كشف حساب دراما 2020

آخر تحديث: الخميس 11 يونيو 2020 - 8:24 م بتوقيت القاهرة

إيمان محمود:

تنوع الإنتاج والموضوعات وبريق الأداء أهم مميزات الموسم رغم «كورونا»
«الاختيار» عمل استثنائى.. وقائمة الأفضل تضم «البرنس» و«خيانة عهد» و«ليالينا 80»
تألق يسرا وكرارة ونيللى وآسر وحميدة
عودة قوية للبطولات النسائية.. واستمرار أزمة الكوميديا وبـ ١٠٠ وش يغرد منفردا

موسم استثنائى بكل المقاييس هو الأمر الذى اتفق عليه النقاد والجمهور معا على الأعمال الدرامية التى قدمت على مدى شهر رمضان الماضى؛ حيث شهد الموسم منافسة شرسة بين عدد كبير من المسلسلات.
وعلى الرغم من أزمة كورونا التى يشهدها العالم منذ عدة أشهر، والتى كانت سببا فى خروج عدد من المسلسلات المهمة من السباق الرمضانى، إلا أنها لم تؤثر على مستوى الأعمال التى استطاعت أن تلحق بالسباق الرمضانى على حد وصف الناقد الفنى نادر عدلى، والذى يرى أن موسم دراما رمضان هذا العام هو الأفضل مقارنة بالخمس سنوات الأخيرة، ويمتاز بالتنوع سواء على مستوى شركات الإنتاج أو وجود عدد ضخم من النجوم، والموضوعات منها الوطنى والاجتماعى والافتراضى، وتنوع فى الأزمنة سواء 100 عام قادم، أو بالعودة للقرن 18 أو حقبة الثمانينيات مسلسل ليالينا وهو ما جعل هناك مساحة للمشاهد يختار ما يناسبه.
واختار عدلى 5 أعمال أساسية هى الأفضل فى رمضان وهم (الاختيار، الفتوة، البرنس، خيانة عهد، ليالينا 80) واستثنى من القاعدة مسلسل «بـ 100 وش» لنيللى كريم وآسر ياسين لأنه لم يشاهده حتى الآن لكن ردود الأفعال إيجابية حوله.
ولفت عدلى إلى أن هناك مشكلة فى بعض الموضوعات مثل مسلسلى «البرنس» و«خيانة عهد» لأنها مبنية على فكرة الانتقام وخيانة الأشقاء تحديدا، متسائلا: هل هذا تنبؤ أم قراءة صحيحة بأن الحالة الاجتماعية فى مصر وصلت إلى هذا المستوى من التدنى الأسرى وهو موضوع هام لابد من مناقشته من علماء الاجتماع، بسبب جرأة الدراما فى الخوض فى هذا الموضوع هو أمر مزعج وأعتقد أن مجتمعنا لم يصل لهذه الدرجة.
وأوضح أنه من اللافت هذا العام هو وجود البطولات النسائية بنسبة كبيرة تمثل ثلث الأعمال المقدمة وهو أمر جيد لكنه يأمل فى وجود موضوعات تعالج قضايا المرأة فى المجتمع وليست مجرد قضايا افتراضية أو فبركة اجتماعية.
وأكد عدلى أن أزمة الكوميديا مستمرة منذ سنوات والتى تعود أسبابها إلى أن المنتج يتعامل مع الكوميديا على أنها عمل أقل قيمة ولا يوفر لها الإمكانيات المطلوبة، بجانب ظاهرة اعتماد معظم الأعمال على نجوم «مسرح مصر»، والذين ينقصهم الخبرة وصقل الموهبة وتكليفهم ببطولة أعمال بشكل مبكر جاء ضدهم وضد الكوميديا فى نفس الوقت، بالإضافة إلى أننا لدينا أزمة حقيقية فى الكتابة ولم نجد سيناريست واحدا قدم عملا متكاملا، وأصبحت الحلقات النهائية محاولة لـ «لم الأمور»، ولا يوجد رؤية تتحكم فى المحصلة النهائية مما يدل على أن معظمهم يتعاملون مع الموسم الرمضانى على أنه أعمال استهلاكية أكثر منها أعمال فنية حقيقية.
ويرى عدلى أن أفضل ممثل هذا العام هو الفنان القدير محمود حميدة عن دوره فى مسلسل «لما كنا صغيرين»، ويسرا أفضل ممثلة عن دورها فى مسلسل «خيانة عهد»، وأفضل ممثلين مساعدين «حلا شيحة» و«جومانا مراد» عن دورهما فى مسلسل خيانة عهد، ومها نصار عن دورها فى مسلسل «الفتوة»، خالد الصاوى عن دوره فى مسلسل «ليالينا 80»، وضياء عبدالخالق عن دوره فى مسلسل الاختيار.
ومن الشباب خالد أنور وتيام مصطفى قمر عن دورهما فى مسلسل خيانة عهد، وأفضل وجه جديد «رنا رئيس» فى ليالينا 80، وأفضل مخرجين هم بيتر ميمى عن مسلسل الاختيار بسبب البراعة الشديدة فى تصميم المعارك وهذا جديد على الشاشة وهو ما يميزه بشكل خاص، والمخرج أحمد صالح عن مسلسل ليالينا 80 لأنه قدم حالة مختلفة عن طريق الصورة وأداء الممثلين للتعبير عن هذه الحقبة الزمنية وأيضا المخرج حسين المنباوى عن مسلسل الفتوة والذى نجح فى خلق حالة اجتماعية للقرن 18 فى جميع التفاصيل.
وعن تجربة محمد سامى فى مسلسل البرنس قال إنه نوع من الميلودراما الشعبية التى تعرفها مصر واشتهر بها المخرج حسن الإمام والتى كانت تحقق نجومية كبيرة لأبطالها وأصبحوا نجوم شباك، وهذا ما حققته أيضا على مستوى الدراما، وما يعيب هذه النوعية من الأعمال أنه يعتمد على المفارقات والمفاجآت فى نهاية كل حلقة لكن على مستوى الإبداع يكون أضعف وأداء الممثلين مبالغ فيه، ويكون فى النهاية عمل وقتى واستهلاكى للإثارة اللحظية فقط.
ومن جانبه قال الناقد طارق الشناوى: إن هناك قدرا كبيرا من التنوع خلال الموسم وهناك أكثر من مسلسل يمتلك الجمال الفنى، أبرزهم مسلسل «الاختيار» الذى يعد عملا استثنائيا بكل المقاييس فهو حالة نادرة وخاصة جدا غير مسبوقة على مستوى الحلقات الدرامية سواء على مستوى الكتابة أو الاخراج، خاصة أنه نجح فى خلق علاقة وحالة توحد مع الجمهور، وكلها لمحات إنسانية رأها فى هذا المسلسل لذا يضعه فى مكانة خاصة، لكن هذا لا يعنى أنه الوحيد لكن تميز الموسم أيضا بوجود أعمال مهمة أخرى منها (الفتوة، البرنس، بـ100 وش) فكل منهم لديه رهان فنى مختلف.
ويرى الشناوى أن الفنانين أمير كرارة وياسر جلال ومحمود حميدة وشريف منير وخالد الصاوى وآسر ياسين قدموا أدوارا مميزة للغاية، وأفضل ممثلة تذهب لنيللى كريم ويسرا، وأفضل ممثلين مساعدين شريف دسوقى محمد عبدالعظيم إسلام إبراهيم، وأفضل سيناريست باهر دويدار عن مسلسل الاختيار وهانى سرحان فى الفتوة، أما أفضل إخراج بيتر ميمى عن «الاختيار» وحسين المنباوى عن «الفتوة» وكاملة أبو ذكرى عن «بـ 100 وش».
وأشار الشناوى إلى أنه يرى اعتذار أبطال مسلسل «رجالة البيت» موقفا شجاعا يجب أن يقدر، وهو اعتراف منهم للجمهور أنهم قدموا عملا لم يكن على المستوى المنتظر منهم، وهو بمثابة اختبار ورهان صعب لما سوف يقدمونه بعد ذلك.
ويرى الناقد الفنى أندرو محسن أن الموسم أفضل من العاميين الماضيين نظرا لتنوع أعماله والمستوى الجيد لعدد من الأعمال، حتى مع الاختلاف فى عدة تفاصيل لكن مجمل العمل يستحق المشاهدة، مشيرا إلى أن هناك تطورا ملحوظا على مستوى الكتابة.
وعن الأفضل هذا العام اختار مسلسلات بـ 100 وش، الاختيار، خيانة عهد، والبرنس بالرغم من أنه ليس من النوعية التى يفضلها، لافتا إلى أن الإنتاج الضخم لمسلسلى الاختيار والفتوة كان له مردود جيد، وأفضل ممثلة الفنانة نيللى كريم كأفضل ممثلة والتى قدمت بـ 100 وش وهو عمل كوميدى كان غير متوقع أن يحقق كل هذا النجاح، خاصة مع محاولتها لتغيير مسار الحزن والكآبة فى أعمالها التلفزيونية، وأيضا الفنانة الكبيرة يسرا عن مسلسل «خيانة عهد»، وأفضل ممثل تذهب إلى محمود حميدة وآسر ياسين، وبيومى فؤاد أفضل ممثل مساعد عن دوره فى خيانة عهد، والذى قدم فيه دورا متميزا بعيدا عن الأدوار الكوميدية.
وأبدى محسن إعجابه بمسلسل «بـ100 وش» لنيللى كريم وآسر ياسين، بالرغم من إنه يرى أن فكرة الـ 30 حلقة أثرت بشكل كبير على الثلث الثانى من الأحداث بشكل كبير، لكنه يظل عملا كوميديا لم نراه منذ عدة سنوات مكتوب بحرفية شديدة، يليه مسلسل الفتوة والذى لديه عليه عدة ملاحظات فى الكتابة لكن مخرج العمل حسين المنباوى استطاع أن يعطى شكلا جيدا لتلك الفترة الزمنية، بالرغم من أن هناك تفاوتا فى أداء الممثلين، لكن المميز كان أداء الفنانين أحمد خليل ورياض الخولى وإنعام سالوسة، مضيفا أن مسلسل البرنس كان خطوة جيدة للفنان محمد رمضان للوصول للوصول لشريحة مختلفة، وكان أكثر التزاما بالعمل وبالشخصية التى يقدمها بعيدا عن كونه محمد رمضان.
ويرى محسن أن أزمة الكوميديا هذا العام ترجع إلى عدة أسباب أبرزها الرهان على النجومية، كما حدث فى مسلسل «رجالة البيت» لأحمد فهمى وأكرم حسنى، نجمين نجحوا معا من قبل، وتم تكرار التجربة كأن وجودهم معا يكفى لنجاح المسلسل، وربما ظروف التصوير لم تخدمه بالشكل المناسب لكن الكتابة كانت فقيرة للغاية، وكذلك فى مسلسل «عمر ودياب» لمصطفى خاطر وعلى ربيع أغلب المشاهد ارتجالية وليست حوارا مكتوبا.
وعن عودة الزعيم بمسلسل «فلانتينو» بعد غياب العام الماضى، قال: إنها عودة محبطة وخطوة للوراء، لا تليق بعادل إمام، بعد أن استطاع تجاوز ذلك فى مسلسل «عوالم خفية»، فهو يقدم شخصيات أحادية البعد، بالإضافة لوجود شخصيات ثانوية كثيرة بدون فائدة تذكر، ومن الأعمال التى كانت مخيبة للآمال أيضا مسلسل «النهاية» بالرغم من الدعاية والميزانية الضخمة التى رصدت له، بالإضافة لمسلسل «لعبة النسيان» لدينا الشربينى كان إيقاعه بطيئا وأقل من المتوقع بعد النجاح الذى حققته العام الماضى بمسلسل «زى الشمس»، بالرغم من وجود فريق عمل متميز فى العمل.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved