يصعدون الجبال متكئين على العصا .. طقوس دينية يمارسها السائحون بسانت كاترين
آخر تحديث: الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 - 9:56 ص بتوقيت القاهرة
رضا الحصري
تعد مدينة سانت كاترين من أهم مزارات الحج المقدس لطائفة الروم الأرثوذكس، وصعود قمة جبل موسى بداية مسار الحج بالنسبة لهم، يليها الدير وما يتضمنه من مقاصد سياحية، ثم الكنائس والدروب الدينية التي سار فيها نبي الله موسى، لذا يحرص العديد منهم على حضور احتفالية احياء ذكرى استشهاد القديسة كاترينا التي يجري تنظيمها كل عام بالدير للقيام بكافة طقوس الحج خلال تواجدهم بالمدينة.
قال توني كازامياس، مستشار مطران الدير، إن دير سانت كاترين يشهد توافد العديد من السائحين من دول "اليونان، روسيا، أوكرانيا، بيلا روسيا" ودول الاتحاد الأوروبي الذين ينتمون لطائفة الروم الأرثوذكس، منذ بداية شهر ديسمبر من كل عام لحضور احتفالية استشهاد القديسة كاترينا، والقيام بطقوس الحج التي تجري على أرض كاترين، ثم يذهبون لاستكمال الطقوس بالقدس، مشيرًا إلى أنه قد يحدث العكس أحيانًا حيث يبدأ البعض بالطقوس التي تحدث في القدس ثم سانت كاترين.
وأوضح مستشار الدير، أن مسارات سانت كاترين يبدأ بالصعود جبل موسي وإقامة الصلوات بالكنيسة التي توجد على قمة الجبل، ثم زيارة دير سانت كاترين وما يتضمنه من معالم سياحية دينية، ومنها كنيسة التجلي التي يجري الصلاة داخلها مع بداية دق الأجراس ثلاث مرات يوميًا صباحًا وظهرًا ومساءً، ويقوم بها الرهبان.
وأكد أن لكنيسة التجلي مكانة كبيرة لدى الحجاج، ويطلقون عليها كنيسة "القديسة كاترينا" كونها تتضمن مقبرة بها رفات القديسة بهيكل الكنيسة الرئيسية، وأقدم حجر فسيفساء على مستوى العالم، بالإضافة إلى حامل الأيقونات، والهيكل الذي يضم المذبح وحنية الكنيسة، ومشهد تجلي السيد المسيح، ورسومات النبي إيليا، والنبي موسى، والقديسين.
وأضاف أنه جرى بناء كنيسة التجلي على طراز البازليكا المعماري، مع إنشاء الدير في القرن الثالث الميلادي، وتضم 2000 أيقونة من الأيقونات القديمة التي ترجع إلى قرون مختلفة بداية من القرن السادس الميلادي حتي القرن العشرين، وهي عبارة عن "النارتكس" أي مدخل عريض، وجناح أيمن آخر أيسر يفصلان بين بهو الكنيسة بأعمدة تصل عددها 12عمود ترمز إلى شهور السنة.
ومن جانبه قال رمضان الجبالي، حامل مفتاح الدير ودليل بدوي، إن اليونانيون لا يكتفون فقط بإقامة الشعائر الخاصة بالحج على قمة جبل موسى وداخل الدير، بل يحرصون على زيارة الكنائس التي توجد على قمم الجبال، خاصة كنيسة القديس "بايسويس" الذي كان يعيش في كاترين، وتقع هذه كنيسة بالقرب من الدير على ارتفاع يصل إلى نحو 1000 متر وتستغرق رحلة الوصول إليها نحو ساعة ونصف.
وأوضح "رمضان"، أن الحجاج يصعدون الجبل ممسكين بعصى يتكئون عليها اقتداء بنبي الله موسى، الذي كان يصعد الجبل بالعصى، ليشاهدوا المكان الذي كان يعيش بداخله القديس "بايسويس".