سامح عبد العزيز مخرج اليوم الواحد الذى لفت الأنظار إليه بقوة ورحل فجأة

آخر تحديث: الخميس 10 يوليه 2025 - 10:04 م بتوقيت القاهرة

إيناس عبد الله

• قدم 38 فيلما ومسلسلا فى 20 عاما.. وخاض تجربة حياتية مريرة انعكست عليه حتى رحيله
• مواقع التواصل الاجتماعى تشهد سيلا من رسائل الوداع والرثاء

ودّع الوسط الفنى، اليوم، المخرج سامح عبد العزيز، والذى وافته المنية عن عمر يناهز 49 عامًا، فى وفاة مفاجئة خلّفت حزنًا عميقًا بين جمهوره وزملائه فى الوسط الفنى.

ورغم عمره الفنى القصير نسبيًا، ترك عبد العزيز بصمة قوية فى السينما والدراما، خصوصًا مع تقديمه أفلاما ذات طابع واقعى، وأسلوبه الخاص فى إدارة الأعمال الجماعية خلال 20 عاما هى عمره المهنى، حيث أخرج أول أعماله السينمائية عام 2005، وقدم خلال مشواره نحو 38 فيلما ومسلسلا تليفزيونيا.

بدأ سامح عبد العزيز مشواره من خلف كاميرات البرامج التليفزيونية بالتليفزيون المصرى، قبل أن يلفت أنظار الإعلامية هالة سرحان فى قناة دريم، التى منحته فرصة إخراج برامجها، ثم انتقل معها لقناة روتانا، حيث استمر فى إخراج برامج شهيرة منها «هالة شو»، بينما شكل إخراجه للفيديو كليبات جسرا للمرور إلى السينما.

كانت نقطة التحول الكبرى فى مسيرته عام 2005، بإخراجه أول أفلامه السينمائية «درس خصوصى» بطولة محمد عطية، حيث قدم تجربة خفيفة ومختلفة فتحت له الباب نحو سينما تجمع بين الشعبية والرؤية الخاصة.

اشتهر سامح عبد العزيز بتقديم أفلام تدور أحداثها فى يوم أو ليلة واحدة، فى تجربة تحمل طابعًا دراميًا مكثفًا وشخصيات متعددة، ومنها المحطة المهمة «كباريه»، والذى ضمّ عددًا كبيرًا من النجوم وأدارهم بإحكام، مما لفت الأنظار إلى قدراته كمخرج.

وتبعه بفيلم «الفرح»، الذى كرر نفس البناء الزمنى، ولاقى إشادة نقدية رغم الجدل حول نهاياته المختلفة، ثم «الليلة الكبيرة» و«ليلة العيد» اللذان أكدا عشقه لفكرة الزمن المضغوط داخل الفيلم السينمائى، ومهاراته فى إدارة الشخصيات المتعددة ضمن حدث مشترك.

أسهم المخرج الراحل فى إعادة بريق عدد من النجوم، أبرزهم محمد سعد فى فيلم «تتح»، ثم فى تجربة مغايرة تمامًا فى «الدشاش» الذى مزج بين التراجيديا والأكشن.

كذلك أخرج عبدالعزيز فيلم «حلاوة روح» لهيفاء وهبى، الذى أثار جدلًا واسعًا وتعرض للمنع لفترة بسبب جرأته فى الطرح السينمائى.

انتقل سامح عبد العزيز لاحقًا إلى الدراما التليفزيونية، وحقق نجاحًا كبيرًا، ومن أبرز مسلسلاته «بين السرايات»، والذى جاء متفقا مع وصفه بأنه عمل «ملحه مظبوط»، كما أخرج أيضا مسلسلات «رمضان كريم»، و«أرض النفاق»، و«الحارة»، التى أكدت استمراريته فى تقديم شخصيات واقعية وأعمال قريبة من نبض الشارع.

كوّن سامح عبد العزيز ثنائيًا فنيًا ناجحًا مع الكاتب أحمد عبد الله، وقدما أعمالًا لافتة فى السينما مثل «كباريه» و«الفرح»، وفى الدراما مثل «الحارة» و«بين السرايات»؛ حيث تميزت هذه الأعمال بالصدق، وتقديم الواقع دون تجميل.

تزوج سامح عبد العزيز من الفنانة روبى وأنجب منها ابنة قبل أن ينفصلا، وواجه فترة عصيبة فى حياته حين تم حبسه لثلاث سنوات بسبب حيازة مواد مخدرة، ما أثّر على حالته النفسية، وجعله يبتعد عن الأضواء، ويعيش فى عزلة داخل السجن، قبل أن يخرج معلنًا عن «إعادة اكتشاف نفسه»، والاستعداد لمرحلة جديدة.

برحيل سامح عبد العزيز، فقد الوسط الفنى مخرجًا من طراز خاص، جمع بين الجرأة، والواقعية، والبساطة، وتمكن من ترك بصمة لا تُنسى فى مشهد فنى لا يرحم التأخير أو التردد.

كانت رحلته قصة كفاح حقيقية، بدأت من البرامج وانتهت بأفلام ومسلسلات لا تزال حاضرة فى وجدان الجمهور، وكان لخبر رحيله تأثير كبير على زملائه بالوسط الفنى، وشهدت مواقع التواصل الاجتماعى سيلًا من رسائل الوداع والرثاء من زملاء الراحل ومحبيه، وأعرب عدد من الفنانين والمخرجين عن صدمتهم الكبيرة برحيل عبد العزيز، الذى شكلت أعماله علامة بارزة فى السينما المصرية خلال العقدين الأخيرين، رغم صغر سنه.

وعبر حسابه بموقع «فيسبوك» كتب الفنان صبرى فواز، الذى تعاون مع المخرج الراحل فى أكثر من عمل: «مع السلامة يا سامح، مع السلامة يا صاحبى، يظهر الدنيا ما عادتش حمل ناس حلوة، لا إله إلا الله».

وعبر المخرج هشام عبد الخالق، عن صدمته قائلًا: «خبر صاعق حزين.. المخرج الكبير سامح عبد العزيز فى ذمة الله.. الله يرحمك يا سامح ويغفر لك ويصبرنا كلنا وكل محبينك يارب».

وكتب الفنان إدوارد، الذى ربطته صداقة قوية بالراحل: «الله يرحمك يا سامح.. مش قادر أصدق إنك مش موجود.. قلبى وجعنى أوى.. عرفت من أختك إنك تعبان وحاولت أكلمك كذا مرة.. يارب دخله جنتك على قد طيبة قلبه».

ونعاه الفنان محمد هنيدى، الذى شاركه مؤخرًا فى مسلسل «شهادة معاملة أطفال»، قائلًا: «لا إله إلا الله، إنا لله وإنا إليه راجعون.. المخرج الكبير وصديقى سامح عبد العزيز فى ذمة الله.. ربنا يرحمك يا صديقى ويصبرنا على فراقك يارب».

وقال الفنان شيكو: «الله يرحمك ويغفرلك ويسامحك يا سامح.. كنت واحشنى أوى ودلوقتى هتوحشنى أكتر يا صاحبى.. المخرج سامح عبد العزيز فى ذمة الله».

ووصف المخرج مجدى الهوارى مهنة الإخراج بأنها «مهنة الموت المبكر»، وقال: «لا أجد كلمات تعبر عمّا أشعر به الآن إلا بكلمة واحدة: الاكتئاب».

وودّع الهوارى صديقه سامح عبد العزيز بكلمات مؤثرة قال فيها: «مات من يملك أن يجلس على كرسى المخرج بمرح وسيرة عطرة. هيوحشنا دمك الخفيف يا ساموحا. اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك».

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved