من أهل الكهف إلى شهر زاد.. تعرف على أبرز مسرحيات توفيق الحكيم في ذكرى ميلاده

آخر تحديث: الأربعاء 9 أكتوبر 2019 - 9:30 م بتوقيت القاهرة

سارة النواوي

تحل اليوم ذكرى ميلاد الراحل توفيق الحكيم الـ 121، الأديب والمفكر ورائد المسرح الذهني، الذي اشتهر بتأسيسه فن القصة والرواية؛ والذي تُرجمت العديد من أعماله إلى لغات مختلفة، كالإنجليزية والفرنسية وغيرهم؛ حتى غدت أعماله علامة مميزة في تاريخ الأدب العربي.

في الأسطر التالية تعرض «الشروق» أهم مسرحياته التي ألفها.

"أهل الكهف"

من أشهر المسرحيات التي ألفها توفيق الحكيم، حتى أنها طبعت مرتين في العام الأول من إصدارها، وترجمت بلغات عدة، مثل: الإنجليزية والفرنسية والإيطالية، وكانت العرض المسرحي الأول الذي افتتح به المسرح القومي نشاطه؛ ولذا حظيت بشهرة واسعة.

تحاكي فكرة المسرحية قصة "أهل الكهف" التي وردت بالقرآن الكريم؛ فقد طوعها الحكيم ليجسد الصراع بين الإنسان والزمان، من خلال ثلاثة أشخاص يغطون في نوم عميق يدوم لثلاثة قرون، ثم يبعثون من جديد ليجدوا أنفسهم وسط أناس وزمن ومكان غير الذي كانوا به، مما يجعلهم يشعرون بالوحشة والغربة في ذاك العالم الذي لا يعرفهم ولا يعرفونه، ومن ثًم يؤثرون الفرار إلى كهفهم من جديد.

"شهرزاد"

تعد هذه المسرحية هي الأشهر والأكثر رواجًا على الإطلاق، ترجمت إلى العديد من اللغات، كالفرنسية والإنجليزية، وحظيت بأهمية كبيرة وسط أعمال الحكيم؛ نظرا لتناولها أفكارًا استطاعت من خلالها أن تبحر داخل مكنونات وخفايا النفس البشرية، وتحلل أفعالها المختلفة لتتأمل عقل الإنسان عن طريقها.

وبالرغم من أن فكرتها مأخوذة عن قصة ألف ليلة وليلة، إلا أن الحكيم استطاع أن يحمل بين طياتها العديد من الأفكار والمضامين غير التقليدية، التي أعطتها مذاقا خاصًا ميزها عن تلك القصة الواردة في الكتاب.

تبدأ المسرحية من قصر الملك الذي يدعى "شهريار"، تعصف الأفكار بذهنه ويفكر في خليلته الأخيرة؛ فقد كان يأمر بقتل كل فتاة يتزوجها في الصباح الباكر؛ افتراء وظلمًا؛ ظنًا منه بأن كل النساء خادعات لا يجب أن يؤمن مكرهن؛ جاءته هذه الفكرة منذ أن وجد زوجته الأولى التي أحبها وأخلص لها، برفقة عشيقها في منزله، فأمر بقتلهما معا، ومنذ ذلك الحين لم يعد يأمن مكر أي امرأة أخرى.

ظهرت "شهرزاد"؛ الفتاة التي خشيت على بنات قريتها، ولذا نصحتهم بأن يقصوا على الملك حكاية في كل ليلة، ويتركون نهايتها مفتوحة في الصباح؛ ما يجعل فضول الملك يكف عن مقتلها، ويظل الملك طوال المسرحية يبحث عن إجابة شافية لما يدور برأسه حول تلك الفتاة ذات العشرين عامًا، فكيف لها أن تكون بمثل هذه الحكمة، حتى يسلك سبيل الدجالين والكهنة، ولكن دون جدوى، فتدور الدوائر برأسه ويبقى في حيرته حتى نهاية المطاف.

"أوديب ملكا"

تدور أحداث مسرحية أدويب ملكا حول ملك طيبة "لايوس" الذي تزوج ولم ينجب من زوجته، فيذهب إلى عرافة لتخبره بأنه سينجب ولدًا يقتل أباه ويتزوج من أمه؛ فينزعج الملك بشدة من هذا الخبر، مما يجعله يهجر زوجته كي لا ينجب منها، ولكنه يقع بها ذات مرة بفعل الخمر، وتنجب زوجته طفلًا، فيأمر حارسه بأن يذهب بالطفل ويلقيه من أعلى الجبل، وبدلًا من أن يرميه الحارس، يعطيه لراع صادفه في طريقه، ومن ثًم يقدر لأوديب الحياة من جديد حينما يعطيه الراعي لملك وملكة لا ينجبان.

وتمر الأيام حتى تتحقق نبوءة لايوس، التي حسب أنه قد تخلص منها؛ حيث تربى أوديب مع الملك وزوجته حتى أصبح شابًا يافعًا، إلا أن أصدقائه أخبروه ذات مرة بأن الملك وزوجته ليسا بأبيه وأمه؛ مما جعله يفتش كثيرًا حول هذا الأمر، ويرحل عن بلدته إلى طيبة، وفي أثناء الطريق يعترض طريقه رجل مسن، فينازعه أوديب حتى يقتله، ويذهب ليتزوج ملكة طيبة وينجب منها أربعة أطفال، وبهذا تتحقق النبوءة؛ فقد قتل أوديب أباه وتزوج من أمه دون أن يدري.

"لعبة الموت"

تناول الحكيم في هذه المسرحية الحديث عن الموت من منظور فلسفي، بطريقة أخرى غير التي عهدناها؛ فقد روى حكاية الأستاذ الجامعي الذي يصيبه المرض، ويخبره الأطباء بأن حياته ستنتهي خلال أشهر معدودة، فيشعر بأشنع أنواع الألم، لكونه يحمل الموت داخله، ومن ثًم يقرر أن يلعب لعبة الموت مع من حوله، فيضع خطة لدفع راقصة فقيرة وأهلها لقتله طمعا في أمواله، إلا أن هذه الفتاة تظن أنه كتب لها كل ما يملك بدافع حبه، فيقع في نفسها هي الأخرى مشاعر له.

وطوال القصة يخبرنا الحكيم عن قضايا فلسفية وحياتية بطريقة مواربة دون أن يفصح عنها؛ فتجسد المسرحية بأكملها نظرة الحكيم للموت بمختلف أشكاله؛ الموت الذي يمكنه أن يفسد علينا حياتنا، إذا شهدناه في أفكارنا ومعتقداتنا، وليس الموت المادي وحسب.

"إيزيس"

مسرحية إيزيس هي واحدة من أشهر المسرحيات التي كتبها توفيق الحكيم؛ حيث قدم فيها معالجة للأسطورة الفرعونية القديمة "إيزيس وأزوريس"، مصورا تلك العلاقة المعقدة التي تدور بين قوى الخير والشر داخل كل نفس بشرية، غير أن الحكيم يضفي إلى الحكاية الحديث عن بعض الألعاب السياسية وفساد الحكام وأصحاب السلطات، كما يحدث من خلالها عن الدور الذي يلعبه الإعلام، مجسده في صورة شيخ البلد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved