«جنود أودين».. جماعات معادية للمسلمين تستهدف المساجد في الولايات المتحدة

آخر تحديث: السبت 11 يونيو 2016 - 1:52 م بتوقيت القاهرة

مصطفى ندا

«دوريات للحد من التطرف والتشدد الإسلامي».. شعار دعائي اعتمدت عليه الجماعات الأمنية الأهلية المعروفة باسم «جنود أودين»، تلك الجماعات ذات الأصول الأوروبية المعروفة إعلاميا بمعادتها للمسلمين والمساجد الأمريكية مؤخرا، والتي حذر النقاد من زيادة نفوذهم وتأثيرهم بسبب اعتمادهم على الأمريكيين القلقين من اللاجئين.


ووفقا لما نشره موقع «هافينجتون بوست»، فإن الجماعات المعروفة بـ«جنود أودين» نشأت في العديد من المدن الأوروبية العام الماضي، ردا على موجة طالبي اللجوء التي شهدتها حدود الاتحاد الأوروبي، ويرتدي أعضاء الجماعة ملابس سوداء أثناء «دورياتهم» التي يدّعون أنها لحماية النساء البيض من الاغتصاب على أيدي اللاجئين.

وبحسب تقرير نشره موقع Vocativ، فقد مكّن الإنترنت هذه الجماعة من التوسع، وازداد عددها بشكل ملحوظ منذ ظهرت في الولايات المتحدة في فبراير الماضي، في 42 ولاية.

وعندما تظاهر أحد الأشخاص أمام مسجد بمدينة دنفر الأمريكية، مدعيا امتلاء المسجد بـ«المتطرفين الإسلاميين»، استغلت جماعة «جنود أودين» الموقف، وأرسلت خمسة من أعضائها لمساندة المتظاهر، حيث دخل 4 منهم إلى المسجد تحت ما أطلقوا عليه «مهمة تقصي الحقائق»، ووجهوا لإمام المسجد العديد من الأسئلة حول موقف المسجد من الشريعة وكذلك وجهوا تساؤلاتهم للإمام عن موقف المسجد من التعاون مع «الجماعات الجهادية».

ومن ناحيته أكد إمام أحد المساجد الأمريكية بدنفر أن اللقاء كان وديا، وقال: «قررنا دعوة الرجال الواقفين على الرصيف لكسر الجليد، وبعدما فكّروا في دخولهم من عدمه لبعض الوقت، قرروا الدخول، وكانوا لطفاء، وخلعوا أحذيتهم، ثم جلسنا في دائرة لنتحدث»، وأضاف أنهم سألوا بعض الأسئلة عن الإسلام ثم انصرفوا.

ومن المعروف أن تلك الجماعات انتشرت في عدد من الدول الأوربية، منها فنلندا والنرويج وإستونيا وأشارت التقارير الإخبارية الى أن تلك الجماعات مصنفة بأنها يمينية متطرفة هدفها الرئيسي مواجهة موجة اللاجئين العرب وتطبيق القانون بيدها بمعزل عن السلطات في هذه الدول.

ودشنت تلك الجماعات المعروفة باسم «جنود أودين»، صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» تضم صورا عديدة ومقاطع فيديو، تظهر مجموعات كبيرة من الشبان ترتدي زيا موحدا كتب عليه شعار تلك المجموعة، تجوب الشوارع في الدول الأوروبية المذكورة بزعم أنها تحمي السكان المحليين من هؤلاء اللاجئين.

وعلى الرغم من السير الودي للقاء المسجد الذي جرى السبت الماضي، فقد اختلفت النبرة التي تتحدث بها الجماعة عبر «فيسبوك»، الذي يمثل المصدر الأول لتجنيد الأعضاء والتواصل معهم، حيث كتب هال يوجين هالفورسون: "حققنا هدفنا"، واستطرد في حديثه واصفا نسخته الخاصة من اللقاء: "أعلمناهم بأننا في كولورادو، وأن أعيننا عليهم، وأننا لن نسمح بالتطرف أو الشريعة في أي مكان في كولورادو"، وهو ما دفع إمام المسجد المذكور لاعتبار اللقاء تهديدا، بعدما رأى ما كتبه هالفرسون، وهو ما دفعه للاتصال بالشرطة عدة مرات، لكنه لم يتلق أي إجابة.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved