عزيمة لا تعرف المستحيل.. أية صفوت فتاة تغلبت على إعاقتها وحصدت المركز الأول بمبادرة عمالقة التحدي

آخر تحديث: الأربعاء 9 يوليه 2025 - 11:58 ص بتوقيت القاهرة

رضا الحصري

"اختلاف وليس إعاقة" هذا ما تفهمه أية صفوت محروس، بنت مدينة الطور بمحافظة جنوب سيناء، ذات الإعاقة الحركية، التي حصدت المركز الأول على مستوى الجهورية في مبادرة عمالقة التحدي.

وتقول آية صفوت في مقابلتها مع "الشروق"، إن "الأشخاص ذوي الإعاقة هم ذات قدرات خاصة، كونه يستطيع أن يفعل كل شيء ولكن بطريقة مختلفة عن الأشخاص العاديين، لذا لابد من إتاحة الفرصة له للاعتماد على نفسه حتى يصبح نافعا لنفسه ولمجتمعه".

وحصلت "أية" على المركز الأول على مستوى الجمهورية في البرنامج القومي لتنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية، الذي نظمته وزارة الشباب والرياضة، لتضيف إلى إنجازاتها وقدرتها على التحدي، تعكس عزيمتها التي لا تعرف المستحيل، لتحقق إنجاز يعكس روح الإبداع لدى شباب المحافظة.

أوضحت "أية"، أنها اجتازت طريقا طويلا من المشقة والتعب حتى حصلت على كلية العلوم الإنسانية قسم "وثائق ومكتبات"، بعد أن كانت حاصلة على الشهادة الإعدادية فقط وجرى تعينها في وظيفة حكومية ضمن فئة الـ5%، مشيرة إلى أنها لم تستسلم لإعاقتها الحركية التي تظهر في أطرافها وتؤثر على طريقة نطقها، وقررت استكمال تعليمها، وهي الآن تستكمل دراستها العليا "تمهيدي ماجستير"، وستجتهد وتستمر في الكفاح حتى تحصل على الدكتوراة، رغم مشقة السفر للدراسة إلى أنها مصرة على استكمال طريق الوصول إلى حلمها.

وأضافت أنها بجانب دراستها، تحرص على المشاركة في جميع الفعاليات والمبادرات التي تخص ذوي القدرات الخاصة، لذا قدمت في مبادرة البرنامج القومي لتنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية عن طريق منصة وزارة الشباب والرياضة، وبالفعل تم قبولها في المبادرة، وسافرت إلى الأقصر لحضور ورش عمل للتأهيل للمرحلة الأولى من المبادرة، وبعدها انتقلت إلى المرحلة الثانية، والتي تضمنت العمل على أرض الواقع داخل نطاق المجتمع التي تعيش فيه.

وأشارت إلى أنها فضلت أن يدور موضوع نشاطها حول "توعية أهالي ذوي الإعاقات الحركية بآليات التعامل معهم بشكل مختلف"، وذلك دون أن يؤثرون بالسلب على مشاعرهم، وبدأت بالفعل تجتمع مع أهالي ذوي الإعاقة الحركية بمدينة الطور، وتوضح لهم كيفية تعويدهم على جعل أبنائهم يعتمدون على أنفسهم، وتقديم المساعدة لهم في الحدود الضيقة التي تتطلب ذلك، على أن تكون هذه المساعدة ليس أمام الآخرين حتى لا يشعروا باختلاف عن ذويهم، وأن يكونوا على يقين بأن الإعاقة مجرد اختلاف في طريقة أداء المهام فقط، أي "اختلاف وليست إعاقة"، خاصة أنهم قادرون على القيام بعمل كل ما يخص طلباتهم الشخصية بمفردهم ولكن بطريقة مختلفة عن الأشخاص العاديين.

وأكدت أن أولياء الأمور التي استهدفتهم أثنوا على البرنامج التوعوي التي قامت بتقديمه لهم على مدار 15 جلسة، وأكدوا حدوث تغيير كبير في شخصية أبنائهم، وحالتهم النفسية، خاصة أنهم بدأوا يشعرون بأهميتهم وقيمتهم داخل الأسرة والمجتمع، وتحولوا من متوكلين إلى أشخاص معتمدين على أنفسهم.

ولفتت إلى أنها وثقت هذه الأنشطة من خلال الصور والفيديوهات، وإعداد عرض بور بوينت استعدادًا لمرحلة التقييم النهائية في مبادرة البرنامج القومي لتنمية أبناء الصعيد والمحافظات الحدودية، وأطلقت على مبادرتها "عمالقة التحدي" وشعارها "طاقة لا إعاقة".

ولفتت إلى أنها كانت فخورة وسعيدة بإنجازها خلال عرض مبادرتها أمام لجنة التحكيم في مرحلة التقييم النهائية، ولم تكن تتوقع أن تحصل على المركز الأول في المبادرة.

كما أكدت أنها ستستمر في تنفيذ مبادرتها بكل مدن المحافظة، حتى تحث أولياء أمور ذوي الإعاقات الحركية على غرس الثقة والأمل في نفوس أبنائهم، وتحويلهم مشاعرهم إلى الإحساس بالاختلاف وليس بالعجز والإعاقة وقلة الحيلة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved