مى التلمسانى: «بيت التلمسانى» هدفه مساعدة الكاتب على العزلة والتفرغ

آخر تحديث: السبت 11 يناير 2020 - 8:39 م بتوقيت القاهرة

شيماء شناوى

احتياج ملموس بين الكاتبات والكُتاب فى مصر، لمكان يصلح للتفرغ للكتابة بعيدا عن ضوضاء المدن ومسئوليات الأسرة الضاغطة، كان وراء إعلان الكاتبة مى التلمسانى لتأسيس «بيت التلمسانى»، ليصبح أحد بيوت الأدباء المُعد لاستقبال ولإقامة المعنيين بالكتابة الإبداعية والنقدية والترجمة فيما يشبه ورش العمل أو الندوات، بهدف التفرغ للكتابة، والمقرر افتتاحه فى منتصف شهر مارس المقبل 2020.
فى السطور تتحدث مى التلمسانى لـ«لشروق» حول تفاصيل تأسيس «بيت التلمسانى»، وشروط ومدة الإقامة به وأبرز ما يحصل عليه المتقدم للمنحة وغيرها الكثير فى الحوار التالى:
< بداية حدثينا عن فكرة تأسيس معتكف للكتابة بمصر وهو الأمر الجديد على ثقافة مجتمعنا؟
ــ بيوت الأدباء (رايترز رزيدنسى) مطبقة فى أوروبا وأمريكا منذ عقود من خلال مؤسسات ترعى الآداب والفنون، بعضها مدعوم من الدولة والبعض الآخر تدعمه مؤسسات المجتمع المدنى. لكننا فى مصر أو بعالمنا العربى لا نوفر أماكن للتفرغ للكتابة لذلك فهى مبادرة جديدة على الكثيرين وأتمنى لها الاستمرار والنجاح على المستوى المحلى أولا، والعربى والدولى فى المستقبل.
< وكيف تم تحويل الأمر من الفكرة إلى مشروع ومبادرة حقيقية على أرض الواقع؟
ــ منذ نحو عامين اشتريت بيتا ريفيا على طريق مصر الإسكندرية الصحراوى وشرعت فى تجهيزه لاستقبال مكتبة أبى بالكامل ومكتبتى أنا وزوجى فضلا عن مكتبة الكاتب الكبير والصديق إدوار الخراط. فى البداية طرأت فكرة تحويل هذا البيت لمكان للزيارة بشكل دورى، يستقبل المعنيين بالكتابة الإبداعية والنقدية والترجمة فيما يشبه ورش العمل أو الندوات، ثم تطورت الفكرة ليصبح البيت بغرفه الثلاث مكانا للإقامة من أسبوع لثلاثة أسابيع بهدف التفرغ للكتابة. وكذلك نظرا لبعد البيت عن مصادر التشتيت وانعزاله عن المدن الكبرى، فقد رأيت أنه كمكان يصلح لفكرة التفرغ.
< وهل الكتابة برأيك تصبح أفضل وأكثر إبداعًا إذا توفر للكاتب معتكف كتابى؟
ــ لا أعتقد أن الكل بلا استثناء فى حاجة للتفرغ، لكن فى حال كانت الكاتبة أو الكاتب مثلى ممن يفضلون العزلة خاصة فى المراحل الأولى والأخيرة من عملية الإبداع سواء فى الرواية والشعر والمسرح والسينما أو فى مجالات الترجمة أو البحث الأكاديمى المرتبط بالأدب أو السينما، فسيكون بيت التلمسانى مكانا ملائما لسد هذا الاحتياج.
< هل هناك جهات أو مؤسسات تدعم المشروع؟
ــ جارٍ حاليا الاتصال بعدد من المؤسسات المصرية لعرض المشروع والاتفاق على شروط إدارة البيت. فضلا عن أننا نتواصل مع نخبة من الأصدقاء فى الحقل الثقافى لتكوين ما يشبه «أصدقاء بيت التلمسانى» والتى ستقوم بتحديد شروط الإقامة بالبيت وكيفية إدارته. وأتوقع أن نبدأ فى استقبال الكاتبات والكتاب فى منتصف مارس المقبل. وستحدد المؤسسات التى ستدير عملية إقامة الكتاب فى بيت التلمسانى تكاليف الإقامة، حيث يعتمد تمويل المشروع على تلك المؤسسات التى يتيح لها بيت التلمسانى فرصة توسيع دائرة نشاطها ليشمل الإقامة والتفرغ للكاتبات والكتاب العرب وغير العرب.
< ما هو أبرز ما يحصل عليه المتقدم للمنحة؟
ــ أهم ما يمنحه بيت التلمسانى للكاتبات والكتاب، هو المكان فى ذاته، حيث يقع على بعد نحو ساعة ونصف من قلب القاهرة ويحقق مبدأ العزلة والتفرغ، وهو مكان ريفى محاط بعشرات الأفدنة يتمتع بالهدوء التام ووسائل الراحة البسيطة مع إمكانيات التواصل عبر الانترنت. معظم الحوائط فى الداخل مبطنة بالمكتبات وهى أيضا من أهم ملامح البيت ككل وغرف الإقامة أيضا. كما يوفر البيت وسيلة تنقل من وسط القاهرة للبيت ذهابا وعودة أيام الجمعة من كل أسبوع، ويتكفل بتنظيم الوجبات بما يسمح للكتاب بالتفرغ الكامل للإبداع ومن المقترح أيضا تنظيم ندوات دورية تسمح بلقاء الكتاب المقيمين بالجمهور أيام الجمعة فقط.
< ما هى شروط ومدة الإقامة فى «بيت التلمسانى»؟
ــ هناك عدة شروط بالطبع أهمها التقدم لمؤسسة من المؤسسات الصديقة بمشروع للكتابة فى حدود صفحتين فى واحد من تلك المجالات: الرواية، القصة، الشعر، المسرح، السيناريو، الترجمة الأدبية، النقد الأدبى، مع تحديد المرحلة التى وصل إليها العمل، واحتياجات الإقامة زمنيا بحد أدنى أسبوع وبحد أقصى ثلاثة أسابيع. يجب أيضا أن يكون المتقدم قد سبق له النشر وأن يرفق قائمة بالمطبوعات التى صدرت له، لا يشترط أن يكون المتقدم فى سن معين ولكن يشترط عدم اصطحاب الزوج أو الأطفال، كما يراعى عدم السماح بزيارة البيت لغير المقيمين فيه. فضلًا عن احترام مبدأ العزلة.
< ما توقعك لنجاح المبادرة بخاصة أنها جديدة ونفتقد لمثيلها فى الوطن العربى؟
ــ أتوقع أن تنجح المبادرة لو توفرت لها شروط النجاح من حيث الإدارة. وقد قررت أن أترك إدارة طلبات الإقامة لمؤسسات مصرية تعمل فى الحقل الثقافى على أن أتفرغ أنا لاستقبال الضيوف والإشراف على المكان فى الفترة من يناير ليونيو من كل عام، على غرار الكثير من بيوت الكتاب فى أوروبا والتى تغلق أبوابها عدة أشهر فى السنة للصيانة أو لأسباب تتعلق بتجهيزات المكان (مثلا صعوبة توفير الإقامة فى أشهر الصيف القائظ). الهدف الأخير من تلك المبادرة هو دعم الإبداع فى مجال الكتابة والنقد والترجمة، وأيضا خلق مناخ ملائم للقاء الكتاب بشكل ممتد ويومى وفى سياق يشجع على التأمل وتبادل الخبرات والتواصل ويحقق مبدأ الصداقة الأدبية الذى نفتقد إليه فى كثير من الأحيان فى عالمنا المعاصر.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved