في ذكرى ميلاد جودي جارلاند.. غنت لقوس قزح ولم تنعم بجمال ألوانه

آخر تحديث: الخميس 10 يونيو 2021 - 10:48 ص بتوقيت القاهرة

ياسمين سعد

في مكان ما فوق قوس قزح، السماوات زرقاء، والأحلام التي لا تجرؤ على حلمها، تصبح حقيقية، يوما ما سوف أتمنى أمام نجمة وسأستيقظ لأجد السحاب بعيدا ورائي، حيث المشاكل تنصهر أمامي مثل قطرات الليمون، في أعلى قمة المدخنة، هناك سوف تجدني.

هكذا غنت "جودي جارلاند" في بداية مشوارها الفني، فظن جمهورها أنها تعيش بالفعل فوق قوس قزح طوال حياتها، لأنها كانت دائما ما تغني له، حفلة وراء الأخرى، ولكنهم لم يعلموا أنها تغني له دون أن تنعم بجمال ألوانه قط.

ولدت جودي جارلاند، في العاشر من يونيو عام 1922 ميلادية، باسم فرانسيس إثيل جوم، وبدأت حياتها المهنية في الرابعة من عمرها، حيث كانت تمارس التمثيل مع شقيقتيها الأكبر عمرا، ولفتت "فرانسيس" الأنظار إليها، حتى أصرت والدتها على مشاركتها لشقيقتيها لعرض مسرحي من بطولتهم وهي في سن السابعة.

ظنت والدة "جودي" أن القدر ابتسم لعائلتهم للأبد، عندما مضت "جودي" عقدا مع شركة الإنتاج الأكبر في هوليوود، مترو جولدوين ماير، أو إم جي إم، وهي في الثالثة عشر فقط من عمرها، لتكتب اسمها آنذاك بحروف من نور، مخلدا في تاريخ السينما بتجسيدها لشخصية "دورثي" في فيلم "ساحر أوز".

علمت شركة مترو جولدوين ماير، أن "جودي" لديها كل مقومات النجمة اللامعة، فأخضعتها لجدول عمل شاق، وحرمتها من جميع حقوقها كطفلة وكمراهقة، حرمتها حتى من الطعام، لكي تستطيع التحكم في وزنها، حتى أنها لم تأكل من كعكة عيد ميلادها حتى لا تكتسب الوزن، كما أنها كانت تنام بمهدئات، حتى لا تتأخر عن الاستيقاظ في الموعد المحدد للتصوير.

اعتبرت الشركة أن "جودي" منتجها المفضل، الذي تريد أن يخرج للجمهور منه كميات محددة في مواعيد محددة، فتحولت "جودي" بالنسبة لهم من طفلة نابغة في مجال التمثيل، إلى خط إنتاج يحقق أرباح ولابد ألا يتوقف، فساعدت الشركة في إدمان "جودي" المبكر، حيث كانت تجبرها على تناول حبوب منع الحمل يوميا، والتي كانت تستخدمها وقتها كمنشطات، وتسمى الأمفيتامينات، لكي لا تشعر أبدا بالإرهاق، بالرغم من ساعات التصوير الطويلة، هذا بحسب ما نشر في موقع Time.

إجبار "جودي" على العيش على المنشطات خلال يوم التصوير المرهق، ثم تناول المهدئات لإجبارها على النوم، جعلها تدخل في دوامة من الإدمان والاكتئاب المبكر، كما أثر على صحتها العقلية، خاصة وأنهم كانوا يلقبونها في الشركة بوجه البطة القبيحة، لأنها من وجهة نظرهم لم تكن جميلة مثل زميلاتها، ما زاد تأثيره على سوء نفسيتها في هذه السن الصغيرة.

حصلت "جودي" على جائزة الأوسكار عن دورها في فيلم "ساحر أوز"، وتزوجت من الملحن دايفيد روز عام 1941م، ولكنها سرعان ما حصلت على الطلاق في عام 1944، ثم تزوجت من المخرج فينسينت مانيللي عام 1945، والذي أنجبت منه ابنتها النجمة المشهورة "لايزا مانيللي".

أثرت قسوة طفولة "جودي" على بقية حياتها، فظلت تبحث عن الحب، كانت تتمنى لو أنها تشعر بأنها شخص محبوب، ليس من معجبيها الذين كانوا بالآلاف، ولكن من حبيب يشعر بها، ويلمس ما عانته طوال حياتها، ولهذا تزوجت خمس مرات، وانتهت جميع زيجاتها بالطلاق، عدا زيجتها الأخيرة من صديقها طويل الأمد ميكي دينز.

عدم طلاق "جودي" من "ميكي" لا يعني أن نهاية الزيجة لم تكن مأساوية، فعندما تزوجت "جودي" من "ميكي" في مارس 1969م، وقالت: "أشعر أخيرا بأنني أحب زوجي ويبادلني زوجي الحب"، ظن جمورها أنها وجدت السعادة وهدأ قلبها، حتى عثر عليها "ميكي" في الحمام بعد شهرين فقط من الزواج جثة هامدة عن عمر يناهز 47 عاما، بسبب تناولها لجرعة زائدة من المهدئات، حسب ما ذكر في موقع إنسايدر.

لم تستطع "جودي" الخروج من عباءة "دورثي" طوال حياتها وحتى بعد وفاتها، فحتى يومنا هذا يرتدي الأمريكيون سنويا في عيد الهلع ملابس شخصية "دورثي" ويتذكرون "جودي" قائلين لها، نعلم أنك في مكان ما فوق قوس قزح.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved