مأمور «وادى النطرون» السابق يكشف تفاصيل ليلة قضاها مرسى وإخوانه فى السجن

آخر تحديث: الأحد 9 يونيو 2013 - 12:09 م بتوقيت القاهرة
محمد نابليون وأحمد البردينى

أثارت شهادة مأمور سجن وادى النطرون السابق اللواء عدلى عبدالصبور، أمام محكمة جنح مستأنف الإسماعيلية، التى تنظر قضية هروب السجناء والمعتقلين من سجن وادى النطرون عقب اقتحامه خلال الأيام الأولى للثورة، جدلا واسعا فى الأوساط المهتمة بتلك القضية، التى اعتبرت أن القضية تغير مسارها تماما بموجب تلك الشهادة التى صبت فى صالح جماعة الإخوان المسلمين وبرأت ساحتها من الاشتراك فى عمليات اقتحام  سجن وادى النطرون، وتهريب من فيه من سجناء ومعتقلين من بينهم 34 قياديا إخوانيا، أبرزهم رئيس الجمهورية الحالى الدكتور محمد مرسى والدكتور محمد سعد الكتاتنى والنائبان بالشورى الدكتور عصام العريان وصبحى صالح وآخرون.

 

• فى البداية.. شهادتك تشير إلى أن الإخوان تم تحريرهم بالمصادفة، هل حدث ذلك فعلا؟

ـ ما أستطيع أن أقوله هو ما قلته فى الشهادة، من أن السجن تم اقتحامه وفتحت العنابر وتم تهريب السجناء والمعتقلين بصفة عامة، علما بأن محاولات الاعتداء على السجن والبدء فى عملية اقتحامه سبقت وصول قيادات الإخوان للسجن بيوم واحد، حيث إن الاعتداء على السجن بدأ يوم 28 يناير ولم تكن مأمورية قيادات الإخوان قد وصلت إلى السجن بعد، لأنهم وصلوا يوم 29 يناير.

 

• صف لنا الحالة التى شهدها السجن يوم 28 يناير؟

ـ تعرضنا فى ذلك اليوم لبعض المناوشات، وإطلاق نار كثيف من قبل مجموعة من الأشخاص المنتمين لبدو سيناء، الذين اعتلوا سيارات ربع نقل ماركة تويوتا «2 كابينة»، وكانت تلك المناوشات بمثابة جس نبض سبقت عملية الاقتحام، وكانت السمة السائدة فيها الكر والفر.

 

• وهل هذه المجموعة هى ذاتها التى قامت بعملية الاقتحام فى اليوم التالى؟

ـ نعم نفس المجموعة وساعدهم أهالى منطقة وادى النطرون الذين عملوا على تهريب بعض المساجين الجنائيين من أقاربهم.

 

• هل كان السجن يتضمن سجناء من سكان منطقة وادى النطرون؟

ـ نعم كان لدينا عنبر رقم 7 الخاص بالسجناء الجنائيين، وكان أغلبهم من أهالى منطقة وادى النطرون، الصادر بحقهم أحكام فى قضايا أموال عامة وجرائم أخرى.

 

• وماذا كان الموقف وقت اقتحام السجن؟

ـ عقب تمكن مجموعات البدو وأهالى وادى النطرون من الدخول إلى السجن، توجهوا مباشرة إلى العنبر رقم 2 المخصص للمعتقلين من الجماعات التكفيرية والجهادية المنتمية لبدو سيناء، والعنبر رقم 7 الذى كان مخصصا وقتها للسجناء الجنائيين، وكان أغلبهم من سكان وادى النطرون، الذين ساعدوا المقتحمين فى فتح باقى العنابر وتهريب السجناء والمعتقلين، وإجبارهم على الهرب.

 

• هل شاهدت ذلك بنفسك؟

ـ شاهدتهم وقتها من داخل مكتبى، وهم يحاولون فتح تلك العنابر وتمكنوا بالفعل من فتحها، ولم أكن وقتها استطيع الاقتراب منهم لأن النيران التى أشعلها المقتحمون فى المخازن والمكاتب الإدارية الخاصة بالسجن كانت تفصل بيننا، كما أكدت لى ذلك مجموعة من السجناء ممن ظلوا داخل السجن ورفضوا الهروب، الذين استمعت إلى أقوالهم عقب عودتى للسجن بعد مرور أسبوع على أحداث الاقتحام.

 

• وأين كانت قيادات الإخوان وقتها؟

ـ قيادات الإخوان وعددهم 34 كانوا محتجزين داخل عنبر 3، وأعتقد أنهم ممن أجبروا على الهرب.

 

• وكم المدة التى قضاها قيادات الإخوان داخل السجن؟

ـ قيادات الإخوان لم يستكملوا 24 ساعة داخل سجن وادى النطرون لأن مأموريتهم وصلت من مكتب أمن الدولة بـ6 أكتوبر يوم 29 يناير الساعة 5 مساء، وخرجوا ضمن من خرج من السجن يوم 30 يناير الساعة العاشرة صباحا، ولم يتبق من السجناء سوى 165 مسجونا من بينهم 5 معتقلين سياسيين رفضوا الهروب.

 

• وكيف كان سلوكهم خلالها؟

ـ عموما الإخوان دائما فى السجن ما يكونون هادئين، وكنا نعتبرهم فى قطاع السجون من خيرة المعتقلين السياسيين، نظرا لأنهم كانوا على الدوام يتجنبون افتعال المشاكل داخل العنابر كبقية المعتقلين الآخرين، وهذه حقيقة لا يستطيع احد إنكارها.

 

• إذا كان الأمر كذلك.. فلماذا نشبت مشادة بينك وبين القيادى الإخوانى صبحى صالح بمجرد وصولهم للسجن؟

ـ كانت أعصابنا مشدودة للغاية وقت وصول قيادات الإخوان للسجن، نظرا لأن وقتها كان الوضع شديد الاضطراب داخل السجن، وكان هناك شغب داخل العنابر من قبل السجناء والمعتقلين، خاصة فى عنبرى 2 و7، وإطلاق نار كثيف خارج السجن من خلال المجموعات التى قامت بعملية الاقتحام. وللعلم لم تكن لدىّ نية مطلقا لاستلام قيادات الإخوان، نظرا لهذا الوضع، وحاولت إقناع القيادات بمصلحة السجون بعدم قدرتنا على تأمين السجن، إلا أنهم رفضوا بدافع صعوبة عودة المأمورية التى جاءت بهم إلى السجن مجددا إلى أكتوبر، فى ظل الظروف الصعبة والفوضى التى يشهدها الشارع وقتها.

 

• اعطنا وصفا دقيقا لتلك المشادة؟

ـ مثلما أخبرتكم كانت أعصابنا مشدودة للغاية، وأثناء استلامهم كانت حالتهم سيئة جدا، وأبلغتهم جميعا بضرورة الانصياع لأوامر قيادات السجن، فصاح صبحى صالح قائلا «عاملونا كويس احنا مش أى حد»، وبعدها تدخل الدكتور عصام العريان واحتضننى وقال «التمسوا لنا العذر لأننا منذ ثلاثة أيام لم نأكل أو ننام، وجميعنا مصاب بالتعب والإرهاق ونتمنى منكم كرم الضيافة».

 

• ألم يبلغك صالح وقتها بأنهم سيخرجون من السجن فى اليوم التالى وسيشكلون الحكومة؟

ـ هذا الكلام فيه تجنٍ ولم يحدث على الإطلاق، لأن المشادة كلها لم تستغرق أكثر من 5 دقائق، ولم يبلغنى مطلقا بأنهم سيخرجون من السجن من عدمه، ولو حدث ذلك لكانت المشادة تطورت لأكثر من ذلك.

 

• هل ورد بجواب اعتقال قيادات الإخوان الذى تسلمته من أمن الدولة ثمة تهم مرتبطة بالتخابر؟

ـ لم يرد فى جواب اعتقال قيادات جماعة الإخوان المسلمين، أسباب اعتقالهم والتهم المنسوبة إليهم، فهو مجرد تنفيذ أمر الاعتقال من جهاز أمن الدولة، بإيداعهم فى سجن وادى النطرون، وتم تسجيلهم فى دفتر البوابة ولم يكن معهم أى شىء يذكر، ولم يصدر منهم أى نوع من أنواع المقاومة حتى هروبهم مع المساجين فى اليوم التالى.

 

• إذن.. هل تمكنت من مراقبة عملية الاقتحام من داخل مكتبك؟

ـ لا لم أكن أراقب، ولكننى كنت مشغولا بإيجاد طريقة للهرب خارج السجن مثلى مثل السجناء، وتوصلت أثناء ذلك إلى ارتداء زى مسجون وتمكنت من الهرب بعد أن نطقت الشهادة أكثر من مرة نظرا لصعوبة الموقف أثناء عملية الاقتحام، وأتمنى ألا أتذكر تلك الأجواء مرة أخرى لأننى كلما تذكرتها أتأثر نفسيا وعصبيا وصحيا، لأنها كانت أجواء صعبة أتمنى ألا يتعرض لها أى إنسان.

 

• ذكرت بشهادتك أن جهاز الأمن الوطنى أبلغكم بعد عملية الاقتحام برفع أسماء جميع المعتقلين السياسيين من قوائم الهاربين، ما أبعاد ذلك؟

ـ نعم تلقيت اتصالات من المسئولين بجهاز الأمن الوطنى، عقب عودتى للسجن بعد أسبوع من اقتحامه، أخطرونى خلالها بتسوية ملفات جميع المعتقلين السياسيين والإفراج عنهم جميعا، وبموجب ذلك أفرجت عن 5 معتقلين سياسيين ظلوا فى السجن بعد اقتحامه، وسرى ذلك القرار على جميع المعتقلين السياسيين بمن فيهم قيادات الإخوان الذين هربوا.

 

• ألم يكن ذلك الأمر غريبا بالنسبة لك؟

ـ بالعكس، كان طبيعيا جدا أن يتم الإفراج عن المعتقلين السياسيين المحتجزين فى قضايا فكر بعد ثورة يناير التى قامت فى الأساس من أجل تحرير الفكر.

 

• ومن تحمل مسئولية اقتحام السجون وهروب السجناء، وهل الأمر ناتج عن تقصير من الداخلية؟

ـ أعتقد أن وزارة الداخلية لم تقصر فى تلك المسألة، لأنها تعاملت معها فى ضوء إمكانياتها والعوامل التى كانت متاحة وقتها، وأؤكد لكم أن العناصر التى اقتحمت السجون، لم يكن بفكر وزارة الداخلية أنها ستكون بذلك الحجم الكبير، وبتلك الطريقة غير المتوقعة التى اعتمدت على شغب داخلى من قبل السجناء والمعتقلين، وهجوم خارجى من قبل المجموعات المقتحمة، وقطع للطرق فى الوقت نفسه بشكل يصعب معه وصول أية إمدادات للسجن، وأعتقد أن تلك الأمور كانت غائبة وقتها عن فكر الوزارة، لأنه كما سبق وأشرت إلى أن جميع قرارات وزارة الداخلية التى تلت جمعة الغضب كانت خاطئة.

 

• إذن ألم تكن هناك خطة موضوعة لصد الهجوم؟

ـ كانت هناك خطة للدفاع عن السجن مرتبطة بفترة معينة، قاومنا خلالها المجموعات المقتحمة لقرابة 20 ساعة متواصلة، لم نكن نستطيع أن نستكمل بعدها نظرا لإصابة الفصيلة التى كانت مكلفة بتأمين السجن، التى كانت مكونة من 30 جنديا بإرهاق شديد، فضلا عن نفاد الذخيرة دون وصول أية تعزيزات، علما بأنه لولا نفاد الذخيرة لما تمكنت تلك المجموعات من اقتحام السجن لأننا كنا سنظل فى المواجهة معهم حتى نبعدهم عن محيط السجن.

 

• وهل طلبت بدورك وقتها أية إمدادات من قبل الوزارة؟

ـ أخطرت قيادات الوزارة جميعهم بالأوضاع التى يتعرض لها السجن منذ الساعات الأولى لمحاولة اقتحامه، وطلبت تعزيزات وأبلغتهم بمعلومات وردت إلينا حول المجموعة التى ارتكبت واقعة الاقتحام قبلها بيوم وتضمنت أعدادهم التى تراوحت ما بين40 إلى 50 شخصا من بدو سيناء، مستخدمين 11 سيارة ربع نقل من بينها سيارات «2 كابينة»، وأخطرتهم بأنهم يقيمون فى إحدى المزارع فى مدينة بدر وبحوزتهم أسلحة آلية متطورة وجرينوف، وتأكد لى الأمر عقب إبلاغى من قبل أحد المعتقلين المنتمين لبدو سيناء، بأن هناك مجموعات قادمة لتهريبهم، وأبلغت القيادات بالوزارة بذلك إلا أنهم لم يصدقوا، وعندما فقدنا الأمل فى وصول أية تعزيزات، استنجدنا بالقنوات الفضائية وطلبنا من القوات المسلحة التدخل إلا أننا لم نتلق أية استجابة.

 

• هل ثبت أن المقتحمين استخدموا أعيرة غير معهودة بالنسبة لكم؟

ـ تقرير المعمل الجنائى، أثبت بعد معاينة السجن أن فوارغ الذخيرة التى عثر عليها فى محيط السجن، ذات لون أخضر وغير رائجة لا فى وزارة الداخلية أو سوق السلاح المصرى.

 

• هل تابعت ردود الفعل المتعلقة بشهادتك؟

ـ تابعتها ولاحظت أنها أسعدت العديد من الأشخاص وأحزنت فى الوقت نفسه أشخاصا آخرين.

 

• أسعدت من؟

ـ تلقيت اتصالات عديدة من زملائى السابقين بالسجن وأهلى بالصعيد هنأونى خلالها، وأشادوا بالحقائق التى تضمنتها الشهادة، خاصة فيما يتعلق بتبرئة الضباط من اتهامات فتح السجون.

 

• لكن هناك من شكك فى أن شهادتك جاءت لصالح الرئيس مرسى وجماعته؟

ـ لم أتلق أية ردود أفعال تشير إلى ذلك، إلا أننى أستطيع أن أؤكد لكم أن من تابع جلسة المحكمة التى أدليت فيها بشهادتى، وشاهد المشادات الكلامية العنيفة التى نشبت بين محامى المتهم الوحيد فى القضية والتى كادت أن تصل إلى اشتباكات داخل قاعة المحكمة، فهموا أن الشهادة جاءت فى صالح الإخوان.

 

• وما مدى صحة ذلك؟

ـ خلاصة القول أننى شهدت بما يمليه علىّ ضميرى وما يرضى الله وبالحقيقة التى رأيتها، ولا يمكننا هنا القول بأنها جاءت فى صالح الرئيس أو فى صالح غيره، فهى جاءت لإظهار الحقيقة أيا ما كانت تلك الحقيقة.

وأنا متأكد من أن قيادات الإخوان أثناء نقلهم إلى سجن وادى النطرون لم يكونوا على علم بذلك، ومن ثم فمن الصعب أن يكونوا قد خططوا لاقتحام السجون.

 

• إذن هل أنت راض عن شهادتك؟

ـ راض تمام الرضا عنها، لأن الله سبحانه وتعالى هو من سيحاسبنى عليها، ولن ينفعنى وقتها سواء الإخوان أو غيرهم.

 

• هل طلبت من مدير الأمن بمنطقة القناة حمايتك خلال فترة إدلائك بشهادتك بالاسماعيلية؟

ـ ذهبت إلى نادى الشرطة بالإسماعيلية، وطلبت حمايتى لأننى تعرضت خلال الفترة الماضية لمضايقات وضغوط كثيرة من جميع الجهات.

 

• وما طبيعة تلك الضغوط؟

ـ تليفونى كان موضوعا بشكل دائم تحت التصنت من جهة لا أعلمها، كما أن إصدار المحكة لأمر بضبطى وإحضارى كان له بالغ الأثر السيئ فى نفسى، وظل من الصعب علىّ تقبلها كضابط شرطة، خاصة أننى لم أعلم أن المحكمة طلبت استدعائى لسماع شهادتى، بالإضافة إلى ذلك تعرضت للعديد من المضايقات والتهديدات التى كان من بينها، ما قاله لى المتهم الوحيد فى القضية ويدعى السيد عطية، خلال الجلسة الأولى التى طلبت فيها تأجيل الاستماع لأقوالى لظروف صحية، «خلّى بالك من نفسك ومن أولادك».

 

• قلت فى المحكمة أنك ظلمت بإحالتك للمعاش؟

ـ ظلمت لأننى تم إحالتى للمعاش على الرغم من صغر سنى، وكان من المفترض أن تمد لى الوزارة خدمتى لعشر سنوات أخرى كما جرت سنة العمل بالوزارة، لأن وقت إحالتى للمعاش لم أكن قد أكملت 60 عاما بعد، ومن ثم تعرضت لإجحاف كامل من قبل الوزارة ولم آخذ حقى المخول لى قانونا وعرفا.

 

• ومتى تمت إحالتك للمعاش؟

ـ أحلت فى أغسطس الماضى، ضمن الحركة العامة بوزارة الداخلية، وبقيت فى منصبى عقب اقتحام السجن لمدة عام و8 شهور ولم أكن أتوقع أن تتم إحالتى للمعاش بهذا الشكل.

 

• وهل كان هناك تعمد من قبل الوزارة فى إحالتك للمعاش؟

ـ نعم الوزارة تعمدت إحالتى للمعاش لإزاحتى عن منصبى.

 

• هل تتوقع أن تكون للمشادة مع صبحى صالح أثر فى هذا الشأن؟

ـ أرجح ذلك وأظن ان الوزارة اعتبرت خطأ أنه كان هناك تقصير من جانبنا فى مواجهة عملية اقتحام السجن، علما بأننا عشنا فترة عصيبة خلال الأيام الماضية، عانينا خلالها من حالة اللامبالاة من قبل القيادات بالوزارة، نظرا لأن القيادات التى تولت الوزارة ليست ممن عاصروا الثورة.

 

• أوصف لنا المشاعر التى مرت بها أسرتك خلال الفترة الماضية؟

ـ أسرتى عاشت أسوأ أيام حياتها، ودمرت نفسيا خلال الفترة الماضية، وشهادتى جددت علينا آلام الماضى، وطلبوا منى عدم المثول أمام المحكمة أو الإدلاء بشهادتى لكننى رفضت.

 

• من وجهة نظرك من الذى وضع خطة اقتحام السجون؟

ـ خطة اقتحام السجون تعتبر حلقة من الحلقات التى وضعت من قبل جهات أجنبية لتدمير مصر، وأخص بتلك الجهات هنا إسرائيل وأمريكا كونهما أعداء لمصر، فالهدف منها فى الأساس كان تدمير مصر، وعناصر قادمة من الخارج تم التأثير عليها من قبل تلك الجهات، ولا أستبعد أن تكون قد تعرضت لعمليات غسيل دماغ لتجنيدها من قبل عناصر إسرائيلية، ولابد أن لهم أعوانا من أبناء الوطن. ونحن نعيش الآن حالة استقطاب خطيرة جدا ستسفر عن تطبيق أهداف العدو فى تدمير مصر.

 

• تلك الاتهامات كانت تدعم وقتها بأنها أوامر من حبيب العادلى؟

ـ لم نتلق وقتها أي أوامر لفتح السجون أثناء الثورة، علما بأن جميع الأوامر التى أصدرتها وزارة الداخلية بعد يوم جمعة الغضب كانت «فشنك»، بمعنى أنها كانت تعبر عن فقدان الوزارة السيطرة على الموقف.

 

• هل تعاملت مع الرئيس مرسى داخل السجن؟ وما رأيك فى طريقة إدارته لبلاد؟

ـ لم أتعامل معه، لأننى لم اكن أعرفه وقتها، وكان الله فى عونه فى قيادة الشعب خلال هذه الفترة، لأن المناصب ليست سهلة وقيادة البشر من أصعب ما يمكن.

 

• هل كانت هناك تغطية لشبكات الموبايل يوم 29 يناير أثناء عملية اقتحام السجن؟

ـ كانت هناك تغطية من الشبكات، وأجريت أكثر من مرة اتصالات من هاتفى المحمول بالقيادات بوزارة الداخلية لإطلاعهم على الأمر أولا بأول ساعة اقتحام السجن.

 

• وهل يؤيد ذلك ما جاء على لسان الرئيس من أنه اتصل بقناة الجزيرة عقب خروجه من السجن بهاتف محمول؟

ـ لا استطيع الجزم بذلك إلا أننى متأكد من أنه كانت هناك خدمة لشبكات المحمول وقتها.

 

• هل من الوارد أن تتكرر عمليات اقتحام السجون خلال الفترة المقبلة مجددا؟

ـ السجون بحالة سيئة جدا، وتحتاج لتطوير غير عادى فيما يتعلق بجميع الجوانب سواء المبانى أو نظم العمل بداخلها، فعلى سبيل المثال لو كانت هناك كاميرات مراقبة على الأبواب الرئيسية لسجن وادى النطرون، لتمكنا من رصد جميع الأشخاص الذين نفذوا عملية الاقتحام.

 

ما رأيك فى وزير الداخلية؟

ـ عملت مع اللواء محمد إبراهيم فى السويس، وكان وقتها مديرا للمباحث بمديرية أمن السويس، وكنت أنا وقتها ضابطا بقسم شرطة السويس، وهو رجل محترم ورجل يعرف ربنا جدا، لكن العبء ثقيل وأى وزير داخلية سيتم تعيينه خلال هذه الفترة سيتحمل ما لا يتحمله الجبال.

الشرطة لن تنجح بدون مساعدة الشعب، وانزعجت جدا من مهاجمة الإسلاميين لمبنى جهاز الأمن الوطنى، لأنه أهم من الأمن الجنائى، فهو روح مصر.

 

هل فتح الضباط السجون؟

ـ الحديث عن أن ضباط الداخلية هم من فتحوا السجون، لا يتعدى كونه تخريفا، كيف لضابط أن يضع نفسه تحت المساءلة ويُقبل على فتح الأقسام أو السجون وتهريب السجناء الذين ينضوون تحت مسئوليته؟!، علما بأن أبواب السجن المتحفظ عليها التى تظهر آثار عملية الاقتحام تدحض تلك الاتهامات، ولعل من أهم الايجابيات التى خلصت إليها محكمة جنح مستأنف الاسماعيلية، أن جميع الشهادات والأقوال الواردة فيها برأت امام الرأى العام ضباط الداخلية من الاتهامات التى أثيرت حولهم عقب الثورة، من أنهم متورطون فى عمليات فتح السجون، على الرغم من أن قطاع السجون هو القطاع الوحيد بوزارة الداخلية الذى ظل يعمل بكامل قوته عقب أحداث العنف التى شهدها يوم جمعة الغضب، والتى انتهت بانسحاب قوات الأمن والشرطة من الشوارع والأقسام.

 

هل حماس وحزب الله متورطون؟

 

ـ الهجوم على السجن كان منظما، وجاء وفقا لخطة محكمة استهدفت فى المقام الأول السجون التى تضم معتقلين سياسيين، والحديث حول تورط حماس أو حزب الله يختص بالكشف عنه جهاز الأمن الوطنى وليس من اختصاصى.

 

 

 

 

 

 


هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved