في ذكرى مئويته.. الملك فاروق كما عرفه مستشاره الصحفي

آخر تحديث: الثلاثاء 11 فبراير 2020 - 2:32 م بتوقيت القاهرة

محمد حسين:

تمر اليوم - 11 فبراير، ذكرى ميلاد ملك مصر السابق فاروق الأول، والذي ولد بالقاهرة في فبراير 1920، وأطاحت به ثورة يوليو 1952 ليسدل ستار الحقبة الملكية وتبدأ مصر عهدها الجمهوري.

ومع ذكرى ميلاده المئوية، نستعرض سطورا من كتاب "10 سنوات مع فاروق"، والذي كتبه كريم ثابت مستشار الصحفي للملك لـ10 سنوات بداية من 1942 وحتى رحيله في يوليو 1952:

- لم يحزن على وفاة رئيس ديوانه!

وفي وفاة أحمد حسنين باشا رئيس ديوانه يقول ثابت: لاحظت أنه لا يتحسر على رائده ولا يذكره بعبارة واحدة تنم على حزنه، وبينما كنت أتوقع أن أسمع منه كلمة في رثائه، قال: "تركنا واحنا في عز الشغل"، وبعد قليل أنعم عل اسمه بالوشاح، وفسر الناس هذا التكريم لرئيس ديوانه بعد وفاته تحية لإخلاصه وتقديراً لخدماته، أما هو فقال: "لكي يتمكنوا من تشييع جنازته عسكرياً"، وخيل إليّ أن الملك يكرم ذكرى رائده ورئيس ديوانه لكي يثني الناس على وفاته، أما فاروق الرجل فلم يذرف عليه دمعة واحدة.

- رفض طلب تشرشل بالاستشفاء في أسوان!

يرى كريم ثابت أن حياة الملك فاروق، كان يملؤها الكثير من التناقضات في مواقفه، فموقفه من الإنجليز الذي توتر بعد حصار قصره في فبراير، لإجباره على تكليف مصطفى النحاس باشا بتشكيل الحكومة، سرعان ما تبدل حيث أعرب للإنجليز عن نسيانه لحادث فبراير، وأن مصر مستعدة للتعاون مع بريطانيا.

ولكن مع بدايات عام 1951، وبينما كان تشرشل على رأس المعارضة البريطانية، قرر أن يقضي فترة نقاهته في أسوان، بعيدا عن ضوضاء السياسة ليتمتع بدفء الشمس وتصوير منلاظرها الخلابة.

وأرسلت السفارة المصرية في لندن إلى القاهرة، تقول إن تشرشل يود أن يعرف رأي السلطات المصرية في هذا الموضوع، أي قدومه إلى مصر واستشفائه في أسوان، وكان لا بد من إبلاغ الملك، عن طريق النحاس باشا بالطلب، ولم يخطر للنحاس أو أي أحد من رجال القصر، أن الملك سيرفض، ولكن إذا بالملك فاروق يفاجئهم بأنه لا يريد لتشرشل المجيء لمصر، لتخطر الحكومة المصرية السفارة المصرية بإنجلترا بأن هناك مباحثات دائرة بين مصر وبريطانيا بشأن إلغاء معاهدة 1936، وقد يؤثر ذلك على تأمين السيد تشرشل في زيارته.

ولكن أدرك حينها تشرشل، أن فاروق ما زال يضمر عداوة له، وأنه غير مرغوب به في مصر!

- فاروق والدستور الموازي!

يتحدث كريم ثابت عن بداية تسلمه عمله، كمستشار صحفي بالقصر الملكي، بأنه اكتشف أن العلاقة بين الحكومة والقصر تقوم على دستورين: أحدهما الدستور المكتوب، والذي يقسم السلطات، ويوضح الحقوق والواجبات، والآخر هو الدستور المكتوم- على حد وصف ثابت- وهو العرف الذي أجراه فاروق داخل القصر، وأصبح بمرور الوقت له قوة القانون أو قوة أكبر من القانون في أحيان كثيرة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved