سامح سامي يكتب: صمت مهاجمي عجائب الأقدار بعد توضيح الحقائق

آخر تحديث: الأربعاء 14 أغسطس 2019 - 1:57 م بتوقيت القاهرة

سامح سامي:


الجدل الذي غلفه وهم تغيير عنوان عبث الأقدار للأستاذ نجيب محفوظ إلى عجائب الأقدار، يثير عدة تساؤلات حول أهمية الكلمة التي يلاقيها بعض (المثقفين) إذ من الممكن أن تكون نورا أو تكون أشبه بالقبور.
والغريب أن مواقع التواصل الاجتماعي اشتعلت- حسب اللفظ المبالغ به- بادعاءات شديدة الغرابة حول ما فعلته دار الشروق في تراث الأديب الكبير نجيب محفوظ، خاصة في روايته عبث الأقدار، زاعمين أن التغيير ورائه أسباب دينية؛ لأن "عبث" كلمة لا ترضي السلفيون.
بالطبع السؤال مكفول والاطمئنان واجب. لكن يبدو أن حملات الفيسبوك ليس غرضها الاستفسار أو السؤال إذ بعد ما وضحت الشروق في بيان رسمي كل الحقائق وردت على كل الاستفسارات، لم تشر أية صفحة من التي هاجمت عجائب الأقدار بأي شكل من الأشكال إلى بيان الشروق، فقط صفحة وحيدة هي نادي القراء المحترفين.
(المثقفون) الذين هاجموا تبسيط الرواية لم "يكلفوا خاطرهم" بإعلام متابعيهم بكلام الشروق، الذي ربما يكون غير مقنع لمن لا يريد الفهم. ألا يكفيهم العقد بين الدار ونجيب محفوظ؟!

وأضع هنا " سكرين شوت" من هذه الصفحات التي تنتمي لأسماء معروفة في الوسط الثقافي والعام، والتي يبدو أن أصحابها لم يفعلوا شيئا لتوضيح سوء الفهم وسوء النية الذي سار؛ لعدة أسباب، الأول أن هذا الجدل أثير منذ ٣ سنوات بنفس الطريقة ونفس الكلام، ودار الشروق ردت وقتها أيضاً. الثاني أن الهجوم لا يستند إلى أية معلومة حقيقية بل من المؤكد أنهم يعرفون أن "عجائب الأقدار" صدرت في حياة الأستاذ نجيب محفوظ عام ١٩٨٩، ومطبوع على الغلاف الأخير بكل الوضوح أنها مبسطة /ميسرة عن رواية " عبث الأقدار"، وعليك فقط أن تنظر على الغلاف الخلفي لنسخة "عجائب الأقدار" لتقرأ:"«ويسر دار الشروق أن تقدم لقرائها من الفتيان والفتيات الطبعة الثانية المنقحة من رائعة أديبنا العالمى «عبث الأقدار» بعد تغيير عنوانها إلى «عجائب الأقدار» بإذن خاص من المؤلف».

ومنذ بدأت الشروق في نشر/ أو إصدار كتب الأستاذ الورقية ، تصدر رواية " عبث الأقدار " بنفس العنوان والمضمون كباقي كتبه، وتلك الرواية متاحة منذ ١٩٣٩ عبر ناشري مؤلفات محفوظ إلى أن حصلت على حقها دار الشروق ومن ٢٠٠٦ وهي متاحة ورقيا ثم أضافت دار الشروق (لأول مرة ) طبعات إليكترونية على كبرى المنصات العالمية مثل "جوجل وأمازون وڤودافون"، ثم أصدرتها ( لأول مرة كذلك ) ككتاب صوتي. السبب الثالث وهو الأهم أن جريدة الشروق الأسبوع الماضي فندت كل المسألة من عدة زاويا بثلاثة دلائل، حيث في واحد من موضوعاتها أكدت أن الأستاذ محفوظ كان اختار لهذه الرواية عنوان " حكمة خوفو" وأن الأستاذ سلامة موسى رئيس تحرير مجلة "الجديدة" التى كانت أول من نشر الرواية، هو الذي (أصر) على اختيارعنوان عبث الأقدار لرواية محفوظ " خوفو". الدليل الأول تأكيد روؤف ابن الكاتب سلامة موسى أن والده هو الذي صمم على عنوان عبث الأقدار لكي يكون أكثر جاذبية من العنوان الذي أراده محفوظ وهو "خوفو"، الثاني أن خالد بهجت مخرج مسلسل الأقدار أكد للشروق أن محفوظ أراد للمسلسل أن يكون عنوانه ( عِبر الأقدار) وليس ( عبث) واستقروا على "الأقدار" فقط؛ لأن عِبر جمع عبرة يمكن أن تقرأ "عبر" أي من خلال. الدليل الثالث أن ترجمة الرواية إلى اللغات الأجنبية تمت في حياة الأستاذ نجيب محفوظ وكلها جاءت تحت عنوان "خوفو"، أو "حكمة خوفو"، أو "لعنة خوفو".

هل المشكلة في العنوان؟ أظن لا، هي أمور كلها في "نفس يعقوب"؛ لأن السلفيين لن يرضوا بعجائب أيضا، وهل من الأساس يرضون بفن الرواية حتى لو جاء أسمها عظمة الأقدار؟ وماذا يقولون هؤلاء عن جهد دار الشروق في نشر رواية " أولاد حارتنا"؟
الأمر المريب أيضا ليس فقط عدم إشارة هؤلاء إلى بيان الشروق وموضوعات جريدة الشروق التي تفك كل الالتباس وسوء الفهم. لكن كما أشار الصديق هشام أصلان إلى خطورة إطلاق الأحكام المسبقة الجاهزة بإرضاء التيار الإسلامي لما يحيط بتلك الأحكام من خطورة هذه الأيام. لكن يبدو أننا لا نطلب المنطق في واقع لا معقول.

أقرأ أيضا:

الشروق ترشح لك كتب للقراءة

بين «عبث الأقدار»والنسخة المبسطة «عجائب الأقدار.. تختلف اللغة والفكرة واحدة

سمير فؤاد يكتب عن سطوة الفن

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved