى وهشام».. لماذا لم تنحز القصة لأحدهما وفضلتم خلق مبررات لكل طرف؟

ــ علاقة «زيزى» و«هشام» مثل الحياة فيها وجهان، كل منهما يرى أنه على حق، وعندما تسمع من الطرفين ستجد أن لكل منهما بالفعل أسبابه، فالمسلسل كان متعمدا أن يطرح الرأى والرأى الآخر، وأن يوضح وجهة نظر كل طرف والتى كانت قوية ومنطقية جدا، وتركت الحكم للجمهور، مع من يتعاطف؟.

* هل الإنسان يحتاج فى الحياة لمنقذ مثل الدور الذى لعبه مراد ــ محمد دممدوح ــ فى حياة زيزي؟

ــ الإنسان يحتاج إلى «ونس» فى حياته، وليس منقذا، وقناعتى أنه لا أحد يستطيع إنقاذك غير نفسك.

* هل شكلت ثلاثيا مع المنتج عبدالله أبوالفتوح والكاتبة مريم نعوم بعد نجاح «ليه لأ» أم أن تكرار التعاون مصادفة؟

ــ هذه السنة الثالثة التى أعمل فيها مع المنتج عبدالله أبوالفتوح، والثانية التى أتعاون فيها مع الكاتبة مريم نعوم، ورغم أنه كان مصادفة، لكنى سعيدة جدا به، ولا أعرف إذا كان سيجمعنا عمل ثالث أم لا، فنحن لا نزال نعيش نجاح «خلى بالك من زيزى»، ولم نخطط لما هو قادم.
وهنا أريد أن أوجه الشكر للمنتج عبدالله أبوالفتوح، الذى أتعاون معه للسنة الثالثة على التوالى، وذلك لإيمانه بى، وبرؤيتى واختياراتى، ويدعمنى دائما، فنحن نختار الموضوعات معا، ونحترم وجهة نظر بعض، فمثلا كان هناك مسلسل موجود قبل «خلى بالك من زيزى» ولكنه نصحنى بأن يتم تأجيله لمرحلة لاحقة ليعرض خارج الموسم، وأنا أحترمت رأيه جدا، وفى المقابل فى موقف آخر، عرض على قصة مسلسل فقلت له إنه سيكون بعيدا عن القلب، فاقتنع بوجهة نظرى، فالحمد لله أن بيننا تفاهما وتعاونا كبيرا لمصلحة الشغل.

* هل نجاحك فى البطولة المطلقة بالدراما يمكن أن يأخذك من السينما؟

ــ منذ بدأت تمثيل وأنا أعمل فى دراما رمضان، وبالتوازى أعمل أيضا فى السينما، لكن بشكل عام أنا ليس لدى خطة معينة، لشكل تواجدى سواء فى السينما أو الدراما، فأنا أجرى دائما وراء القصة الحلوة. هى فقط التى تحركنى وليس أى شيء آخر.
فمثلا بعد رمضان كل عام، أقول لنفسى «خلاص أنا تعبت ومش قادرة.. لن أعمل فى رمضان مرة أخرى.. مش ممكن أعمل فى نفسى كدا تانى»، لأنى أعتبر المجهود الذى يبذل فى أعمال رمضان غير طبيعى بالنسبة للممثلين، نحتاج إلى مجهود جبار، وقلة نوم، وتصوير عدد ساعات مرعب، وهذا يطبق على السوق كله، فكل من يعمل فى مسلسل رمضانى يحتاج إلى عزيمة كبيرة، ليتحمل الصعوبات والأجواء غير الآدمية التى نعمل فيها.
ورغم أننى أقول لنفسى ذلك كل عام، لكن بعد مرور أسبوع واحد على رمضان، وأجد فكرة جيدة تناسبنى، أنسى كل هذا التعب، ونبدأ على الفور فى التحضير للموسم الجديد، وهكذا.

* وهل أنت قادرة على تحقيق نفس النجاح ببطولات نسائية فى السينما؟

ــ ربما تكون السينما لا تزال ذكورية، ولكن هذا لا ينفى أن هناك أفلاما نسائية جيدة تنتج، منها «حظر تجول» الذى شاركت فى بطولته إلى جانب الفنانة إلهام شاهين، فهذا الفيلم قائم على بطولة نسائية، وقد قدمت فيه إلهام شاهين دور أكثر من رائع، وبالتالى هذا الفيلم وغيره يثبت أن البطولة النسائية موجودة ومؤثرة فى السينما.

* أخيرا.. لماذا لم تقدمى الجزء الثانى من مسلسل «ليه لأ»؟

ــ لأنى شعرت أن قصة «عاليا» اكتملت بالنسبة لى، وفضلت أن أخوض تجربة جديدة، فطموحى أن أقدم فى كل عمل شخصية جديدة ومختلفة، فأنا أبحث دائما عن الدور المختلف والتحدى الجديد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved