في يوم الصحة النفسية.. أطباء يتحدثون لـ«الشروق» عن ممارسة الكتابة كعلاج فعال

آخر تحديث: الخميس 10 أكتوبر 2019 - 7:36 م بتوقيت القاهرة

علي دحروج

يلجأ الطب النفسي لاستخدام تقنيات مختلفة للعلاج، بحسب الحالة المرضية التي تختلف من مريض إلى آخر، والعلاج عن طريق «الكتابة»، هو أحد الأساليب التي تستخدم في العديد من مدارس الطب النفسي.

وتعد الكتابة واحدة من أهم الطرق التي يذهب إليها الأفراد، للهروب من حالات الضيق النفسي والاكتئاب، ولها دورها في الحفاظ على الصحة الذهنية، وقد أثبتت العديد من الأبحاث أن التعبير عبر الكتابة يعمل على تحسين الصحة الجسدية والنفسية وتخفيف التوتر العصبي وتعديل المزاج العام.

وفي السطور التالية تستعرض «الشروق» بعض آراء المتخصصين في الطب النفسي حول الكتابة ودورها في علاج بعض الحالات التي تعاني مرض نفسي.

البداية كانت عند الدكتور مصطفى السيد، أخصائي الطب النفسي والتأهيل بمستشفى العباسية للصحة النفسية، قائلًا إن للكتابة فوائد كثيرة وتأثير في العلاج النفسي على المستوى العام، فهي تساعد على النشاط الذهني، وتعزز من قدرة المريض وتحفز المناطق الأساسية في المخ التي تعاني من بعض الخلل وتقوم بمعالجتها.

وأضاف أن الكتابة تستخدم في التعريف بالمشكلة التي يعاني منها المريض وتسهل على الطبيب المعالج عملية التشخيص، كما تساهم في العلاج عن طريق تسهيل عملية تعبير المريض عما يكن في صدره وما يجول في رأسه من خواطر وأحاسيس، ومساعدته على تخطي أغلب الأزمات النفسية، بمواجهة ذكرى الأحداث الأليمة التي مر بها، وتسجيل ردود فعله من خوف وتوتر وغيرها، مشيرًا إلى أنه مع تكرار عملية الكتابة تقل هذه الأعراض تدريجيًا ليشعر بعدها بأن الأزمة التي مر بها ليس لها نفس التأثير الذي كان يشعر به من ذى قبل.

ومن جانبه قال الدكتور أحمد صلاح الدين، إخصائي الطب النفسي بمستشفى العباسية للصحة النفسية، إن الكتابة والقراءة مرتبطين ببعض بشكل متساو، فنحن نستخدم القراءة اولاً لكي يطلع المريض على الكتب التي تعرفه بنوع المرض الذي يعاني منه، وكيفية علاجه، ومعرفة الحالات المماثلة التي تم شفائها.

وثانيًا نستخدم الكتابة كأداة لمعرفة ما يشعر به المريض وفي بعض الأحيان للتنفيث عن غضبة، كما تستخدم في نوع علاج يسمي «العلاج المعرفي»، وفيه يقوم المريض عند الانتهاء من الجلسة العلاجية بكتابة كل ما حدث بداخلها من تفاصيل ومشاعر ونقل رؤيته الشخصية.

وأضاف: "قمنا بتجربة منذ أكثر من عامين بداخل مستشفى العباسية، بعمل ورش كتابية للمرضى لكتابة قصص واقعية، لما مروا به من مشاكل نفسية وكيفية دخولهم إلى المستشفى وكيف كانت رحلة علاجهم، أو بالكتابة عن قصص مرضى آخرين يعتبرونهم قدوة لهم في التغلب على المرض النفسي".

وتابع:" كذلك نقوم بعمل مسرحية قصيرة، ويكون المرضى هم الممثلين، ونستوحي فكرة المسرحية من القصص التي تم كتابتها من قبل المرضى لكي يعبروا عن رؤيتهم للحياة، ويسمى هذا النوع من العلاج بـ«السيكو دراما». مؤكدًا أن الفكرة حققت نجاحًا كبيرا في علاج الكثير من الحالات النفسية داخل مستشفى العباسية.

وأوضح أحمد صلاح الدين، أنه يتعين على الطبيب النفسي أن يكون على قدر عالي من الاطلاع والثقافة، لقراءة ومعرفة ما يريد المريض التحدث عنه ومعرفة ما يشعر به، حتى يتمكن من العيش داخل عالم المريض.

وبدوره تحدث دكتور فادي صفوت، عضو إدارة التدريب بمستشفي العباسية العام، قائلاً: نستخدم الكتابة لكي يعبر المريض عن الصراع الذي يشعر به بداخله، وطريقة نظرته للعالم، وتساعدنا في معرفة طريقة تفكيره، وكيفية التعامل معه، ولتعزيز التواصل بين الدكتور والمريض.

كما أشار إلى أن بعض مدارس الطب النفسي تستخدم الكتابة في تعريف المريض بنفسه، عن طريق مطالبتهم بكتابة بعض القصص والنصوص والمذكرات والمشاعر وتدوين ماحدث معهم خلال اليوم.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved