أخلاقيات التخزين... بماذا يتسبب التخزين الزائد للسلع أثناء جائحة كورونا؟

آخر تحديث: الجمعة 10 أبريل 2020 - 1:19 م بتوقيت القاهرة

هاجر أبوبكر

مع اندفاع الناس إلى شراء السلع وتخزينها احتياطاً، استجابة للحظر بسبب وباء (كوفيد-19)، وضعت المتاجر قيودًا على شراء السلع والأدوية الأساسية.

الفلسفة والأخلاق

يقول الدكتور خايمي أهلبرج، أستاذ في الفلسفة، جامعة فلوريدا "بصفتي فيلسوفًا، درس العمل الأخلاقي في الظروف الصعبة، أعلم أنه عندما يفشل العديد من الأشخاص في التصرف بشكل أخلاقي، يبدو أن كل الأفراد لا يلتزمون بالتصرف الجيد ".

وفي هذا الوقت، يمكن لنظرية العدالة للفيلسوف السياسي الأمريكي جون رولز أن تقدم إرشادات أخلاقية مفيدة، وفقاً لمجلة (ناشونال انتريست) الأمريكية.

ويتابع : عندما تكون السلع والمنتجات المختلفة عرضة لارتفاع الطلب، يمكن أن يعني تخزين شخص ما لها، نقصها عند شخص آخر.
أخلاق الأوقات الصعبة

جادل جون رولز بشكل مشهور أنه في مجتمع عادل تمامًا، هناك حالتان أو صفتان لهذا المجتمع، أولاً الجميع يؤيد المجتمع العادل، وثانياً ظروف الحياة مناسبة بشكل معقول.

وعندما يكون المجتمع غير عادل تمامًا، ليس بالضرورة أن يتبع الناس القواعد، فقد جادل رولز أنه إذا كان هناك ظلم منهجي، يمكن تبرير العصيان المدني.

واتبع علماء آخرون هذه النظرية،قائلين إنه قد يكون من الأخلاقي أن تكذب، عندما يحبط ذلك الخطط الشريرة للآخرين.

بمعنى أنه يُسمح للأفراد بالانحراف عن المعايير التعاونية التي يقوم عليها مجتمع عادل بالكامل، في ظل ظروف معينة.

خطوط حمراء

ومع ذلك، يجادل العلماء أيضًا في أن هناك بعض الخطوط التي يجب على المرء عدم تجاوزها، حتى عندما يتصرف البعض الآخر بشكل سيئ وتكون الظروف صعبة، وتنطبق على جميع الناس وتظل في جميع الظروف تقريباً، وتشمل الامتناع عن التسبب في المعاناة والأذى غير الضروريين للأبرياء، وعدم ظلم الآخرين، والتي يعتبرها رولز "الواجبات الطبيعية".

مخاطر التخزين المفرط

وفي ظل الظروف الصعبة التي نعاني منها الآن بسبب فيروس كورونا، يمكن أن يتسبب التخزين المفرط للسلع و الأدوية والطعام في ضرر الغير، ولهذا فالتحذيرات المستمرة من التخزين الغير ضروري مهمة في هذه المرحلة.

وعلى سبيل المثال يسهم المستهلكون الذين يقومون بتخزين أقنعة الوجه الطبية في نقص الإمدادات للعاملين في الرعاية الصحية، وهو أمر غير مسموح به أخلاقياً.

وكذلك شراء المطهر اليدوي، فبعد أن كان سلعة عادية، أصبح سلعة أساسية، ليس بسبب الحاجة بل بسبب الجشع.

وهناك طرق أقل وضوحًا يمكن من خلالها أن يتسبب سلوك الناس في التسوق في إلحاق الأذى بأطراف بريئة.

كما أن الذهاب مراراً وتكراراً للمحلات والأسواق، قد يعرضك والعاملين في المحل لخطر الإصابة بفيروس كورونا الذي فرض العزل من أجل منع انتشاره.

وتكديس السلع أثناء النقص، يمكن أن يؤدي على المدى القصير إلى زيادة الأعباء الاقتصادية التي يعاني منها العديد من الناس بالفعل، خصوصاً أولئك الذين لا يستطيعون تحمل تكلفة التخزين.

وكل هذا قد يؤدي إلى الفوضى، بقلب الناس ضد بعضهم البعض، فيرى كل شخص الآخر كعائق للبقاء.

ما يجب اتباعه

ولكن هذا لا يمنع الفرد من حماية نفسه وحماية عائلته ، بشراء الطعام والأدوية والمستلزمات الضرورية، التي يحتاجها خلال فترة العزل المنزلي، التى لم يتضح إلى الآن متي تنتهي؟

وتجدر الإشارة إلى أنه لا يوجد دليل يدعم الرأي القائل بأن الموارد الغذائية عرضة للخطر بشكل خطير في الوقت الحالي.

وهذه الأولويات المهمة يجب وضعها في الاعتبار مع ظهور مشاكل أخلاقية جديدة، وصعبة خلال هذا الوباء.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved