تطبيقات هاتفية تتيح شراء وجبات المطاعم بأسعار مخفضة حفاظا على البيئة

آخر تحديث: الإثنين 10 فبراير 2020 - 12:41 م بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

ينشغل جاك كونفيري، موظف شركة "أمازون" العشريني، بشاشة هاتفه، فهو يجري طلبا لوجبة مخفضة السعر من مطعم "كوكو ديماما" الإيطالي، من خلال تطبيق "كارما" الهاتفي الذي يتيح شراء الوجبات الفائضة للمطاعم بأسعار زهيدة؛ توفيرا للمال وحماية للبيئة من فضلات الأكل الفائض.

وبينما يسحب حقيبته من جهاز تفتيش محطة مترو "أولد ستريت تيوب" البريطانية، يقول كونفيري لـ"فرانس 24"، إن الأمر يعني بالنسبة إليه أن يعمل شيئا مفيدا للبيئة، وفي نفس الوقت مفيدا لميزانيته المالية؛ فيكون الأمر "مربحا"، حسب قوله.

وأضاف كونفيري أن التعامل عبر ذلك التطبيق يتيح له طعاما أرخص من شراء وجبة من سوبر ماركت مثلا، إذ تكلف وجبة العشاء نحو 4 دولارات ونصف من خلال التطبيق.

وبحسب الإحصائيات الأخيرة، يتم إلقاء اللوم على فائض الطعام الملقى في القمامة بشكل كبير فيما يتعلق بأزمة انبعاث ثاني أكسيد الكربون المسبب للاحتباس الحراري، ومن الملاحظ أن ثلث الطعام الذي يتم إعداده ينتهي إلى سلال القمامة.

وتجاوبا مع الثقافة البيئية، يتحول المستهلكون البريطانيون لتطبيقات من تلك المحاربة لفائض الطعام، بينما تقدم المطاعم على التعامل معها لبيع فوائض أكلها بأرباح جيدة، وكذلك هناك البعض الآخر من المطاعم التي تتطوع بتوزيع طعامها الفائض مجانا على المحتاجين.

وتطبيق "كارما" سويدي الأصل أنشئ عام 2016، ويصل عدد مستخدميه إلى مليون شخص في بريطانيا وفرنسا والسويد، وفي بريطانيا وحدها يحوي قائمته نحو 2000 مطعم مختلف للشراء منه.

وكذلك يعمل تطبيق "Too Good To Go" بالآلية نفسها، بتقليل سعر الوجبة الفائضة لتسهيل شرائها بين المطعم والمستهلك.

أما تطبيق "أوليو" الهاتفي، فيعمل بشكل مختلف، إذ يتيح لأحد المستهلكين تجميع الفائض من طعامه ليسلمه لمندوبين التطبيق، الذين يعطونه لمستهلك آخر حسب الطلب، ولكن مجانا.

وتقول سارا مكريت، مديرة مطعم "كوكو ديماما" في بريطانيا، إن تطبيق "كارما" لا ينهي جميع فائض الأكل بالمطعم؛ لأن هناك بالطبع بعض المستهلكين لا يزالون غير مشاركين في التطبيق، ولكن التطبيق يتيح ربحا على الأقل من وراء التخلص من ذلك الفائض، وبعد ذلك يتم التبرع بالباقي للمحتاجين.

وتقول شوا كامباري، عضوة منظمة "WWF" البيئية، إن فضلات الطعام تسبب 8% من انبعاثات الغاز حول العالم، وللتغلب على تلك المشكلة يجب أن يكون لكل شخص الوعي بكيفية تقليل فائضه من الأكل وأفضل طريقة لتعليم الأشخاص تلك القيم هي عبر استغلال شئ يكون بأيديهم دائما، وهو "الهواتف المحمولة" التي تظهر عليها تطبيقات مكافحة فائض الطعام، فينتشر السلوك البيئي لدى الأشخاص.

وتوضح كامباري، أن مفهوم فائض الطعام لا يعني بالضرورة الأكل المتبقي بعد تناول الوجبة، ففائض الطعام يحدث طوال مراحل تصنيع الأكل بدءا من التخلص من بعض كمياته في المزارع، ومرورا بالكميات المتساقطة بعملية النقل، وليس انتهاء بالأكل الذي تتخلص منه المطاعم، والحل الأنسب للتخلص من فائض الطعام هو تنظيم عملية إنتاجه كي لا يتخللها فائضا.

ويفيض الطعام بالنسب الأكبر في دول أوروبا المتطورة، إما في البيوت أو في المطاعم بعد انتهاء الزبائن من الشراء، وذلك بالوقت الذي لا يجد فيه 820 مليون شخص ما يأكلونه بالدول الفقيرة بحسب منظمة الصحة العالمية.

وبسؤال تيسا كلارك، مصممة تطبيق "أوليو" للتخلص من فائض الطعام، عن أبرز منافسين التطبيق، أجابت بأن أشرس المنافسين هي "سلات القمامة"؛ لأن المطاعم تلقي فيها ثلث منتجاتها من الأكل ما ينتج نسبة انبعاث غازات عالي يفوق تلك التي تطلقها صناعة الطيران بأكملها حول العالم.

ويقول البروفيسور مارتن كيريهار من جامعة "سيتي" البريطانية، إن تلك التطبيقات جيدة لدعم الوعي البيئي لدى مستهلكي الطعام، ولكن المشكلة لا تزال تحتاج للمزيد من الحلول، خاصة بعد معرفة أن 10 مليارات وجبة تلقى سنويا بسلال قمامة بريطانيا.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved