مسلسل 60 دقيقة.. خطورة تجاهل الأمراض النفسية والاضطرابات الشخصية على من حولنا

آخر تحديث: الأحد 10 أكتوبر 2021 - 3:33 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

عُرض خلال الأيام الماضية مسلسل "60 دقيقة"، من تأليف محمد هشام عبية، وإخراج مريم أحمدي، ومن خلال قصة العمل يطرح صُناعه شبكة مترابطة من العلاقات تسلط الضوء على مجموعة من الأمراض النفسية والعقلية وتأثيراتها على الآخرين من خلال الشخصية الرئيسية وهو الدكتور أدهم الطبيب النفسي، والعمل من بطولة ياسمين رئيس ومحمود نصر وسوسن بدر وشيرين رضا.

وقبل الدخول في تفاصيل الأمراض التي ارتبطت بسياق الأحداث في المسلسل، هناك بعض التوضيحات المهمة المرتبطة بأحداث العمل، أولهم ماهية الطب النفسي، وهو كما يقول دكتور عادل صادق في كتابه "حكايات نفسية" إنه فرع من فروع الطب، أمراض لها أسبابها وأعراضها وأساليب علاجها، والمؤلم أن مفهوم الطب النفسي لايزال مشوشا عند الغالبية ويكاد يكون معدوماً عند العامة، والمظلوم في هذه الحالة هو المريض والمنتصر هو المرض.

وفروع الطب النفسي هي أمراض نفسية، وتشمل: "القلق النفسي، والهستيريا، والوسواس القهي، والاكتئاب التفاعلي، والمخاوف، والأمراض العقلية"، وتُعرف بالذهان، وفيها يفقد المريض قدرته على إدراك أنه لديه مرض عقلي، وتشمل: "الفصام –الشيزوفرينيا- والاكتئاب الذهاني والهوس أو المرح الحاد واكتئاب سن اليأس وإضطرابات الشخصية مثل السيكوباتية والهستيرية والقهرية والإنطوائية".

- البطل .. عدم التعاطف مع الآخرين

الشخصية الرئيسية في الحدث هو الدكتور أدهم نور الدين طبيب نفسي ناجح ومشهور وأستاذ جامعي، متزوج ولديه ابن، يبدو أنه شخص مثالي كما يصوره جميع من حوله، ولكن مع استكشاف الأحداث وتتابعها نكتشف أنه انسان مصاب باضطراب في شخصيته منذ الصغر ولم يُعلاج بالطريقة الصحيحة، بسبب رفض والدته، مما أدى إلى تطور حالته ووصولها لدرجة مؤذية لمن حوله.

ويستغل الطبيب مهنته في اصطياد المرضى التي تتناسب حالتهم وظروفهم مع مخططاته ويقيم معهن علاقات جنسية دون رضاءهم بعنف شديد، أو يتحرش بهن، ونكتشف في الحلقة قبل الأخيرة أن تم تشخيصه باضطراب السلوك.

واضطراب السلوك / التصرف هو مجموعة من المشكلات السلوكية والعاطفية التي تبدأ عادةً في أثناء الطفولة أو المراهقة، يواجه المصابون بهذا الاضطراب صعوبة في اتباع القواعد والتصرف بطريقة مقبولة اجتماعيً، قد يظهرون سلوكيات عدوانية ومدمرة ومخادعة يمكن أن تنتهك حقوق الآخرين دون أدنى شعور بالتعاطف معهم، وفق الدكتور تيموثي ج.ليج، المتخصص في علم النفس الإكلينكي، موقع هيلث لاين.

- ما هي أعراض اضطراب السلوك؟

غالبًا ما يكون من الصعب السيطرة على الأطفال المصابين به، غير راغبين في اتباع القواعد، ويتصرفون باندفاع دون النظر إلى العواقب، كما أنهم لا يأخذون مشاعر الآخرين في الاعتبار، يتسم سلوكهم بالخداع والعدوانية ومحاولة هدم نفس الآخر وانتهاك القواعد، وقد يشمل سلوكهم العدواني تخويف الآخرين والتنمر عليهم والإيذاء الجسدي للأشخاص أو الحيوانات، أو الاغتصاب، وقد ركز المسلسل على هذه الأعراض جميعها وحاول تضمينها في مشاهد مرتبطة بشخصية أدهم للكشف عن سمات المرض للجمهور.

- الفصام.. اتهام الآخرين بالجنون

أحد القصص الرئيسية في المسلسل والمرتبطة بعيادة الطبيب النفسي، هي قصة سارة امرأة تعاني من برود العلاقة العاطفية بينها وبين زوجها وفقدانها الشعور بالحب معه خاصة بعد الولادة وأعراض اكتئاب ما بعد الولادة، ذهبت إلى أدهم لتحاول إنقاذ حياتها، ولكنها تعرضت للاعتداء الجنسي، مما دفعها لمحاولة الإنتحار ولكنها ظلت على قيد الحياة، تركها زوجها وأخذ الطفل وقرر حرمانها منه، حاولت ياسمين استعادة حقها قانونياً ولكن أدهم كسب المعركة واتهمها أنها مريضة فصام، ونتيجة لما واجهته من صعوبات قتلت نفسها في نهاية الأحداث.

والفصام أو الشيزوفرينيا، هو أحد الأمراض العقلية، اضطراب دماغي مزمن، عندما يكون الفصام نشطًا، يمكن أن تشمل الأعراض الأوهام والهلوسة والكلام غير المنظم وصعوبة التفكير وقلة الحافز، عندما يكون المرض نشطًا، يمكن وصفه بنوبات لا يستطيع فيها الشخص التمييز بين التجارب الحقيقية وغير الواقعية، يمكن أن تختلف شدة الأعراض ومدتها وتكرارها.

هذه الأمراض بالظبط حاول أدهم إقناع من حوله أن مريضته تعاني منها وهو ما جعله قادر على التخلص من اتهامها بسهولة وكسب تعاطف الآخرين معه، وساعده في ذلك مرور فترة زمنية على واقعة الإعتداء وبالتالي لم يستطع الطب الشرعي إثبات حدوثه.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved