خليج العقبة.. شعاب مرجانية خارقة تصمد أمام تغير المناخ

آخر تحديث: الجمعة 10 أبريل 2020 - 10:34 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

أدت ظاهرة الإحتباس الحرارى حول العالم لارتفاع درجات حرارة المحيطات وزيادة حمضية مياهها ما يشكل ظروفا غير آمنة لبقاء الشعاب المرجانية فتكون ما يحدث منظرا كئيبا لمن يري تلك الشعاب.
فى البحر الأحمر وتحديدا بخليج العقبة ورغم درجات الحرارة العالية لا يزال بوسع الغواصين الإستمتاع بالألوان الجذابة للشعاب المرجانية والتى أكسبت البحر الأحمر اسمه الشهير.

ويقول البروفيسور أندريا جروتلى عالم علوم الأرض بجامعة أوهايو الأمريكية لبى بي سى البريطانية إن تحليل نماذج تطور ظاهرة تبييض الشعاب المرجانية حول العالم ينبئ بأن كل تلك الشعاب ستموت بنهاية القرن الحالى إن لم يكن قبل ذلك الوقت.

وتقول جسيكا بلورذى باحثة فى علوم البحار فى خليج العقبة إنه بالرغم من ارتفاع درجات الحرارة بمعدلات أعلي فى الخليج أكثر من أى منطقة ثانية بالعالم إلا أن أى عملية تبييض شعاب لم تقع فى المنطقة.

ويقول أندرز ميبام عالم الكيمياء الحيوية بمركز علوم الأرض السويسرى إن الشعاب المرجانية فى خليج العقبة لديها القدرة علي تحمل درجات الحرارة المتزايدة عن المعدل الطبيعى.

ويقول البروفيسور المتخصص بالشعاب المرجانية موز فاين إنه بعد دراسته للحاجز المرجانى العظيم فى أستراليا وحدوث عمليات التبييض المتلاحقة فيه توقع أن يجد الأمر نفسه فى خليج العقبة ولكن ما أثار ذهوله أنه لم يجد شيئا من ذلك هناك.

ويقول كارين كلينهاس بروفيسور علوم المناخ والبحار فى جامعة ستونيبروك إن الشعاب المرجانية هى مصدر للتنوع البيئى والغذاء والدواء لذلك يجب دراسة نموذج شعاب البحر الأحمر للتعرف علي كيفية نجاتها وبالتالى القدرة علي إنقاذ الشعاب المرجانية حول العالم..

وأضاف كارين إنه يتوقع أن قلة معدلات التلوث وفترات صيد الأسماك بالمنطقة هى ما يقلل من ظاهرة تراجع الشعاب المرجانية فى خليج العقبة.

وبحسب بحث أجراه العالمين فاين وميبام فإن الشعاب المرجانية تموت سريعا إذا تعرضت لارتفاع حرارة محيطها بدرجة أو درجتين مئويتين بينما بتجربة ذلك التأثير علي عينات من شعاب البحر الأحمر تبين قدرتها علي تحمل ارتفاع 5 درجات مئوية عن الحرارة المعتادة بل بعضها تحمل ارتفاع 7 درجات مئوية.

وأظهر البحث أيضا أن الشعاب الموجودة فى البحر الأحمر تعمل وتتعايش بشكل أفضل حينما ترتفع درجة حرارة الوسط المحيط بها إذ بحسب التجربة تقوم طحالب تلك الشعاب بمضاعفة انتاجها للأكسجين مع ارتفاع الحرارة بينما يزيد معدل تكاثرها ب51% مع تزايد الحرارة.

ويقول ميبام أن السر وراء ذلك يكمن بالذاكرة البيلوجية لتلك الشعاب والتى أتت لخليج العقبة مهاجرة من المناطق الجنوبية الأشد حرا وذلك من آلاف السنين ورغم عيشها حاليا فى خليج العقبة الذى متوسط حرارته 27 مئوية فتلك الشعاب لا زالت تقدر وتتذكر كيف تعيش فى درجات حرارة 33 مئوية لذا ليس لديها أى مشكلة مع ارتفاع درجات الحرارة مع تفاقم ظاهرة الإحتباس الحرارى.

ويقول فاين إنه برغم صمود تلك الشعاب أمام ارتفاع درجات الحرارة فإنه يخاف عليها من الأنشطة البشرية المضرة كالمخلفات الصناعية والزراعية وخاصة الأسمدة الناتجة عن المزارع السمكية إذ قام فاين وفريق بحثه بتجربة تعريض عينة من تلك الشعاب لمركبات الأمونيوم والنترات والفوسفات الموجودة بالأسمدة الزراعية وكانت النتيجة انهيار مقاومة العينة من الشعاب أمام أى إرتفاع بدرجات الحرارة.

ومن جانبه طالب كارين وعدد آخر من العلماء منظمة اليونيسكو باعتبار شمال خليج العقبة منطقة محمية.

ويذكر أن ظاهرة تبيض الشعاب المرجانية شهدت طفرة فى السنوات الأخيرة بسبب تغير المناخ إذ تبيضت 75% من الشعاب المرجانية الإستوائية فى موجة محيطية دافئة بين عامى 2014 و2017.

 

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved