هَرابي.. فيلم روائي قصير يناقش الهجرة غير الشرعية عبر الصحراء

آخر تحديث: الجمعة 10 يوليه 2020 - 1:56 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

الخوف والقلق يسيطران على الموقف، التراجع أم التقدم، هل هذا التصرف سيؤدي إلى البداية أم أنه نهاية كل شيء، أسئلة كثيرة تدور في عقل شاب قرر أن يترك قريته ويذهب للبحث عن أحلامه في دولة أخرى عن طريق الصحراء.

"هَرابي" هو فيلم روائي قصير أعده مجموعة من طلاب كلية الإعلام جامعة بني سويف، يروي قصة قديمة حديثة، وهي الهجرة غير الشرعية، فهي قضية متكررة الحدوث رغم الجهود المختلفة لمنعها نهائياً، ولكن أحلام هؤلاء هي من تدفعهم للمغامرة رغم خطورتها الشديدة.

ركزت أفلام سواء سينمائية أو مستقلة قضية الهجرة غير الشرعية، على المشكلة من جانب الهجرة عبر البحر إلى إيطاليا تحديداً أو أوروبا عامةً، ولكن فيلم "هَرابي" يعبر عن رغبة الشباب في بداية العمر، من 15 : 20 عاما، للهجرة عبر الصحراء إلى ليبيا بحثاً عن فرص عمل جيدة.

وكان لعام 2020 تأثيرات مختلفة على كافة المستويات، بداية من القطاعات الطبية وحتى التعليمية والطلابية، فقد تعامل الطلاب مع ظروف صعبة، بسبب انتشار فيروس كورونا وإجراءات التباعد الاجتماعي والغلق التي اتبعتها الدول للحد من انتقاله، وهذه التغيرات أدت لتصوير العمل على فترات متفرقة، على مدار 3 أشهر، كان يتحايل فيها الطلاب على الظروف التي أحاطت بهم، لإتمام مشروع تخرج عامهم الأخير في الجامعة.

ويروي محسن محمد، بطل الفيلم ومخرجه، والذي جسد شخصية شاب في مطلع عامه العشرين، جانباً من أحداث العمل وقال: "يقرر الشاب الفقير الهجرة عبر الصحراء إلى ليبيا للبحث عن عمل يصنع له مستقبل أكثر أماناً، مغامراً بحياته، لأجل الحصول على فرصة حياة أفضل من خلال الأموال التي سيجمعها، ويحاول عدد من الأشخاص في الفيلم عدوله عن الفكرة، ولكنه يكمل طريقه، الأولى هي الأم التي تنصحه بعدم السفر، والثانية امرأة فلسطينية تعيش في جزيرة العرب بمحافظة الشرقية، ولكنه يستمر نحو هدفه".

"يابني احنا جينا مصر بعد الحرب ما قامت في فلسطين وهي بلد خير وسط الناس الطيبة، وهي بدلنا التانية ومرتاحين فيها متبقاش ابنها وتسيبها"، هكذا نصحته السيدة الفلسطينية بعدم مغادرة الوطن، ولكنه يكمل، ويتعرض بطل العمل لعدة صعوبات شديدة أثناء رحلته في الصحراء، منها معاملة سيئة من المٌهرب، وقتل أحد زملائه، ويوضح العمل من خلال هذه الصعوبات الحقيقية التي تحدث في هذه الرحلة الخطرة.

وشارك في العمل سيدة من أصل فلسطيني، ورجلان أصلهما ليبي قدما أدوار الخازن والدليل في الصحراء، ولم يتم التصوير في السلوم نظراً لظروف الحظر والاحتياطات المتبعة، واستعان صناع الفيلم بالصحراء الغربية لمحافظة المنيا ومنطقة جزيرة العرب في الشرقية للتصوير بهما.

ويحتوي العمل على أغنية تعبر عن مضمونه العام، يقول مطلعها: "الهجرة مش بس فلوس.. الهجرة برضو كابوس.. مش كل طريق هتمشي فيه هتفوز.. متغلطش غلطة ناس قالوا الهجرة الأساس.. شافوا الفرصة هناك وراحوا كده ببلاش...".

والفيلم كتب السيناريو له مريم شوقي وتصوير زينب السيد وراندا أحمد، وتحت إشراف إنجي أبوالعز، رئيس شعبة اللغة الإنجليزية بكلية الإعلام جامعة بني سويف، وشارك في فريق العمل منة الله أشرف، هناء عبدالعليم، جاسر خميس، إبراهيم سيد، نسمة يونان، علا محمد، مرثا ميخائيل.

وصرحت دكتورة إنجي أبو العز المشرفة على مشروع فيلم "هرَّابي" بأن كل أحداث الفيلم مقتبسة من قصص حقيقية لأشخاص خاضوا التجربة بأنفسهم، وليست من وحي خيال الطلاب، وأن الطلاب سافروا إلى بعض الأشخاص الذين خاضوا تجربة الهجرة غير الشرعية إلى ليبيا بأنفسهم واستمعوا لما حدث لهم أثناء فترة الهجرة".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved