مقتل مصور «الحرية والعدالة» يفتح ملف استهداف الصحفيين

آخر تحديث: الأربعاء 10 يوليه 2013 - 9:55 ص بتوقيت القاهرة
كتبت ــ ميساء فهمى

بصوت بائس وحزين ودموع لا تتوقف، روى إسلام عاصم، شقيق المصور الصحفى بجريدة الحرية والعدالة، أحمد عاصم السنوسى، الذى لقى مصرعه خلال أحداث «دار الحرس الجمهورى» التى وقعت فجر الاثنين الماضى بين مؤيدى الرئيس المعزول، محمد مرسى، ومجهولين يحملون أسلحة وبين قوات تأمين الدار أن شقيقه لم يكن يجيب على اتصالات أسرته فى آخر 3 أيام، كى لا يسمع منهم نصائح الوالد والشقيق الأكبر، بالابتعاد عن جماعة الإخوان المسلمين الذين لم يعودوا يملكون مقاليد الحكم بعد 30 يونيو.

 

وقال «العائلة كلها مش إخوان، وأنا ضابط شرطة، وياما نصحته بعدم الانسياق وراء جماعة الإخوان التى انحاز لها بعد ثورة 25 يناير».

 

وأوضح شقيقه، والدموع تخنق صوته، بأن آخر مكالمة بينه وبين أحمد، الذى كان ترتيبه بين إخوته «آخر العنقود»، كانت حادة، حيث طالبه بالعودة وقال له بشكل واضح «الإخوان كانوا راكبين البلد لكن الوضع انتهى»، وهدده «لو هتفضل وراهم متكلمنيش تانى عشان محدش هينفعك فى الآخر»، لكن أحمد لم يستمع له بل وتجاهل اتصالات عائلته حتى فوجئوا بخبر مقتله فى أحداث «الحرس الجمهورى».

 

واختتم شقيقه كلامه قائلا: «أنا نصحته كتير عشان عارف إيه إللى بيحصل فى الغرف المغلقة بحكم إنى ضابط شرطة لكنه كان عنيد ومصمم على رأيه، وقلتله محدش هينفعك فى الآخر، وفعلا محدش نفعه وإحنا إللى اتأذينا برحيله عن الدنيا».

 

وفى سياق متصل، نظم العشرات من الصحفيين وقفة احتجاجية على سلم نقابة الصحفيين أمس، للتنديد بمقتله، وتأكيدا منهم على حرية العمل الصحفى واعتراضا على استهداف الصحفيين والمصورين بمختلف انتماءاتهم.

 

ورفع المتظاهرون علم مصر ولافتات كتب عليها «بأى ذنب قتل؟»، و«الصحفيون يودعون زميلهم أحمد عاصم»، كما رددوا هتافات عديدة منها «أحمد عاصم يا شهيد.. هنجيب حقك من جديد»، و«الحرية.. قالوا مش لازم.. قتلوا أخونا أحمد عاصم»، و«الداخلية.. بلطجية».

 

من جانبه اعتبر منسق برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى لجنة حماية الصحفيين، شريف منصور، أن مسار مصر نحو السلام والحرية يعتمد على التزام السلطات باحترام سيادة القانون وحقوق الإنسان الأساسية لجميع الأشخاص، مشيرا إلى أن قتل أحمد عاصم السنوسى يُبرز حجم الأحداث المأساوية التى شهدها محيط «دار الحرس الجمهورى».

 

فيما أعلنت وكيل نقابة الصحفيين، عبير السعدى، عن قرار النقابة بمنح السنوسى عضويتها الشرفية، ومنح أسرته معاشا استثنائيا، أسوة بشهيد بورسعيد صلاح الدين حسن.

 

وأدانت النقابة، فى بيان لها، عدم التزام كل الأطراف بسلامة الصحفيين، بما يضمن أداء عملهم، ونقل الحقائق للرأى العام، وقدمت التعازى لجميع أسر ضحايا الأحداث المؤسفة من المدنيين والعسكريين، داعية الجميع إلى تذكر حرمة الدم بين أبناء الوطن الواحد.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved