موجة ثانية لكورونا واحتجاجات عنيفة.. ماذا يحدث في صربيا؟
آخر تحديث: الخميس 9 يوليه 2020 - 3:29 م بتوقيت القاهرة
بسنت الشرقاوي
شهدت العاصمة الصربية، بلجراد، أمس الأربعاء، تظاهرات عنيفة شارك فيها الآلاف، احتجاجا على قرار الحكومة بإغلاق المدينة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بحسب موقع سكاي نيوز عربية.
* ما السبب الرئيس للتظاهرات؟
وأثار إعلان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش فرض حظر للتجول، يوم الجمعة وحتى صباح الاثنين، احتجاجات في بلجراد تخللتها اشتباكات عنيفة بين الشرطة ومحتجين، بسبب دخول البلاد في الموجة الثانية من فيروس كورونا.
في السابق سجلت صربيا التي يبلغ تعدادها 7 ملايين نسمة 16168 إصابة بكورونا و330 حالة وفاة، لكن الأرقام ظلت تتزايد، حتى وصلت الإصابات اليومية الى 299 و13 حالة وفاة، يوم الأربعاء فقط، بحسب وكالة رويترز.
ويتهم المعارضون الحكومة بالتسبب في زيادة الحالات، ويقولون إن الناس يجب ألا يدفعوا ثمن إغلاق آخر.
يذكر أنه في يوم الأحد الماضي، أعلنت اليونان أنها ستغلق حدودها أمام جميع مواطني صربيا حتى منتصف يوليو الجاري، بسبب الإرتفاع الكبير لحالات كورونا في صربيا.
* اقتحام البرلمان واعتقالات
في يوم الأربعاء، تم اقتحام مبنى البرلمان على يد مجموعة مكونة من 100 شخص تقريبا، ضمن 2000 شخص تجمعوا أمام البرلمان الوطني، وخلال ذلك اشتبك المظاهرون مع الشرطة قبل طردهم من محيط البرلمان، ليرد المحتجون برشق القوات بالزجاجات والحجارة، ثم قوبلت عدة موجات من الهجمات على مدخل البرلمان بالغاز المسيل للدموع والقنابل الضوئية اليدوية والهراوات، بحسب وكالة الأنباء الألمانية.
وذكرت الشرطة، أنها اعتقلت 23 شخصا، وأصيب منها 43 شرطيا، واستمرت أعمال الشغب إلى ما بعد منتصف الليل، حتى جاءت شرطة الخيالة لتفريق الحشد بعد إضرام النار في 3 مركبات للشرطة.
واتهم الرئيس فوتشيتش، أعضاء من منظمات يمينية متطرفة بإثارة العنف في البلاد، بالاضافة لأجهزة مخابرات أجنبية لم يسمها، بإثارة العنف، وقال: "لا شك أنهم يريدون إضعاف صربيا لدينا دليل على تورط جهات أجنبية".
Pripadnici policije ispalili su suzavce na narod. pic.twitter.com/qTsqyDP9Vx
— Marko M. Dragoslavic (@DragoslavicM) July 7, 2020
تراجع الرئيس
وبسبب تلك التظاهرات العنيفة، تراجع الرئيس فوتشيتش، أمس، عن تعهده بفرض حظر التجول في بلجراد، وقال إنه سيتم فرض إجراءات أخرى بدلا من ذلك: "في مواجهة الوضع اعتقدت أن حظر التجول ضروري وأن حظر التنقل والاختلاط هو سبيل الإنقاذ الوحيد وطريق الشفاء السريع"، موضحا أنه سيتم اتخاذ القرار النهائي بشأن الحظر يوم الخميس.
Thousands of people in Belgrade went out to protest against the new government ordered curfew. Police on the streets for the first time in many years, tear gas fired. pic.twitter.com/8cmKSWy9Yt
— Sergej Dojcinovic (@Serdjosega) July 7, 2020
* كيف تعملت صربيا مع الوباء؟
سجلت صربيا أمس الأربعاء، 299 حالة إصابة جديدة بفيروس كورونا، ما أثار مخاوف من تعرض البلاد التي يقل عدد سكانها عن 7 ملايين نسمة بقليل لموجة ثانية من الإصابات.
وبحسب وكالة الأنباء الألمانية، تأتي الأرقام اليومية المتزايدة بعد حوالي 8 أسابيع من بدء صربيا رفع قيود مكافحة الفيروس، التي كانت من بين الأكثر صرامة في أوروبا، لينخفض بذلك عدد الإصابات الجديدة اليومية في ذلك الوقت إلى ما دون الثلاثين حالة.
وتأتي زيادة أعداد الإصابات الآن بفعل استئناف مباريات كرة القدم والتنس، التي حضرها آلاف المتفرجين، فيما أجرت صربيا في 21 يونيو الماضي انتخابات تشريعية تم تأجيلها من أبريل بسبب تفشي المرض.
* إنذارات سابقة "احتجاجات ضد الرئيس"
طالما كان الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتس منبوذا من قبل الشارع وهو ما وضح خلال عدة تظاهرات حاشدة خرجت لتطلب منه التنحي وإجراء إنتخابات رئاسية.
ففي منتصف ديسمبر من العام 2018، احتشد آلاف الصربيين للتجمهر تحت الثلوج، في شوارع العاصمة بلجراد، مطالبين بتنحي الرئيس الصربي، ألكسندر فوسيتش، وحكومته، وإنهاء ما أسموه بالحكم الديكتاتوري، تحت شعار "أوقفوا القمصان الملطخة بالدماء"، بحسب ما أوردته وسائل إعلام محلية.
وسار المتظاهرون في وسط المدينة، وتجمهروا أمام مكاتب الرئاسة ومبنى الإذاعة الحكومية "أر.تي.إس"، في تظاهرة تعتبر الثانية من نوعها في أسبوع واحد، والأكبرحجما للمعارضة منذ عام احتجاجات 2017، التي نشبت نتيجة فوز فوتشيتش بالرئاسة.
ونشبت تلك التظاهرات ردا على موجه العنف التي تشنها الحكومة ضد منتقديها ومعارضيها، بعدما تعرض زعيم حزب اليسار، والمعارضة الصربية، بوركو ستيفانوفيتش، للهجوم بقطب معدني من قبل رجال مجهولين يرتدون قمصانا سوداء، ما أدى لإصابته بجروح بالغة، بالإضافة لاتهامات المعارضة لفوتشيتش، بموالاته للإتحاد الأوروبي بسعيه لأن تدخل صربيا الاتحاد، والاستبداد والتحكم في الإعلام واستخدامه لشن حملات ضد خصومه.
وفي 9 فبراير عام 2019، دخلت التظاهرات أسبوعها التاسع، لمعارضة فوز الرئيس الصربي الحالي «ألكسندر فوسيتش» في الانتخابات الرئاسية الصربية الأخيرة، حيث يقول المحتجون إن السبب الرئيس للتظاهرات هو السياسات الدكتاتورية التي تمارسها الحكومة الصربية في مجال الإعلام والحريات، مطالبين بتنحي الرئيس الصربي «ألكسندر فوسيتش» من خلال إجراء انتخابات مبكرة نزيهة.
https://www.shorouknews.com/news/view.aspx?cdate=17122018&id=0b210b0c-ebc4-49a8-be62-dab580ab8d6e