بسبب التعداد السكاني والمناخ.. العالم يبتعد عن اللحوم ويتجه إلى الحشرات

آخر تحديث: الإثنين 9 سبتمبر 2019 - 2:44 م بتوقيت القاهرة

هاجر فؤاد:

مع تصاعد أزمة التغيير المناخي وزيادة التعداد السكاني، خلال السنوات الماضية، اتجه العالم لصناعه الأطعمة من الحشرات وأخرى من اللحم المصنوع، الأولى لتعويض تقلص مساحة الأراضي الزراعية، والثانية للحد من الغازات الدفيئة الناتجة عنها.

- الاتجاه للحشرات كعنصر غذائي أساسي في الأطعمة

شهد العالم في السنوات الأخيرة افتتاح عدد كبير من المطاعم التي تقدم وجبات مصنوعة من الحشرات كالمكسيك واليابان والولايات المتحدة وفنلندا والصين وتايلاند، بهدف تعويض تقلص الرقعة الزراعية، خاصة مع زيادة عدد سكان العالم وزيادة الحاجة لتأمين المواد الغذائية، فالأمر لا يتطلب سوى مساحة من الأرض وكمية صغيرة من الماء لتربية أعداد هائلة من الحشرات.

انتقلت الفكرة إلى جنوب إفريقيا، حيث افتتح لأول مرة مطعم يقدم وجبات متعددة باستخدام الحشرات، كما افتتح في يوليو الماضي مطعما في كيب تاون لا يقدم سوى وجبات من الحشرات.

ساعدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (فاو)، على انتشار هذه المطاعم عندما قالت إن هناك أكثر من 1900 نوع من الحشرات يمكن أكلها، وكذلك بعض العلماء الذين وصفوا الأطعمة التي تعتمد على الحشرات بأنها طعام مستدام ورخيص غني بالبروتين والألياف والمعادن.

ووفقاً لتقرير صدر عام 2013 عن منظمة الفاو، فإن الأنواع الأكثر شعبية من الحشرات الصالحة للأكل هي الخنافس، ويليها اليسروع، ثم يأتي النحل في المرتبة الثالثة، ويليه كلا من الدبابير، والنمل، والجنادب، والجراد، والصراصير.

من ناحية أخرى كشف عدد من الأبحاث والدراسات العلمية الفوائد الناتجة عن تناول الحشرات، فعلى سبيل المثال كشفت دراسة أجراها باحثون من جامعة ويسكونسن الأمريكية في 2018، أن تناول الصراصير له فوائد غذائية متعددة منها مكافحة الالتهابات في الجسم وتحفيز بكتيريا الأمعاء المفيدة، بالإضافة إلى غناه بالبروتينات والفيتامينات والمعادن والدهون الصحية، وكذلك النمل الأحمر الغني بالبروتين والكالسيوم.

وكشفت دراسة أخرى سابقة أجريت في 2014 على يد أماندا ميلن، أستاذة في علم الإنسان بجامعة واشنطن، أن هناك علاقة بين تناول الحشرات وازدياد الحس الإبداعي، بالإضافة إلى القدرة على حل المشاكل المستعصية، وزيادة نسبة الذكاء.

- الاتجاه للحم المصنوع كبديل للحوم الأبقار

في أكتوبر 2018، حذر تقرير أصدرته اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC)، أن الصناعات تعمل على زيادة ارتفاع درجة حرارة الأرض وصناعة البرجر من أكثر الصناعات المتسببة في ارتفاع درجات الحرارة، وفقا لموقع "سي إن إن" الأمريكي.

وللحد من ارتفاع درجات الحرارة، اتجه العلماء لتحويل الغذاء العالمي، بالابتعاد عن الأطعمة المكثفة للغازات الدفيئة، مثل اللحم البقري، واتباع نظام غذائي أكثر صحة واستدامه، عن طريق استبدال 30% من لحم البقر المستخدم في صناعة قطعة واحدة من البرجر بالفطر، كونه يستهلك طاقة إنتاج أقل بنسبة 46%، ويصدر غازات دفيئة أقل بنسبة 90% عند مقارنتها باللحم البقري في التنصيع.

ففي آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية، تعد الحشرات غذاء يعتمد عليه حوالي ملياري شخص في العالم، وبدأت بعض المتاجر الكبرى في أوروبا ببيع وجبات خفيفة بالحشرات وبرجر حشرات.

وقال باريس أوزل المؤسس المشارك لشركة "Bug Foundation" وهي شركة ناشئة في ألمانيا، أن الحشرات أفضل بكثير في حين تم مقارنتها مع اللحم البقري لإنتاج نفس كمية البروتين، فستحتاج الحشرات مياه أقل بمقدار 1000 وتغذية أقل بـ10 مرات، كما تنتج غازات أقل 100 مرة من الأبقار.

وفي محاولة أخرى لتفادي تأثير صناعة اللحوم على زيادة نسبة الاحتباس الحراري، أجرت جامعة أكسفورد البريطانية، دراسة علمية لمحاولة إنتاج لحم نظيف مصنوع في المختبرات العلمية عن طريق استخلاص الخلايا الجذعية من الحيوانات وتركها تنمو وتتضاعف بالطرق المعملية؛ لإنتاج قطعة من اللحم تؤدي لانخفاض الغازات الدفيئة المنبعثة خلال التصنيع بنسبة 78% إلى 96%، وطاقة إنتاج أقل بنسبة 7% إلى 45%.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved