لم يكن للمرأة سيرة.. «مهودي» بداية ظهور الرواية النسوية في جنوب إفريقيا

آخر تحديث: الإثنين 11 يناير 2021 - 12:58 م بتوقيت القاهرة

الشيماء أحمد فاروق

بدأ تسجيل تاريخ المرأة في جنوب أفريقيا منذ عشرينيات القرن الماضي، فظهرت أولى الروايات لجنوب أفريقيا باللغة الإنجليزية عام 1920، ونشرت بعد عقد من الزمن، من قبل سولومن بلاتيجي، المولود عام 1876، وهو أحد المؤسسين للحزب الحاكم الحالي هناك، وسياسي ومؤلف أيضاً كتاب "الحياة الأصلية في جنوب أفريقيا".

 

وكان تأثير الرواية ضئيل على المشهد الأدبي للبلاد في ذلك الوقت، ولكن على مدار القرن الماضي حظيت باهتمام كبير من المتخصصين وعلماء الأدب، بحسب موقع "ذا كونفيرزيشن".

 

وتقول جيني بوزينا دو بريز باحثة في جامعة نيلسون مانديلا، إن أحد الجوانب البارزة في الرواية تتمثل في أنها تركز على المرأة، فهي بطلة الرواية، والتي أطلق عليها الكاتب "مهودي" وحمل العمل اسمها، وقد نظر للرواية من منظور نسوي فيما بعد، وتم وصفها بأنها سابقة لعصرها، لتصويرها المرأة في عصر كانت فيه قليلة الحقوق، ولم يكن للمرأة السوداء أي حقوق تقريبًا.

 

والتعريف العام للنسوية يشير إلى أنها الاعتقاد بأن المرأة لا تعامل على قدم المساواة–لا لأي سبب سوى كونها إمرأة- في المجتمع الذي ينظم شؤونه، ويحدد أولوياته حسب رؤية الرجل واهتماماته في ظل نظام أبوي، ويشير مصطلح الأبوي إلى علاقات القوة التي تخضع في إطارها مصالح المرأة لمصالح الرجل، وتتخذ هذه العلاقات صوراً متعددة يقوم أساسها على الجنس والفروق الجنسية البيولوجية، وفق لكتاب "النسوية وما بعد النسوية" لسارة جامبل.

 

وتقع أحداث الرواية على خلفية روايات خيالية لأحداث تاريخية فعلية، مثل مذبحة الملك مزيليكازي للشعب في عام 1832، مزيليكازي كان ملك أحد مناطق جنوب أفريقيا حالياً، ومهودي، شابة تنجو بحياتها من المذبحة، لكنها تعتقد أنها الوحيدة التي بقيت على قيد الحياة من بين أفراد شعبها ولكنها تلتقي بشاب وتتزوجه وتتبع القصة الزوجين في العديد من المغامرات المحفوفة بالمخاطر، وتكون مع زوجها معسكراً لمجابهة مزيليكازي بالتعاون مع نساء أخريات.

 

كما تحمل القصة تفاصيل خيالية، ولكنها لتبرز شجاعة البطلة وقوتها، ومنها أن مهودي تخرج لجمع التوت مع عدد من الفتيات الأخريات وتواجه أسدًا وجهاً لوجه يهربن الفتيات في البداية لكن عندما يرون شجاعة مهودي يركضن للخلف وهذا النوع من التضامن فسر فيما بعد أنه إحساس عميق الالتزام والتعاون، وهو النوع الذي يربط بين الحركات السياسية الناجحة.

 

وتقول جيني إن الرواية قدمت نماذج للتضامن عبر الحدود العرقية والإثنية والجنسانية، فإن التضامن المجتمعي الذي تشكله النساء فيها هو الذي يسمح بوجود تضامن فردي وتضامن عابر للحدود، في حبكة درامية متماسكة.

 

وأضافت أنه يمكن فهم البطولة الفردية لمهودي في قصص المقاومة بصورة أكثر اتساعاً إذا رأينا الأسد كرمز للإمبريالية البريطانية وغيرها من الدول المستعمرة في هذه الحقب الزمنية.

 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved