بين العاصمة والحكومة.. بوادر أزمة سياسية بشأن تعامل رئيس الوزراء الياباني مع فيروس كورونا

آخر تحديث: الجمعة 10 أبريل 2020 - 1:39 م بتوقيت القاهرة

منال الوراقي

حالة من الجدل تعيشها اليابان حول طريقة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي وإجراءاته بشأن التعامل مع فيروس كورونا، الذي تفشى في البلد الأسيوي وتوغل داخله.
آخر حلقات الجدل تصاعد الخلافات بين حاكم العاصمة طوكيو يوريكو كويكي وشينزو آبي، حول إجراءات الطوارئ التي يعتبرها حاكم طوكيو غير كافية، ولن تمنع تفشي الفيروس، ليقرر معارضة رئيس الوزراء، والاتجاه إلى اتخاذ إجراءات وقائية على العاصمة، دون استشارة رئيس الوزراء.
يستعد حاكم طوكيو لتشديد الإجراءات الوقائية والاحترازية في العاصمة، مطبقا المزيد من عمليات الحظر والإغلاق في الشوراع والأعمال التجارية لاحتواء تفشي الفيروس، وهو ما سيضعه في مسار تصادم مع قرارات مع رئيس الوزراء، وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وطالب حاكم طوكيو، سكان المدينة، البالغ عددهم 14 مليون نسمة، بالبقاء في منازلهم، مطبقا إجراءات حظر شديدة، وسط تفشي شديد للفيروس داخل العاصمة، مسجلا مزيدا من الحالات الجديدة، ومن المتوقع، أن يدخل كويكي، في بيانه المقرر يوم الجمعة، المتاجر والشركات غير الأساسية في قرار الحظر والإغلاق، لمكافحة تفشي الفيروس في المدينة.

وهاجم حاكم طوكيو سياسة رئيس الوزراء لإدارة الأزمة، فبعد إعلان شينزو آبي حالة الطوارئ في البلاد قبل أيام، خرج كويكي قائلا: "إن مطالبة السكان باستخدام ضبط النفس والبقاء في المنزل ليس كافيًا، يجب علينا تقييد استخدام أماكن التجمعات المسببة للتجمعات مثل المطاعم وصالونات الكاريوكي".

ووفقا للصحيفة البريطانية، فإن اشتباك العاصمة والحكومة المركزية جاء حول ما وصف بالتراخي في إدارة الأزمة، خاصة تجاه الأعمال التجارية، في الوقت الذي توغل فيه الفيروس في عدة محافظات يابانية، ووصل عدد الإصابات إلى 4 آلاف و300، وتقاربت الوفيات من المئة، كانت طوكيو الأكثر تضررا، بحوالي 1400 إصابة، ما يعادل ثلث الحالات في البلاد.

في طوكيو، أغلقت بعض المطاعم والحانات والمقاهي والنوادي وصالونات الحلاقة وأماكن الكاريوكي أبوابها، لكن البعض الآخر ظل مفتوحًا، قلقًا من رفض رئيس الوزراء لتعويضهم عن الخسائر.

وكان شينزو آبي أعلن حالة الطوارئ قبل أيام، لتغطي 56 مليون شخص، في العاصمة طوكيو وست محافظات أخرى، وبالرغم من عدم إقرار رئيس الوزراء بحظر التجمعات أو منع التجمعات، إلا أن المحافظين أجبروا المطاعم والمتاجر غير الأساسية على الإغلاق.

فنصت قرارات شينزو آبي، على حث الأفراد على تفادي الذهاب للمساحات المغلقة والأماكن المزدحمة والاتصال بالمخالطين للمصابين، فضلا عن استمرار الشركات في متابعة أعمالها، مع اتخاذ أصحاب المطاعم الاحتياطات مثل تحسين التهوية.

فيما انتقد بعض السياسيون سياسة شينزو آبي، زاعمين أن تقاعسه بشأن تأثير الإجراءات الوقائية والاحترازية وفرض حالة الطوارئ، يرجع لقلقه على اقتصاد البلاد، الذي يعد حاليا ثالث أكبر اقتصاد في العالم، وهو الأمر الذي يفسر امتناع آبي عن فرض إجراءات وقائية، أو إغلاق الشركات، وخاصة في طوكيو، التي تولد حوالي خمس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.

وقال كويشي ناكانو، أستاذ العلوم السياسية في جامعة صوفيا في طوكيو: "يبدو أن آبي يعتقد أن وظيفته هي التركيز على إنقاذ الاقتصاد، وليس أرواح المواطنين، خوف آبي من تنفيذ إجراءات حالة الطوارئ، ربما خوفًا من إلحاق الضرر بالاقتصاد".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved