من يلمسها يموت!.. سر وضع أدوات مطبخ عالمة فيزيا بولندية في صندوق من الرصاص

آخر تحديث: الجمعة 11 يونيو 2021 - 8:16 م بتوقيت القاهرة

منار محمد:

عاشت عالمة الفيزياء البولندية ماري كوري، حياةً مليئة بالمغامرة والتجارب الخطيرة داخل منزلها، ولم تنته هذه المخاطر بموتها الذي مر عليه 87 عامًا، حيث تركت خلفها تاريخًا يمكن أن يقتل أي شخص يقترب منه، وهذا ما دفع فرنسا لوضع جثتها ومتعلقاتها الشخصية في صناديق من الرصاص، ووضعت شرطًا على من يرغب في لمسها، وهو تحمل مسؤولية ما سيحدث له.

في نوفمبر 1867، ولدت "ماري" بمدينة وارسو البولندية، وعاشت هناك حتى المرحلة الثانوية، ثم انتقلت إلى باريس لدخول الجامعة، وبالفعل التحقت بجامعة "السوربون" لدراسة الفيزياء، وهناك تعرفت على الفرنسي بيير كوري، الذي أصبح أستاذًا في الفيزياء عام 1894، وتزوجها بعد عام واحد من ذلك- وفقًا للموقع الرسمي لـ"جائزة نوبل".

عملت "ماري" مع زوجها في أبحاث عديدة بالمنزل فور تخرجها، بجانب التدريس بالجامعة، بعد أن استفادوا من اكتشاف عالم الفيزياء الفرنسي، هنري بيكريل، للنشاط الإشعاعي، ليصلوا بأبحاثهم إلى إمكانية عزل "البولونيوم" و"الراديوم" عن المخلفات المشعة، لفحصهم ومعرفة كيفية الاستفادة منهم بكل صورة ممكنة، ولذلك حصلت هي وزوجها عام 1903 على جائزة نوبل في الفيزياء، بالإضافة إلى الحصول على قلادة "ديفي" التي تقدمها الجمعية الملكية بلندن تقديرًا للاكتشافات الحديثة في مجال الكيمياء.

لم تمر إلا 3 سنوات، ومات "كوري" في حادث، لتحصل هي على مكانته بالجامعة وتتولى منصب أستاذة الفيزياء في كلية العلوم، لتصبح بذلك هي السيدة الأولى التي تحصل على هذا المنصب، وفي عام 1914 تم إنشاء مختبر كوري في معهد الراديوم بجامعة باريس، وتعيينها مديرة له بعد أن حصلت على جائزة أخرى في الكيمياء، ليزيد هذا من حماسها العلمي.

شغف "ماري" بالفيزياء والكيمياء، ساعدها في الحصول على جوائز، ولكنه كان سببًا في موتها، حيث كانت تعمل على العناصر المشعة في منزلها دون معرفة مدى تأثيرها على الصحة، ولذلك لم تؤّمن نفسها- بحسب موقع "العائلة" الفيتنامي الخاص بالمرأة.

لم يتحمل جسد "ماري" تأثير الإشعاع، لتفقد حياتها عام 1934 بسبب فقر الدم اللاتنسجي، وهو مرض ناتج عن التعرض المطول للراديوم والبولونيوم، ولم تنجو ابنتها الوحيدة من ذلك، بل ماتت أيضًا بمرض "اللوكيميا" الذي أكد الأطباء حينها أنه نتيجة لتعرض والدتها لمستوى عالي من الإشعاع لسنوات.

تأثير الإشعاع الخطير لم ينتهي بموت عالمة الفيزياء؛ حيث ظل موجودًا في كل قطعة بمنزلها، من أواني طهي وملابس وكتب ومجوهرات وأثاث، لأنها كانت تضع عينات من الراديوم والبولونيوم في جيب معطفها وتتجول بالمنزل دون معرفة أن هذا ينقل الإشعاع لكل مكان.

لم يلتقط منزل "ماري" وحده الإشعاع، بل جسدها أيضًا، وهذا ما دفع فرنسا إلى وضع جثتها في نعش مبطن بطبقة من الرصاص بسمك 2 سم، مع وضعه في ضريح عليه حراسة لضمان عدم سرقته وانتشار الإشعاع، أما متعلقاتها الشخصية، فتم وضعها في بصنايق مبطنة بالرصاص أيضًا، وعرضها بـ" المكتبة الوطنية" بباريس، بعد أن تم غلق منزلها، وهذا ما أكده المؤلف الأمريكي "بل برياسون" في كتابه "تاريخ قصير لكل شيء".

وذكر المؤلف في الكتاب أيضًا، أن متعلقات عالمة الفيزياء مازالت حتى الآن تشكل خطرًا مميتًا على كل من يقترب منها، وهذا ما دفع المكتبة إلى وضع شرط على كل من يرغب في فحص هذه الأدوات أو الإطلاع على كتب العالمة الراحلة، وهو كتابة إقرار بأن كل ما سيحدث له من تأثير سلبي على صحته سيكون على مسؤوليته الشخصية، إضافة إلى ضرورة ارتداء ملابس واقية من الإشعاع، لأن علماء الفيزياء يتوقعون أن يظل الإشعاع لنحو 1600 عام إضافية.


https://www.nobelprize.org/prizes/physics/1903/marie-curie/biographical/

https://afamily.vn/ngoi-mo-ky-la-cua-marie-curie-quan-tai-duoc-lot-lop-chi-day-2cm-bat-ky-ai-den-tham-cung-phai-mac-do-bao-ho-20210608165401179rf20210609172039329.chn
 
 

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved