يسرا اللوزى لـ الشروق: مسلسل سراب يضع الجمهور فى حالة دائمة من الشك.. وبدأت العمل عليه في ظروف صعبة
آخر تحديث: الجمعة 9 أغسطس 2024 - 7:26 م بتوقيت القاهرة
* حرصت على ألا أشاهد النسخة الأصلية للعمل حتى لا أقع فى فخ المقارنة
* عملنا أشبه بالقمار ونعيش دائما تحت ضغط اتخاذ قرارات مصيرية بالإحساس فقط
تخوض الفنانة يسرا اللوزى تجربة جديدة عليها تماما، من خلال مسلسل «سراب» وهو النسخة المصرية من المسلسل الأسترالى العالمى «سبعة أنواع من الغموض»؛ حيث تشارك لأول مرة فى مسلسل قصير صنع خصيصا للمنصات الرقمية، والتى وصفتها بالتجربة المثيرة خاصة وأن الجمهور حاليا أصبح يفضل المشاهدة عبر المنصات، مشيرة فى حوارها لـ«الشروق» إلى أنها واجهت العديد من الصعوبات خلال العمل على المسلسل.
ما الذى شجعك للمشاركة فى مسلسل «سراب»؟
ــ بالطبع فى البداية السيناريو هو الذى حمسنى للمشاركة فى مسلسل «سراب»، وشخصيتى بالعمل، فأنا إذا لم أعجب بالشخصية لن أشارك بالعمل حتى إذا كان يضم جميع أصدقائى وأحبائى، فإذا لم تجذبنى الشخصية لن أستطيع أن أضع من طاقتى، وصحتى النفسية لكى أقدمها، كما تحمست أيضا بسبب المخرج أحمد خالد، فى البداية لم أكن أعرفه ولا أفهم شخصيه، ولكن طريقة تعامله جعلتنى أرغب فى العمل معه، خاصة مع تقديره للظروف التى مررت بها أثناء تحضيرنا لانطلاق التصوير.
ما تفاصيل الشخصية التى تقدمينها؟
ــ أجسد شخصية طبيبة باطنة تسمى «ملك»، وهى زوجة «طارق» خالد النبوى، ولدينا طفل اسمه «زين»، وفى أول حلقة يقع حدث يقلب كل الموازين رأسا على عقب، ويوتر الجميع، ونظل طوال الحلقات نبحث عن حلول وإجابات.
ما أكثر شىء جذبك لشخصيتك بمسلسل «سراب»؟
ــ أعجبت بفكرة أن المسلسل ليس بطولة مطلقة، وبه شخصيات كثيرة وممثلين كثيرين متألقين وأقوياء، بعضهم كنت أعرفهم قبل بداية العمل، والبعض الآخر تعرفت عليه أثناء العمل وأحببتهم كثيرا، وجميع الشخصيات فى المسلسل مهمة فلا تجد شخصية يمكن أن تعتبرها ثانوية، وكل حلقة باسم شخصية مختلفة وتحكى القصة من منظور الشخصية، وفى رأيى هذا يجعل العمل أغنى وأقوى، وهذا جذبنى جدا للدور والمسلسل لأننى لم أقدم شيئا مشابها له من قبل.
ما أصعب شىء واجهك أثناء تحضيرك لشخصية «ملك»؟
ــ لم يكن هناك أكثر من الصعوبات بالنسبة لى، فقد تدهورت أحوال والدتى الصحية بعد قراءتى للسيناريو بيومين فقط، وظللت لمدة 3 أسابيع لا أستطيع مقابلة المخرج، وأحسست بشعوره بالشك عما إذا كنت سأكمل العمل على المسلسل معهم أم لا، ولكنه لم يقم بالضغط على وكان متفهما جدا للظروف التى كنت أمر بها، خاصة بعد وفاة والدتى، وتعامل المخرج مع الممثل كإنسان لإن هناك الكثير من المخرجين ينسون هذا الأمر، فمع بداية التحضير للعمل ينسون أننا بشر ولدينا التزامات ومشاعر إنسانية خارج العمل، ولكن أحمد خالد كان متفهما جدا لظروفى وداعما لى وأعطانى كل الوقت الذى احتجته للتخطى الأمر، حتى بعد ذلك عندما بدأنا البروفات لم يضغط علىَّ وترك لى مساحة فى الاعتذار ببعض الأحيان عن البروفات إذا لم أستطع القدوم أو لم أكن فى حالة نفسية ومزاجية تسمح لى بالعمل. كل هذا أكد لى أنه لديه إحساس وإنسانية ويحترم الممثل الذى يعمل معه.
ما أصعب شىء واجهته أثناء التصوير؟
ــ أصعب شىء بالنسبة لى فى التصوير هو أكثر ما جذبنى للشخصية، والتحدث عنها سيحرق أحداث المسلسل على المشاهد، ولكن بشكل عام هو أن الشخصية غير متوقعة لا تكشف أوراقها، فهى تكذب ولا تشعر من حولها بذلك، وتقول الحقيقة أيضا ولا تشعر من حولها بشىء، لذلك لا أحد يستطيع توقعها، وهذا كان أصعب شيء بالنسبة لى وتحدثت فيها كثيرا مع المخرج لأن هناك أوقاتا تريد أن تصل بالجمهور لنسبة شك معينة دون أن يظهر عليك أى تفاصيل فمثلا الكذب لا يكون واضحا، وقول الحقيقة تظنه كذبا، ويحرص المسلسل على جعل الجمهور فى حالة دائمة من الشك والترقب.
المسلسل فى الأساس فورمات أجنبى.. هل رأيت النسخة الأصلية منه؟
ــ حرصت على ألا أشاهد النسخة الأصلية للعمل، لكى لا أقع فى فخ المقارنة بينى وبين الشخصية الأصلية، أو أتخذها كمرجعية لى دون أن أشعر، ولكنى أنتظر حتى انتهاء التصوير لمشاهدتها.
هل تخشين المقارنة بين النسخة الأصلية والمصرية؟
ــ أثناء عملنا فى التحضيرات، تحدثت مع المخرج أحمد خالد، والسيناريست هشام هلال، لأننا وجدنا فى النسخة الأصلية للقصة العديد من الفراغات والفجوات، ونحن قمنا بسدادها، حتى إن كان هناك العديد من الأسئلة فى النسخة الأصلية لم تجب عنها الحلقات، ولكننا وضعنا إجابات لها من منظورنا بالطبع، وفى النهاية نحن لا نصنع نسخة مقلدة ولكن «نمصر» القصة وفق ما يناسب ثقافتنا.
فى رأيك لماذا نلجأ إلى «تمصير» الأعمال العالمية.. هل لعدم وجود كتاب لهذه النوعية من الأعمال أم استغلال للنجاح؟
ــ لا يوجد ضمان فى قصة استغلال النجاح، فيمكن أن تأتى بمسلسل عالمى ناجح، ولكن عندما تقوم بـ«تمصيره» يفشل، لعدة أسباب لن أخوض فيها ولكن منها مثلا القدرة الإنتاجية أو المقارنة، ويمكن أيضا أن تأتى بمسلسل أو عمل عالمى لم يحقق نجاحا وعندما «تمصره» يكون ملائما لثقافتنا ويجذب الجمهور، وينجح أو يكون ناجحا فى الخارج بالفعل وينجح أكثر عندما نصنع منه نسختنا الخاصة، لذلك أنا أرى أنه لا يوجد ضمانات لأى شىء، أنا أشبه عملنا بـ«القمار»، فمن الممكن أن يكون لديك أفضل مخرج وسيناريست وطاقم تمثيل وقدرة إنتاجية غير محدودة ولكن لا تنجح، ومن الممكن أن يكون العمل الأول للمخرج وسيناريست جديد وغير معروف، وفريق يحاول الاستكشاف، ويحقق نجاحا غير مسبوق، وبالفعل رأينا ذلك مرات عديدة، لذلك لا يوجد هناك شىء مضمون، وهذا يضع علينا ضغطا والذى هو جزء من عملنا، فأنت طوال الوقت مطالب باتخاذ قرارات مصيرية غير مضمونة بخصوص الأعمال التى تشارك بها وتعتمد فقط على إحساسك.
أما بخصوص وجود الكتاب، فأنا طوال الوقت أسمع أن هناك ورقا قويا جدا وجيدا جدا فى «الدرج» ولا ينتجه أحد، وفى الحقيقة لا أعلم أين مكان هذا «الدرج» ومن الذى يمتلك مفتاحه.
كيف كانت كواليس العمل؟
ــ كواليس العمل كانت احترافية جدا، فى بداية عملى مع خالد النبوى كنت متوترة قليلا، لأنه فى البداية يظهر الكثير من الجدية، بالرغم من عملى معه سابقا فى مسلسل إذاعى، ولكن هذه هى المرة الأولى لنا سويا على الشاشة، ومع العمل فى اليوم الأول فهمنا بعض سريعا وزال التوتر وصرنا أصدقاء جدا، وأصبحنا نفهم طبيعة العلاقة بين «طارق» و«ملك»، ونتناقش عما يمكن أن نضيفه من تفاصيل، بالطبع تحت قيادة المخرج، ونرسم الشخصيات أفضل مما هى عليه.
وكان لدى بعض المشاهد مع دياموند بو عبود، والعمل معها ممتع جدا فهى مرهفة الحس، ولديها شىء مميز فى صوتها وعينها عندما تعمل تجعلك تتأثر بسهولة وتريد أن تبكى.
هل أنت مع تقديم جزء ثانٍ من المسلسل؟
ــ بالتأكيد إذا لقى العمل إعجاب الجمهور وكانت هناك رغبة منهم فى رؤية جزء ثانٍ، نصنعه نحن بأنفسنا لأن العمل الأصلى جزء واحد من 6 حلقات فقط، فبالتأكيد سأرغب فى عمل ذلك، ولكن أحيانا يكون عدم تقديم جزء ثانٍ فى صالح العمل أكثر، وتركه يحتفظ بنجاح الجزء الأول.
فى رأيك هل تمكنك المسلسلات الطويلة من معايشة الشخصية جيدا؟ أم تفضلين الاتجاه الحالى إلى المسلسلات القصيرة؟
ــ لا يوجد إجابة قاطعة لهذا السؤال، لأنه يخضع للكيفية التى كتب بها المسلسل، وأنا كنت طوال الوقت أرى أن الكثير من المسلسلات الـ30 حلقة كثيرة جدا ومن المفترض أن تكون 15 أو 10 حلقات فقط، وكانوا يضحكون على كلامى، وهذا موجود فى اللقاءات التى أجريتها منذ سنوات، لذلك أنا لا أرى أن هناك أفضلية لعدد الحلقات، ولكنها تعتمد على كتابة المسلسل والمدة التى يحتاجها على الشاشة تكون مناسبة لعرض كل تفاصيله بدون ملل أو مط أو تطويل، وهذا ينطبق على كل المسلسلات سواء 6 أو 8 أو حتى 30.