حرفي سوري يحول منزله إلى متحف لصناعة الحرير بعد انقراضها بسبب الحرب

آخر تحديث: السبت 11 يوليه 2020 - 11:31 ص بتوقيت القاهرة

أدهم السيد

تنتشر أشجار التوت على تلال مصياف الحموية الخضراء قرب منزل متواضع لمحمد سعود، محترف صناعة الديباج السوري، الذي قرر تحويل منزله لمتحف للصناعة المنقرضة بسبب الحرب؛ للحفاظ على ما تبقى، ولكن المتحف لا يجد من يزوره.

ونقلت "فرانس 24"، عن سعود قوله إنه لم تعد سوى أسرته و3 أسر أخرى تصنع الحرير في كامل سوريا، مقارنة مع 48 أسرة سورية محترفة قبيل الحرب، مضيفا أنه لم يعد يأتي سياح لشراء الحرير، أما السوريون، فلن يفكر أحدهم في شراء الحرير بوقت الحرب والجوع.

وبينما يحاكي سعود حركات الخياطة على بكرات فارغة من الشرانق، يكمل أن صناعة الحرير كانت بمثابة الرجل المريض قبيل الحرب، ولكنه توفى أخيرا خلال سنين الحرب.

وفي الجهة الأخرى من المتحف المليء بشرانق الحرير بحجم حبات العنب والشيلان الحريرية وصور سعود مع السياح، تجلس أمل زوجة سعود لعمل الكيروشيه، وتقول إنها تسلي نفسها به ولن تجد من يشتريه، مضيفة أنهم الأسرة الوحيدة التي تزرع التوت من أجل صناعة الحرير، ولكنهم قرروا هذا العام إطعام ورق التوت للماعز بدلا من ملئه بدود القز.

يذكر أن صناعة الحرير بدأت في سوريا بالقرن الأول الميلادي في مدينة تدمر، وقامت المصانع السورية إبان الحرب العالمية الثانية بإمداد الجيش البريطاني بالحرير لصناعة المظلات الجوية، وكذلك اشترت الملكة إليزابيث الثانية قماش فستان عرسها من الديباج السوري المرصع.

وانخفض إنتاج الحرير السوري خلال القرن الماضي من 60 طنا سنويا لـ3 أطنان قبيل الحرب.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved