باحثون يرصدون مصدرا غامضا للأشعة السينية في مجرة الألعاب النارية

آخر تحديث: الإثنين 9 سبتمبر 2019 - 4:38 م بتوقيت القاهرة

د ب أ

قال باحثون من الولايات المتحدة إنهم رصدوا مصدرا غامضا وغير متوقع في مجرة الألعاب النارية، تتدفق منه الأشعة السينية بشكل بالغ السطوع.

وأوضح الباحثون أن هذا المصدر المبهم ظهر بنفس السرعة الكبيرة التي اختفى بها، حيث ظل ضوء هذه الأشعة ساطعا على مدى ثلاثة أسابيع فقط، ثم خبا مرة أخرى.

وطرح فريق الباحثين تحت إشراف هانّا ايرنشو، من معهد كاليفورنيا للتقنية بمدينة باسادينا، عدة تكهنات بشأن هذا التدفق المفاجئ للأشعة.

نشر الباحثون نتائج دراستهم في العدد الأخير من مجلة "أستروفيزكال جورنال" المعنية بأبحاث الفيزياء الفلكية.

كان علماء الفلك قد فحصوا عام 2017 انفجار المستعر الأعظم النجمي الذي وقع في كويكبة الملتهب، في نصف الكرة السماوي الشمالي، معتمدين في ذلك على أجهزة الرصد الخاصة بالقمر الصناعي "نوستار" التابع لوكالة ناسا الأمريكية لأبحاث الفضاء، و القمر الصناعي " XMM نيوتن" التابع للوكالة الأوروبية لأبحاث الفضاء.

وكان العلماء قد رصدوا قبل ذلك مصدرا مجهولا للأشعة السينية.

وكان قمر "نوستار" يركز على مراقبة المجرة ، دون أن يعثر على أي أثر لمصدر الأشعة السينية، "وفترة عشرة أيام مساحة زمنية قصيرة حقا تسمح لجرم سماوي يسطع بهذا الشكل بالظهور"، حسبما أكدت ايرنشو، في بيان عن وكالة ناسا.

وعندما بدأ قمر "شاندرا" الصناعي التابع لناسا، يستخدم أجهزته في البحث عن الجُرم السماوي، وذلك بعد عشرة أيام من اكتشافه، كان الجرم قد اختفى.

عرف الباحثون ثلاثة مصادر بالغة السطوع للأشعة السينية في مجرة الألعاب النارية، التي تبعد نحو 25 مليون سنة ضوئية، والتي اكتسب هذا المسمى بسبب كثرة انفجارات المستعر الأعظم التي تقع في هذه المجرة.

غالبا ما تكون هذه الأجرام السماوية التقليدية، ثقوبا سوداء تبتلع مادة، ولكن المادة لا تسقط في الثقب الأسود مباشرة، بل تتجمع في دوامة مثل المياه حول بلاعة حوض الحمام.

وكما هو الحال بالنسبة للماء في الحوض فإن المادة تتهاوى بشكل يزداد سرعة، قبل أن تختفي في الثقب الأسود، وترتفع درجة حرارتها لتصل إلى بضعة ملايين درجة مئوية، لدرجة تجعلها تصدر أشعة سينية.

ولكن هذه العملية تستمر فترة طويلة نسبيا، ولا تقع عادة خلال أيام فقط.

رجح فريق ايرشو وجود تفسيرين لذلك، أولهما أن سبب هذه الأشعة هو نجم أسود انتزع نجما صغيرا بسرعة كبيرة جدا وابتلعه، أو أن مصدر هذه الأشعة هو ما يعرف بنجم نيتروني.

والنجوم النيترونية هي جثث مدمجة بشكل بالغ، ناتجة عن احتراق الشموس، النجوم، التي خبت بعد احتراقها، والتي انزوت بقوة في نفسها تحت تأثير قوة جاذبيتها، لدرجة تجعل نجما بحجم شمسنا ينضغط في كرة بحجم بضعة عشرات من الكيلومترات بقطر لا يزيد كثيرا عن قطر مدينة مثل مدينة برلين.

تمتلك النجوم النيوترونية هي الأخرى قوة جاذبية هائلة وتستطيع ابتلاع المادة من الوسط المحيط بها، ولكنها تمتلك غالبا مجالا مغناطيسيا قويا وتدور بسرعة بالغة.

ومن الممكن لهذا المجال المغناطيسي القوي الذي يدور بسرعة أن يحول دون تصل المادة الموجودة في الوسط إلى سطح النجم، "لأن هذه المادة تشبه شخصا يريد أن يقفز إلى دوامة الملاهي "كاروسيل" أثناء دورانها بسرعة آلاف الكيلومترات في الساعة"، حسبما أوضحت ايرنشو.

ولكن من الممكن أن يومض المجال المغناطيسي مؤقتا ويسمح لجزء من المادة بالوصول إلى سطح النجم النيوتروني.

وربما فسرت هذه الآلية التوهج المفاجئ ثم الخبو السريع لمصدر الأشعة السينية.

لا يستطيع الباحثون البت فيما إذا كان أحد هذه التفاسير المرجحة تتطابق بالفعل مع الواقع، دون الاعتماد على استمرار رصد مصدر الأشعة للعثور على معلومات جديدة.

يقول الباحثون إنه في حالة توهج المصدر مرة أخرى فإن ذلك سيدعم فرضية النجم النيوتروني.

ولكن الباحثين شددوا على أن المعلومات التي ينشرونها الآن هي بشكل عام خطوة باتجاه تحسين فهم الوقائع النادرة والمتطرفة للثقوب السوداء والنجوم النيوترونية التي تبتلع كتل نجوم أخرى، حسبما أوضحت ايرنشو.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved