حكايات مصرية (29).. شماتة الخونة في هزيمة عرابي

آخر تحديث: الثلاثاء 11 مايو 2021 - 10:56 ص بتوقيت القاهرة

إعداد- عبدالله قدري:

عندما هزم أحمد عرابي في معركة التل الكبير شمت "المتملقون والمخدوعون وضعاف النفوس"، وأقاموا الأفراح والليالي الملاح احتفالًا بغزو مصر وفرحا بقتل أخلص ابنائها ونفي وتشريد الذين دافعوا عن كرامتها، حسبما يقول الكاتب الصحفي صلاح عيسى في كتابه "هوامش المقريزي" الذي تنشر «الشروق» أجزاءً منه.

وحسب عيسى، كان الخديو توفيق في ذلك الوقت بالإسكندرية، يعيش في حماية جيش الاحتلال، ولما وصله النبأ، وجاء إليه الذوات والأجانب يهنئون بالفوز والنصر، وصدحت الموسيقى بالأنغام، ورفعت العساكر الإنجليزية السلاح تعظيما وإجلالاً وهتف الأوروبيون: "فليحيا توفيق الأول.. ولتحيا ملكة الإنجليز.. وليحيا الجنرال ولسلي".

وفي كل مكان يضم خونة وعملاء وجبناء، انطلقت زغاريد الفرح، ولم يفكر أحدهم لحظة في أنه يشمت بمصر كلها حين يشمت في عرابي، وفرحت دوائر رجال المال في كل أنحاء أوروبا.

لقد هزم الرجل الذي هدد أثناء الغزو بإلغاء ديون مصر على أوروبا؛ لأنها كانت غشا وتدليسا ونصبا دوليا، والذي أعلن أنه سيصادر أراضي الخونة والهاربين ويوزعها على الذين يحاربون.

وفي سجنه، كان عرابي يتابع الشامتين الذين ملكوا نذالة الهجوم على سجين أعزل لا يملك حق الدفاع عن نفسه ولا تفسير مواقفه التي شوهوها عامدين، ويعجب لأن مصر بكل نبلها وجلالها، تسمح بأن تعيش فيها حشرات من هذا النوع وخبائث بكل هذه العفونة، في الوقت الذي سجن فيه وشرد ونفى الذين قالوا ليه كلمة حق.

ووصل الصغار، إلى الحد الذي جعل والدة الخديو توفيق تتوجه بعربتها إلى ثكنات تصير النيل لتشاهد موكب الباشاوات - زعماء الثورة - وهم يجردون من رتبهم ويسمعون أوامر نفيهم.

ويقول عرابي في مذكراته، إن الضباط المصريين الذين حضروا حفلة التجريد كانوا يذرفون الدمع حزنا على ما آل إليه أمرنا.. وأمر بلادنا.. أما الأهالي فكانوا في الطريق يبكون وينتحبون".

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved