بنيران صديقة.. حوادث متعددة في صفوف قوات الاحتلال تكشف عن ارتباك حاد
آخر تحديث: السبت 9 ديسمبر 2023 - 6:09 م بتوقيت القاهرة
محمد نصر
تعددت حوادث مقتل أو إصابة جنود الاحتلال الإسرائيلي عن طريق الخطأ أو ما يطلق عليه عادة النيران الصديقة، ما يكشف عن ارتباك حاد ومتزايد في صفوفه، وذلك منذ أن بدأ جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه ضد المدنيين في قطاع غزة، لا سيما بعد الاجتياح البري.
وكشف موقع صحيفة يديعوت أحرونوت العبري، أمس الجمعة، عن مقتل وإصابة عشرات من جنود الاحتلال الإسرائيلي بنيران صديقة وحوادث أثناء المعارك البرية في قطاع غزة، لافتًا إلى أن جيش الاحتلال "يقلل من التركيز على الخسائر الناجمة عن تلك الحوادث"، وذلك "اعترافا بالحساسية تجاه العائلات الثكلى والقتال المستمر".
وأشار الموقع إلى اعتراف جيش الاحتلال بأن "هذه الحوادث ترجع جزئيا إلى الممارسات العملياتية المتساهلة، التي تم معالجتها خلال وقف إطلاق النار (الهدنة المؤقتة)، حيث أجرى جيش الاحتلال "تحقيقات أولية بهذه الحوادث، وعقد جلسات استجواب وتبادل للدروس المستفادة مع العديد من القادة المشاركين بالعمليات"، موضحا أنه ومن أجل تجنب حوادث مماثلة، عمل جيش الاحتلال "على بعض التدابير التكنولوجية، مثل طائرات بدون طيار، مخصصة لوضع علامات على القوات".
وكان موقع "يسرائيل هيوم"، أشار في تحديثاته، أمس الجمعة، لقيام مروحية طائرة حربية تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي، خلال الأيام الماضية، بمهاجمة أحد المنازل في قطاع غزة والتي كان يتحصن فيها جنود الكيان الصهيوني، ما أدى إلى مقتل أحدهم.
وأشار إلى وقوع الحادث بعدما "طلبت القوات البرية من طياري مروحيات أباتشي دعما جويا ضد المسلحين (المقاومة) الذين تم اكتشافهم في مكان قريب"، وهو ما حدث حيث "استجاب الطياران، لكن على ما يبدو، بسبب إطلاق نار خاطئ من الأرض، هاجما المبنى الذي يتواجد به الجنود".
وعلق المتحدث باسم جيش الاحتلال قائلا: "يجري التحقيق في الحادث وسيتم عرض المعلومات على العائلات ومن ثم على الجمهور"، بحسب موقع يسرائيل هيوم.
ليست تلك هي الحادثة الوحيدة حيث تكرر إطلاق النار "عن طريق الخطأ" بين جنود الاحتلال الإسرائيلي، ففي العشرين من نوفمبر الماضي، فقد أعلن جيش الاحتلال عن عدة حوادث لإطلاق "نيران صديقة" في قطاع غزة، أدت إلى مقتل عدد من جنوده، بحسب صحيفة هآرتس الإسرائيلية.
وقالت الصحيفة: "منذ بداية العمليات البرية في قطاع غزة، وقعت عدة حوادث أطلقت فيها القوات الإسرائيلية النار على جنود آخرين في الجيش الإسرائيلي، ما أدى لمقتلهم".
وأضافت: "الجيش يدعي أنّ معظم حوادث النيران الصديقة هذه حدثت خلال قتال مشترك بين القوات المدرعة والمشاة"، مشيرة إلى أنه "يتم التحقيق فيها لاستخلاص الدروس للمستقبل، أحد هذه الدروس هو أن كل قوة تدخل المبنى يجب أن تشير إلى موقعها الدقيق، ويجب على الدبابات أن تأخذ المزيد من الحذر عند إطلاق النار على المبنى".
- ارتباك مستمر
لكن يبدو أن حالة الارتباك هذه، مستمرة منذ بداية عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي، فبعدما ادعى الاحتلال أن عناصر حركة حماس هم من قتلوا المدنيين، في مستوطنات غلاف غزة، كشف تحقيق أولي للشرطة الإسرائيلية، أن مروحية إسرائيلية قصفت المشاركين في حفل مهرجان "سوبر نوفا" الموسيقي في غلاف غزة، وأن مقاتلي حركة حماس لم يكونوا على علم بوجود الحفل.
وبحسب تقرير لصحيفة هآرتس الإسرائيلية، في 18 نوفمبر الماضي، فإن تقديرات المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تشير إلى أن المشاركين في عملية "طوفان الأقصى"، لم يكونوا على علم مسبق بالمهرجان الذي أقيم بالقرب من «كيبوتس راعيم»، القريب من قطاع غزة، وقرروا المجيء إلى المكان بعد أن اكتشفوا أن فيه حدثاً بمشاركة واسعة.
فيما أوضح تقرير لصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، 15 أكتوبر الماضي، أن حالة من الارتباك سيطرت على الطيارين الإسرائيليين خلال الساعات الأولى من عملية طوفان الأقصى، مشيرة في تقريرها إلى استهداف إسرائيليين بنيران مروحيات جيش الاحتلال اعتقادًا منهم أنهم عناصر من المقاومة الفلسطينية.
وأكد الطيارون وفق تقرير الصحيفة، أنهم وجدوا صعوبة في التمييز بين عناصر حماس والمستوطنين، لا سيما في ظل تحركات مقاتلي المقاومة التي جاءت وسط المستوطنات وفي الطرقات الرئيسة، وأقر الطيارون، في تقرير للصحيفة العبرية، أن مقاتلي القسام كانوا يسيرون ببطء دون فرار، ما أربك جيش الاحتلال.
- من غزة إلى عملية القدس
وفي نهاية نوفمبر الماضي، انتشر فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، يظهر إطلاق عناصر من جيش الاحتلال الإسرائيلي النار على مستوطن إسرائيلي، ظنوا أنه فلسطيني. أتى ذلك بعدما أطلق فلسطينيان النار على مجموعة من الإسرائيليين في محطة للحافلات بمستوطنة راموت بالمدخل الشمالي لمدينة القدس. وأسفر الهجوم عن مقتل 3 أشخاص سقوط 3 قتلى وإصابة 12، بينهم إصابات خطيرة.
وكانت تقارير إعلامية ذكرت أن أحد المستوطنين، قد رأى المهاجمين، وهم يطلقون النار، على الناس في محطة للحافلات، فقفز بشكل عفوي من سيارة، وأطلق النار عليهم بسلاحه الخاص.
كما أطلق الجنود النار على المهاجمين، ولكنهم ظنوا أيضاً أن المستوطن هو أحد المهاجمين وأطلقوا النار عليه.
ويبدو في تلك الحالة أن الارتباك الذي أصاب الجنود هو نتيجة طبيعية لتسليح إسرائيل للمستوطنين، فربما كان سيتم تجاهله لو كان غير مسلح.
وكانت حركة حماس قد أعلنت تبنيها للعملية وقالت: "على المحتل أن يتحسس رأسه في كل مدينة وقرية وشارع وزقاق فأبطالنا مستنفرون للثأر".