بلبس الأزهر صباحا وثوب النقاشة مساء.. رحلة كفاح لشاب من الأقصر بدأها في عمر الـ17

آخر تحديث: الأربعاء 10 نوفمبر 2021 - 2:25 م بتوقيت القاهرة

محمد راشد

ضرب معلم أزهري بمحافظة الأقصر، مثالًا جادًا في تحدي الشباب للصعوبات التي تقابلهم، عندما أصر على الاستمرار في القيام بمهنة إضافية على وظيفته الحكومية، بعد رحلة كفاح بدأها منذ أن بلغ 17 ربيعًا.

بعد أن ينتهي أحمد عبدالفتاح -28 عامًا- من يومه الدراسي، يتوجه إلى منزله ليمكث فيه لدقائق؛ يقوم خلالها بتبديل زي العمل الأزهري بثوب النقاشة، ليمارس عملًا إضافيًا يعد له مصدر معيشة مساعد في محاولاته نحو توفير حياة كريمة لأسرته، ويكفيه عن الحاجة للآخرين، حتى والده الذي يتمتع باستقرار مادي -حسب وصفه- على الرغم من عرضه عليه عدة مرات مساعدته في الشئون الاقتصادية التي يحتاجها منزله.

وقال عبدالفتاح إنه يعمل مدرسًا لمادة القرآن الكريم بمعهد الشيخ الطاهر الحامدي الإعدادي الثانوي بقرية أرمنت الحيط التابعة لمركز أرمنت جنوب غرب مدينة الأقصر، يواظب قدر الإمكان على الحفاظ على روتينه اليومي، وهو تدريس مادته في الوقت المخصص له من الساعة 8 صباحًا حتى 2 ظهرًا، ثم يعود إلى منزله لتناول وجبة الغداء وتغيير ملابسه في وقت لا يتعدى نصف ساعة، ليخرج بعدها إلى عمله الإضافي المتمثل في مهنة "النقاشة"، حتى يعود إلى منزله مرة أخرى في تمام الساعة 11 مساء.

وأوضح، لـ"الشروق"، أنه استطاع تعلم أساسيات مهنة النقاشة في الـ17 من عمره حين كان طالبًا بالصف الثاني الثانوي الأزهري؛ حيث كان يستغل إجازته الدراسية في الالتحاق بعمل يشرف عليه نقاش يكبره سنًا من معارف والده بالقرية، وبدأ في أثناء فترة دراسته بالكلية أن يحترف المهنة ويعمل منفردًا وأصبح يجذب عملاء ينجز لهم متطلباتهم دون وساطة من أي شخص يعمل في نفس مجال مهنته.

وأضاف أنه بعد ذلك ذاع صيته في بلدته، فاحترف المهنة وأصبح يتلقى أعمالًا بمفرده دون وساطة أو عمل تحت راية أحد، موفقًا في الوقت ذاته ما بين وظيفته كمدرس لمادة القرآن الكريم، وبين مهنته، وبين المواظبة على مراجعة حفظه للقرآن الكريم والتآنس مع أفراد أسرته.

وتابع: "بعد انتهائي من عملي في المعهد، أتوجه إلى المنزل، ثم أرتدى الملابس وأتوجه إلى موقع العمل الثاني وأستمر فيه حتى الليل، ويتم الاتفاق مع العميل على خصم أجرة ساعتي إذا بدأ العمل من 10 صباحًا في أيام الإجازة من العمل الأزهري".

وأشار إلى أن استمراره في مهنته الإضافية جعله مستقر ماديًا إلى حد ما، ولا يطلب أي مساعدة من والده، أو حتى زوجته على الرغم من كونها موظفة معه بنفس المعهد الذي يعمل به، فهو يقوم بالتكفل بكل مصروفات منزله من إيجاره إلى المأكل والمشرب والملبس.

واختتم قائلا إن حفظه هو وزوجته للقرآن الكريم كان له عظيم الأثر في اتقانهما لعملهما، وأيضًا مهنته كنقاش فجعله القرآن متقننًا للألفاظ التي يستخدمها في تعاملاته مع العملاء، ومن ثم انتشار سمعة طيبة عن معاملته ومن هنا ذاع صيته.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved