المصل واللقاح.. الوقاية فى أيام الخريف
آخر تحديث: السبت 11 فبراير 2017 - 9:53 ص بتوقيت القاهرة
مع التقدم فى العمر ينحسر بعض من آليات المقدرة على ردع هجوم الميكروبات المسببة للمرض وتنحسر قدرات الجهاز المناعى الأمر الذى يجعله صيدا سهلا لأنواع العدوى الشائعة.
يعود الإنسان إلى خطوط المناعة الخلفية ليراجع حسابات رصيده والذى بلاشك يعتمد على ما ادخره من طاقات من المفترض أن يحصد فوائدها المركبة الآن. مهما اختلف حجم الرصيد فإنه بلاشك فى حاجة إلى ما يدعمه أملا فى أن تمتد أيام الخريف مليئة بالصحة وأن يغيب عنها تماما ظل شتاء قاسى.
على الرغم من أن معظم اللقاحات الشائعة يتناولها الإنسان فى العقدين الأولين من حياته فإن هناك مؤشرات علمية تدعو إلى أن تتم مراجعات تؤيد أن توصى الهيئات المعنية بأمور الشأن الصحى الدولى بضرورة أن يتناول الإنسان تلك التطعيمات مع التقدم فى العمر حماية للإنسان نفسه ومجتمعه المحيط به وتحرزا لتفشى الأمراض.
هناك بلاشك جداول تلتزم بها الهيئات الصحية فى كل بلاد العالم لتحصين الأطفال وفقا لأعمارهم ،لكن هذا بلاشك يتوقف على فاعلية النظام ذاته والتزامه بسياسة صحية واضحة المعالم.
إذا افترضنا أننا قد حصلنا على التطعيمات اللازمة فى طفولتنا فهناك أيضا بعض المتغيرات التى يجب أن ننتبه إليها مثل ظهور أنواع جديدة من اللقاحات التى لم تكن قد توافرت من قبل مثل لقاح فيروس الورم الحليمى (Human Papilloma Virus) الذى يوصى به الآن لكل الفتيات قبل الزواج. أيضا لقاح الهربس العصبى الذى يلقب بالحزام النارى نتيجة للآلام المبرحة التى يتعرض لها من تصيبه عدواه خاصة كبار السن.
هناك أيضا لقاحات يجب التأكد من تلقيها قبل السفر لمناطق معينة تنتشر فيها أمراض معروفة وتتوطن.
لذا فالتحصين ضد الأمراض باستخدام اللقاحات المختلفة لم يعد أمرا مقصورا على الأطفال وحدهم بل دخل كبار السن أيضا الدائرة.
أى اللقاحات يوصى بها لمن تجاوزوا الخسمين؟
(١) لقاح الإنفلونزا
يعطى فى جرعة واحدة فى الخريف أو الشتاء سنويا.
لا ينبغى إعطائؤ لمن يعانون من حساسية ما: حساسية للقاح ذاته أو للبيض أو أى إنسان أصابته سابقا متلازمة جيلان بارى (أعراض تنفسية خطيرة تسبب شللا فى الحجاب الحاجز) ولا يعطى أبدا عن طريق رذاذ الأنف لمن تجاوزوا الخمسين.
(٢) لقاح الالتهاب الرئوى Pneumacocci
لا يعطى لمن لديهم حساسية أو المدخنين لكنه يتناول فى جرعة أو جرعتين لمن تخطوا الخامسة والستين خاصة المصابين بأمراض مزمنة كالسكر أو أحد أمراض المناعة أو قصور عمل الطحال لأى سبب.
(٣) التيتانوس، الدفتريا، السعال الديكى Tetanus، diphtyeria، pertussis
ــ يعطى فى ٣ جراعات خلال سنة.
ــ يعطى للذين تقل أعمارهم عن ٦٥ سنة ولم يتلقوا الطعم فى طفولتهم فى سلسلة من ثلاث جرعات وجرعة تقوية بعد عشر سنوات.
ــ أما الذين تناولوا الطعم فى طفولتهم فيكتفى بجرعة تقوية كل عشر سنوات.
(٤) الجديرى المائى Vari Cella
ــ يعطى فى جرعتين يفصل بينهما ٤ ــ ٨ أسابيع.
ــ يتناوله كل من لم يتعرض للإصابة به ولم يتم تطعيمه.
ــ لا ينبغى تطعيم الحوامل أو من لديه ضعف فى جهاز المناعة (مريض أو لديه أحد أمراض المناعة) أو لديه حساسية.
(٥) الالتهاب الكبدى الوبائى Hepatitis A
ــ يعطى فى جرعتين بينهما ستة أشهر.
ــ يتناوله كل من يرغب فى التحصن من المرض، كل مريض بمرض مزمن فى الكبد ومنهم مرضى تجلط الدم، والعاملون فى قطاع إنتاج الغذاء، والمسافرون لأماكن قد يضطرون فيها لتناول الطعام فى أماكن مفتوحة.
ــ يراعى وجود أى حساسية للقاح.
(٦) الالتهاب الكبدى الوبائى Hepatitis B
ــ يتناول فى ٣ جرعات، ٤ أسابيع بين الأولى والثانية، ٨ أسابيع بين الثانية والثالثة.
ــ يتناوله كل من يرغب فى التحصين من المرض، من يعانى مرضا مزمنا فى الكبد، عدوى الإيدز أو مرض نقص المناعة، مرضى الفشل الكلوى، من يعملون فى مجالات قد تعرضهم لخطر العدوى مثل الجراحين والممرضات.
ــ يراعى وجود أى حساسية للقاح.
(٧) لقاح المكورات السبحية Meningiococcal
ــ يعطى فى جرعة واحدة.
ــ يجب أن يتناوله المسافرون لمناطق ينتشر بها التهاب السحايا، أيضا يجب أن يتناوله من يعملون فى مجالات تعرضهم للعدوى.
ــ يجب دائما التأكد من خلو من يتناوله من أعراض الحساسية للقاح.
(٨) لقاح هربس زوستر Shingles، Zoster
ــ إذا ما أصيب الإنسان فى طفولته بالجديرى المائى (فيروس الفارسيلا) فإن الفيروس يلزم الأعصاب ولا يغادرها إلى أن يتعرض الإنسان فيما بعد لعدوى (Varicella Zoster Virus) وكانت مناعته منخفضة فإن الإنسان يتعرض لنوبات قاسية من الألم يصاحبها ظهور بثرات مؤلمة تحدد مسار بعض الأعصاب فيما يطلق عليها الجزام النارى.
ــ تناول اللقاح يقى من تجاوزوا الستين من أعمارهم تلك الآلام التى قد لا يحتملون وقعها.
ــ يعطى لمرة واحدة ولا يتناوله من لديهم حساسية أو يعانون أمراض المناعة.
استخدام الأمصال واللقاحات لوقاية الإنسان من خطر الأمراض أمر واجب ليس فى مرحلة الطفولة فقط إنما هو أيضا لازم للكبار خاصة من تعدوا سن الشباب والذين تنحسر قوى المناعة لديهم بتقدم العمر بصورة طبيعية.
< المصل واللقاح
المصل: Antiserum
هو سائل من الدم يحتوى على أجسام مضادة Antibodis يتم صنعها فى المعامل وتعطى للإنسان كوسيلة للتحصين ضد الأمراض المختلفة. حقنها فى الإنسان يماثل الوجبة الجاهزة التى يأكلها الإنسان دون أن يشارك فى إعدادها أو يتدخل فى صنعها.
الأجسام المضادة تحضر بحقن الحيوانات بالميكروب فى المعمل الأمر الذى يقابله تكوين أجسام مضادة فى الدم تفصل عن مكوناته وتمر بمراحل متعددة حتى تصبح صالحة للحقن فى الإنسان.
اللقاح: Vaccin
هو مستحضر بيولوجى يستخدم فى تحضيره إما الميكروب نفسه أو بعض من مادته الجينية أو سمومه. يحقن فى الإنسان لتنشأ عنه تفاعلات مناعية مهمة قد تعالجه أو تطور من أساليب مناعته لمقاومة المرض وقد تصيبه ببعض أعراض المرض المخففة مثل الصداع وارتفاع درجة الحرارة.
تحضر اللقاحات إما من الميكروب نفسه بعد القضاء عليه (لقاحات شلل الأطفال، التهاب الكبد الوبائى A، الإنفلونزا، الكوليرا، الطاعون) أو يحضر اللقاح أيضا من الميكروب بعد إضعافه (الحمى الصفراء، الحصبة الألمانية، الغدة النكفية، الدرن) أو يحضر باستخدام سموم الميكروب كلقاح الدفتيريا.