اللي شبكنا يخلصنا.. كيف ربط عمرو موسى أغنية العندليب بتنحي عبد الناصر؟

آخر تحديث: الجمعة 9 يونيو 2023 - 10:51 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين

قبل 56 عاما من اليوم، وتحديدا بتاريخ 9 يونيو 1976، خرج الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، بخطاب تاريخي في لحظة دقيقة في عمر الوطن، في ذروة جرح نكسة يونيو القاسية.

قرر عبد الناصر في خطابه أن يتخلى عن دوره بالقيادة، عائدا لصفوف الشعب، معتبرا ذلك نوعا من الحديث بقلوب مفتوحة، ومصارحة ضرورية بالحقائق، وأنها ساعة للعمل وليست ساعة للحزن، إنه موقف للمثل العليا وليس لأية أنانيات أو مشاعر فردية.

وترتب على تنحي عبد الناصر، مظاهرات حاشدة طالبته بأن يتراجع عن قراره، وتباينت الآراء حول تلك التظاهرات، فالبعض ذهب بأنها غير حقيقة وبتنسيق من السلطة، وآخرين ذهبوا بأنها كانت نموذجا حقيقا في تمسك الشعب واقتناعه بزعامة ناصر.

* الديكتاتورية وهزيمة كاشفة
وعبّر عمرو موسى عن موقفه من خلال الجزء الأول من مذكراته "كتابيه: سنوات النشأة والدبلوماسية" الصادر عن دار الشروق، بتحرير وتوثيق الكاتب خالد أبو بكر.

يقول موسى: "أعلن عبد الناصر التنحي يوم 9 يونيو 1967، دمعت العين مرة أخرى، ولكن الهزيمة غيرت مواقف كثيرين فأصبحوا ناقمين بشكل كبير على النظام كله بدأنا ـ نحن الشباب ـ ندرك العواقب الوخيمة للإجراءات الدكتاتورية وانفراد عبد الناصر بالرأي، الذي أدى إلى إدخال البلد في حرب من دون أن يؤخذ رأي أحد فيها، انتهت بهزيمة أدركنا جميعًا أن مصر ستدفع ثمنها في الحال والمستقبل، وأننا سنعيش معها ومع أثرها لسنوات طويلة".

وأضاف: "لقد كانت هزيمة ٥ يونيو كاشفة عن خلل كبير في إدارة الدولة وبداية طريق طويل انتهى بثورة ٢٥ يناير ٢٠١١، ولا يقدح في ذلك دور الرئيس السادات ونجاحه في حرب أكتوبر؛ لأن ذلك لم يقترن بإصلاح واعٍ وشامل لأمور مصر.

*اللي شبكنا يخلصنا.. ترجمة الشعور المصري
وعن موقفه من المظاهرات، أوضح موسى أن مظاهرات «لا تتنحَّ» كان فيها ترتيب ما، لكن الجمهور كان أيضًا رافضًا رحيل عبد الناصر؛ كي نكون منصفين كان هناك ترتيب، لكن الشعور الجماهيري بالوقوف بجوار عبد الناصر وتحميله المسئولية في ذات الوقت كان عارمًا، عبر عنه الشاعر الغنائي محمد حمزة بالرمز في أغنيته الشهيرة مع عبد الحليم حافظ وبليغ حمدي «جانا الهوى»، والتي يقول فيها: «اللي شبكنا يخلصنا» كانت هذه العبارة ترجمة حقيقية للشعور المصري في هذا الوقت؛ ولذلك عندما أذيعت لأول مرة دقت أجراس كبيرة جدًّا في وجداني.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved