بعد اعتمدها بقائمة منظمة العالم الإسلامي.. تعرف على تاريخ قلعة شالي بسيوة

آخر تحديث: الجمعة 10 سبتمبر 2021 - 5:42 م بتوقيت القاهرة

أحمد سباق

بعد مرور 8 قرون من الصمود، كمعلم أثري شاهد على التاريخ في الواحة الأخيرة، اعتمدت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو مدينة شالي بسيوة، على قائمة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة.

سيوة القديمة

علي مساحة 3 كم تقع قرية سيوة القديمة أو قلعة شالي بالغة الأمازيغية والتي ينتمي إليها سكان الواحة، حيث تم بنائها في القرن الثاني عشر الميلادي، من مادة الكرشيف المحلية وهي عبارة عن "طين ممزوج بالملح وسن الزلط"وبشكل معماري مميز.

اتخذت الشكل الهرمي، والذي يتشابه مع طبيعة التلال الرملية في المنطقة الجنوبية الغربية للحدود المصرية مع ليبيا، حيث كانت بنايات الواحة القديمة ملاذ أمان من هجمات اللصوص والغزاة الذين كانوا يستهدفون المحاصيل الزراعية من التمور والغلال وأموال ونساء الأهالي.

مواجهة الغزاة

وكان المبيت ليلاً داخل بنايات قلعة شالي، والذي كان يصل عدد أدوار بعض بيوتها إلي سبعة طوابق، مختصراً فقط على كبار السن من الرجال والنساء والأطفال، أما الشباب فيظلون يحرصون اسوار القلعة لمواجهة هجمات الاعداء المحتملة من البربر وقطاع الطرق أو الحيوانات المفترسة في أي وقت.

حيث ظل أهالي واحة سيوة يسكنون فيها ويحتمون بها حتى عام 1820، ومع وصول قوات الجيش المصري حينذاك في عهد الوالي محمد علي، والذي فرض الأمن بالواحة جاء النزول النهائي والأخير لسكان "شالي" أو "سيوة في عام 1926.

المسجد العتيق

أما المسجد العتيق الذي يعد من المساجد الفريدة فى طرازها المعمارى على مستوى العالم وهو من أقدم مساجد الواحة، وتم بناؤه هو الأخر من مادة الكرشيف سنة 500 هجرية ويقع أعلى جبل إدرار والذى بنيت عليه أطلال مدينة شالي القديمة والتي تعني باللهجة السيوية المدينة.

ويتكون المسجد من مساحة مستطيلة مقسمة إلى ثلاث بلاطات موازية لجدار القبلة ومقسمة بواسطة 6 دعامات ضخمة برميلية الشكل حاملة لسقف المسجد، وهو مغطى ببراطيم خشبية من جذوع النخيل، له بابين أحدهما في الجهة الغربية، والآخر بالجهة الشرقية، وأضيفت مساحة للمسجد من الخارج لها باب يفتح على الجهة الشرقية بجوار الباب الآخر، على يمين هذه المساحة المضافة يوجد فيها السلم الصاعد للمئذنة، وهي مئذنة ضخمة كبيرة متشابهة مع مآذن المساجد في المغرب والأندلس، طراز الصوامع، حيث تتميز بأنها مكعبة القاعدة وتتصاعد على هيئة مربعة تضيق كلما ارتفعنا لأعلى.

مزار أثري

وتم إخضاع قلعة شالي والمسجد العتيق إلي قطاع الأثار الاسلامية بهيئة الأثار في عام 2008، حيث تقرر ترميمها واعتمادها كمزار أثري، وادخلها ضمن خطة ترميم الأثار والتي تعثرت منذ عام 2011، وتم العمل بالفعل في ترميمها العام الماضي بتمويل من الاتحاد الأوروبي.

ويقول عصام عبد الغني رئيس مركز ومدينة سيوة،أن من المنتظر أن تشهد الواحة طفرة سياحية كبيرة، بعد فتح قلعة شالي كمزار سياحي والترويج لها دولياً وخاصة بعد بدء العمل في ازدواج الطريق الرابط بين الواحة والطريق الدولي الساحلي المؤدي إلى مدينتي مرسى مطروح والعلمين الجديدة بمطارها الدولي، وهو سينعكس إيجابيا على سرعة وسهولة الوصول إلى الافواج السياحية.

كانت لجنة التراث التابعة لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة الإيسيسكو في اجتماعها الأخير بمدينة الرباط اعتمدت تسجيل المتحف المصري بالتحرير ومدينة شالي بواحة سيوة وقصر البارون بحي مصر الجديدة على قائمة منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة وذلك بعد قيام الحكومة المصرية بتقديم ملفات متكاملة تناولت الأبعاد الأثرية والفنية لهذه المواقع وكذلك عناصرها المعمارية.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved