بعد مسلسل كارثة طبيعية.. كيف تواجه الأمهات تحديات العناية بالتوائم؟
آخر تحديث: الأحد 9 نوفمبر 2025 - 10:25 ص بتوقيت القاهرة
رنا عادل
يتصدر مسلسل كارثة طبيعية قائمة الترند على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن لفت الأنظار بطابعه الكوميدي الاجتماعي الذي يصور مواقف طريفة وإنسانية يمر بها زوجان يعيشان حياة هادئة وطبيعية، قبل أن يقلب خبر حمل الزوجة في 5 أطفال دفعة واحدة حياتهما، لتأتي المفاجأة الأكبر أثناء الولادة حين يرزقان بـ7 توائم.
وأثار المسلسل تفاعلا واسعا بين الجمهور، وفتح باب النقاش حول التحديات الحقيقية التي تواجهها الأمهات في الواقع، من ضغوط صحية ونفسية أثناء رعاية التوائم.
وفي هذا الإطار، توضح د. هند عبدالسلام، طبيبة الأسرة ومدربة الحمل والولادة في حديثها لـ"الشروق"، أهم ما يجب على الأم معرفته للعناية بنفسها صحيا ونفسيا منذ الحمل مرورا بالولادة وحتى مرحلة الرضاعة.
نقص العناصر الغذائية قبل الحمل يزيد من الصعوبات
أشارت د. هند إلى أن أغلب السيدات للأسف لا تتوفر لهن فرصة التأهيل أو الفحص الغذائي قبل الحمل، مما يجعلهن يدخلن هذه المرحلة وهن يعانين من نقص في عناصر أساسية مثل الحديد والكالسيوم.
وأضافت أن الأشهر الـ3 الأولى من الحمل لا يسمح فيها بتناول أي مكملات باستثناء حمض الفوليك وهو ما يزيد من صعوبة تعويض النقص الغذائي، خاصة مع اضطرابات الشهية والغثيان.
وأوضحت أن هذه المشكلات تؤثر على الحمل بطفل واحد، لكنها تتفاقم في حالة الحمل بتوأم، حيث ترتفع احتمالات تورم الجسم واحتباس السوائل بشكل أكبر.
المتابعة الطبية تحدد طبيعة الحمل
وقالت إن المتابعة الطبية المنتظمة ضرورية جدا لتحديد طبيعة الحمل منذ بدايته، فمعرفة ما إذا كان التوأم في كيس جنيني واحد أو كيسين منفصلين تساعد الأطباء على تقييم تطور النمو وتوقع نوعية التحديات التي قد تواجه الأم.
وأكدت أن المتابعة مع طبيب مختص في طب الأجنة أمر أساسي في حالات الحمل المتعدد لضمان سلامة الأم والأجنة معا.
الولادة الطبيعية في حالة التوأم ممكنة وأسهل مما يتوقع
وأشارت إلى أن الولادة الطبيعية ليست مستبعدة في حالة الحمل بتوأم، بل إنها قد تكون أسهل في بعض الأحيان نظرا لصغر حجم الأجنة مقارنة بالحمل بطفل واحد.
وأوضحت أن وضع أحد الجنينين بشكل طبيعي أثناء الولادة يساعد على تسهيل خروج الجنين الثاني، مما يجعل الولادة الطبيعية خيارا آمنا إذا كانت الحالة مستقرة.
لكنها لفتت إلى أن المشكلة الحقيقية تكمن في قلة الخبرة أو التردد لدى بعض مقدمي الرعاية الطبية الذين يفضلون اللجوء للولادة القيصرية حتى في الحالات التي تسمح بولادة طبيعية ناجحة.
التغذية السليمة أهم من زيادة السعرات
وأوضحت د. هند أنه بعد الشهر الثالث من الحمل يتم تزويد الأم بسعرات أعلى من المعتاد، ولكن الأهم هو نوعية الغذاء وليس كميته.
وأضافت أن العديد من السيدات يعانين من تقلبات الشهية والنفور من أطعمة معينة، لذلك يجب التركيز على أطعمة غنية بالبروتين والعناصر الداعمة للنمو وليس فقط على السعرات الحرارية.
طبيعة الحمل تحدد حجم المضاعفات
كما لفتت إلى أن المضاعفات تختلف حسب طريقة الحمل، سواء كان طبيعيا أو عبر منشطات أو حقن مجهري أو عمليات تحديد نوع الجنين.
وأشارت إلى أن الحمل في توأم بشكل طبيعي عادة ما يكون أكثر استقرارا وأقل عرضة للمضاعفات في حين ترتفع مخاطر الولادة المبكرة أو انخفاض وزن الأجنة في الحالات الناتجة عن تدخلات طبية.
الرضاعة فطرة لكن التحديات تحتاج إلى تأهيل
وأوضحت أن الرضاعة الطبيعية ممكنة وفعالة حتى مع وجود توأم، بشرط أن تتلقى الأم تأهيلا على الأوضاع المناسبة للرضاعة وتنظيم وقتها بحيث ترضع الطفلين في نفس الوقت لتوفير جهدها.
وذكرت أن شفط الحليب قد يكون الحل الأنسب في حال احتياج الأم للراحة أو زيادة احتياجات الأطفال، مؤكدة أن الحليب الصناعي لا يجب أن يكون الخيار الأول.
الدعم النفسي ضرورة لحماية الأم والأطفال
وأكدت د. هند أن الدعم النفسي للأم بعد الولادة لا يقل أهمية عن الرعاية الطبية، لأن الحالة النفسية للأم تؤثر مباشرة على إفراز اللبن وعلى علاقتها بالأطفال.
وأضافت أن دور الزوج والأسرة جوهري في هذه المرحلة، إذ يجب مساعدتها وعدم الضغط عليها، مع تشجيعها على تخصيص وقت بسيط يوميا لراحتها واستعادة طاقتها. كما تنصح بأهمية محاولة الاستمتاع بالمرحلة والتواصل الجسدي مع الأطفال من خلال اللمس و"تلامس الجلد بالجلد" (Skin to Skin)، لما له من أثر كبير في استقرار الأم والرضيع نفسيا.
لا ينصح بالسعي وراء الحمل في توأم
واختتمت د. هند حديثها بالتأكيد على أن السعي للحمل في توأم عبر المنشطات أو الوسائل المساعدة يجب أن يكون قرارا طبيا مدروسا لبعض الحالات الخاصة وليس فقط لرغبة عاطفية، لأن الحمل في توأم رحلة مرهقة تتطلب جاهزية صحية ونفسية عالية.
وأشارت إلى أن الفكرة قد تبدو لطيفة من الخارج، لكنها تحتاج استعدادا وتخطيطا حقيقيا حتى تنعم الأم والأطفال والأسرة كلها بالتجربة دون عناء.