في عيد الفلاح.. كيف عبر بالموسيقى والغناء عن حياته وعمله؟

آخر تحديث: الجمعة 10 سبتمبر 2021 - 12:38 ص بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

تحتفل مصر بعيد الفلاح مع ذكرى صدور قانون الإصلاح الزراعي، الذي أصدره الرئيس الراحل جمال عبد الناصر في 9 سبتمبر، عقب قيام ثورة يوليو 1952، تقديرا لدور الفلاح المصري في التنمية، ودوره الكبير فى دعم الاقتصاد المصري، كما يواكب أيضاً وقفة زعيم الفلاحين أحمد عرابي أمام الخديوي توفيق في التاسع من سبتمبر عام 1881.

وهنأ الرئيس عبدالفتاح السيسي، عبر الصفحة الرسمية على منصة فيسبوك، الفلاح المصري بعيده: "أتوجه بتحية وتقدير للفلاح المصري في يوم عيده، الذي نال فيه استقلاله وحريته وعزته وكرامته، وأؤكد أننا حريصون كل الحرص على دعم الفلاح، وتسخير كل الإمكانات اللازمة لتوفير حياة كريمة له، فمصر الأهرامات ومصر قناة السويس ومصر السد العالي كلها مدينة لجهد وعرق وعبقرية ملايين الفلاحين على مر الدهور".

ونتذكر في ضوء هذه المناسبة علاقة الفلاح بالموسيقى والرقص في المجتمع المصري القديم، من خلال ما نقله الدكتور خيري إبراهيم في كتابه "الموسيقى والمجتمع في مصر القديمة"، الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2017.

الرقص في مواقع العمل
قال خيري إبراهيم في كتابه، إن الرسوم والنقوش في كثير من المقابر والمعابد أن الفراعنة المصريين، اتخذوا من المناسبات المختلفة ميقاتاً للرقص، فكان لزاما لهم في حياتهم اليومية عامة، وكان العمال والفلاحون والمهنيون والصيادون يقدمون تلك الرقصات إلى الإلهة حتحور إلهة الخير بصفة خاصة، حيث يجددون به نشاطهم، يقدمون إليها من خلاله طقوس الشكر على ما تقدمه إليهم من خير.

وأبرزت النقوش مناظر الراقصين والمصفقين في أثناء جمع المحاصيل في الحقول وفي أعياد الحصاد والعنف والذرة، كما تشارك النساء بالقص في مواقع قيام الرجال بإنجاز الأعمال الصعبة التي تتطلب مجهوداً شاقاً.

وتتميز الموسيقى المصاحبة لهذا النوع من الرقص المرتبط باحتفالات الزراعة تحديداً بالألحان الهادئة والإيقاعات البطيئة، كان يهدف هذا النوع من الرقص إلى تجديد نشاط وحيوية العاملين من الفلاحين لإدخال البهجة والسرور إلى قلوبهم حتى يؤدوا المهام الموكلة إليهم على خير وجه، وعادة ما تشارك النساء بالتصفيق أو بالآلات الصلاصل بجانب آلات وترية والمزمار.

الرقص والموسيقى في مواسم الزراعة
من أشهر الأعياد المرتبطة بالزراعة عيد شمو "شم النسيم"، وفق ما جاء في الكتاب، وهو من الأعياد الشعبية والقومية التي يتشارك فيها اللفرعون والوزراء وكبار رجال الدين والدولة، كما يشارك فيها كل فئات المجتمع، لأنهم كانوا يعتبرون هذا العيد بدء الخلق من جديد، حيث تنشط الكائات وتخضر النباتات وتتفتح الأزهار، وكانوا يحتفلون به في فصل الحصاد.

وكانت طقوس هذا العيد مبهجة للمصري القديم، حيث تخرج الأسر حاملين الزهور والأغصان الخضراء متجهين إلى المزارع والحقول، ومصطحبين معهم آلاتهم الموسيقية بمختلف أشكالها، وكان الجميع من رجال ونساء وأطفال يشاركون العزف والغناء والرقص في مجموعات وتشكيلات راقصة وهم ينشدون الأغاني في حب الخضرة والنيل.

الغناء للمحاصيل أثناء عملية الزراعة
لا يتوقف حب البهجة لدى المصري القديم عند الاحتفالات الرسمية فقط، الغناء وقت العمل كان جزء من حياة الشخصية المصرية، وتوضح النقوش والرسوم على جدران المعابد منذ الدولة القديمة كيف شاركت الموسيقى والرقص والغناء بفاعلية في شتى مجالات العملي اليومية في حياة العمال والفلاحين في الحقول.

وعلى سبيل المثال أغاني حصاد الذرة، في عصر الدولة القديمة توضح بعض الرسوم والنقوش في مقابر سقارة بالجيزة، الأسرة السادسة، أحد الرجال وهو يعزف بآلة الناي بينما مجموعة من الفلاحين يقومون بحصد الذرة، وبجانهم مجموعة أخرى يغنون ونقشت كلمات الأغنية على جدران المقبرة.

وفي عصر الدولة الحديثة كانت النقوش الخاصة بالمناظر الموسيقية أكثر وضوحاً على جدران المقابر، وهي تشتمل على مناظر في الحقول والفلاحون بعضهم يمسك بالمناجل وآخرون يعزفون على الآلات، وتشارك مجموعات أخرى بالرقص.

ومن الأمثلة الأخرى أغاني جني العنب، وهو من أشهر مواسم الجني، حيث يدخل على العاملين به الكثير من البهجة والسرور، وقد نظمت كثير من الأغاني والأشعار في وصف جني محصول العنف وصناعته والاستمتاع به، ووجدت صور للرجال والنساء وهم يعصرون العنب وعلى مقربة منهم فتاتان تغنيان وترقصان، في جداريات تنتمي للدولة الحديثة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved