«الشروق» تحاور أول مصرية حاصلة على دكتوراه فى فيزياء الجسيمات النووية

آخر تحديث: الجمعة 10 أغسطس 2018 - 8:50 م بتوقيت القاهرة

كتبت ــ نسمة فارس:

-أشارك فى دراسة النظريات الحديثة لنشأة الكون فى أكبر مركز أبحاث نووية بالعالم

-الثقافة السائدة تحرمنى من العمل الفعال فى مصر بدعوى أننى امرأة


حينما ذهبت شيماء أبو زيد إلى رئيس قطاع البعثات فى عام 2013، رفض الموافقة على بعثتها فى مجال الفيزياء النووية، قائلا: «الفيزياء النووية عملية وأنتِ بنت»، لكنها استطاعت أن تعمل كأول مناوب مصرى ضمن فريق مركز «سيرن للأبحاث» فى جنيف، كما باتت أول مصرية تحصل على الدكتوراه فى مجال فيزيا الجسيمات النووية الأولية.
لم يكن هذا الموقف هو العقبة الوحيدة أمام أبو زيد، فوفقا لحديثها مع «الشروق»، لا تتم الموافقة على عمل الباحثات فى مبنى المفاعل النووى المصرى بهيئة الطاقة الذرية بالرغم من صغر حجمه مقارنة بالمفاعل فى مركز «سيرن»، بدعوى إجراء التجارب فى كثير من الأحيان طوال الليل، مستدركة: «الممرضات والطبيبات يعملن أيضا طوال الليل فى المستشفيات، ونحن اخترنا هذا المجال بإرادتنا والمؤسسة محمية تمام فلماذا التعنت ضدنا؟، لا يوجد قرار إدارى بمنع السيدات من العمل، لكنها ثقافة منتشرة يتم تنفيذها».
بعد عامين من سفرها، قدمت أبو زيد طلبا لهيئة البعثات المصرية للمرة الثانية، لكنها عانت مرة أخرى مع الروتين وتعنت الموظفين، فتم رفض منحها بعثة إشراف مشترك، وتوصلت فى النهاية إلى حل مرضٍ، وهو الإشراف المزدوج الذى رحبت به الجامعة الحرة ببروكسل.
قارنت الباحثة المصرية بين وضع باحثات الفيزياء النووية فى مصر وخارجها، فوجدت أن عددا كبيرا من المناوبين فى «سيرن» من النساء، كذلك مديرته امرأة، متسائلة: «لماذا لا يتم منعى كمصرية من العمل فى المفاعل، بينما الأمر مسموح لغيرى فى جميع دول العالم».
كانت شيماء مسئولة عن التحكم من داخل غرفة التحكم فى المركز الأوروبى للأبحاث النووية، وتم قبولها للعمل كمناوب فنى داخل المركز، لتكون مسئولة عن التجربة وعلاقة الأجزاء الرئيسية فى المفاعل بعضها البعض، وعلاقتها بالتجارب الأخرى، حيث تتابع عمل الأجهزة المختلفة طوال 8 ساعات، مع الحفاظ على أمان البشر والأجهزة والكون بالخارج.
وأشارت أبوزيد إلى أن عملها كان يتطلب القيام بدوريات أمان داخل المكان فوق الأرض وتحتها بعمق 100 متر، وتابعت: «يرفضون عمل السيدات فى مفاعلنا الصغير، بينما هناك يثقون فى قدرتى على أن أكون مسئولة عن تشغيل وأمان صرح نووى عملاق«».
يعمل الباحثون فى مركز «سيرن» على دراسة العديد من النظريات الموضوعة حول نشأة الكون واختبار صحتها، وتمكنت الباحثة المصرية من خلال دراستها من تقديم تقنية جديدة للبحث، أدت إلى نتائج أكبر من سابقيها، وهو ما يقرب العلماء من نتائج بعض النظريات الحديثة الموضوعة للدراسة على مستوى العالم، وفقا لما شرحته، حيث تناولت علاقة وتفاعل «كوارك القمة» أحد أنواع «الكوارك» – وحدة بناء النواة المكتشفة حديثا ــ فى أحد الجسيمات الأخرى المكتشفة عام 2012، تحت عنوان «ظاهرة تغيير نكهة كوارك القمة عن طريق إشعاع الجسيم الآخر».
وأوضحت شيماء أن كم المعلومات الضخم الذى يخرج من عمل المفاعل النووى فى «سيرن» يتم توزيعه على الفرق العلمية حول العالم، ونتمني ان نستفيد في مصر بالنثل لكن علينا ان نعالج قصور البنية التحتية لشبكات الاتصالات.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved