المشرف على تطوير منظومة الري بسيوة: جفاف بحيرة فطناس طبيعي ومؤقت.. وظهوره مؤشر جيد

آخر تحديث: الجمعة 12 أغسطس 2022 - 10:43 ص بتوقيت القاهرة

حوار- محمد علاء:

الدكتور محمد شامة: المياه ستعود إلى البحيرة بـ«اتزان» في فصل الشتاء
- نبحث عن حلول فنية لاستدامة المياه في فطناس حفاظا على المزار السياحي
- اكتمال مشروع تطوير الري والصرف بالواحة نهاية العام المقبل
من مشهد آسر لغروب الشمس فوق صفحة المياه لا تخطئه قدم زائر إلى أرض جافة تعلوها خطوط من الملح وأسماك نافقة تبدلت ملامح بحيرة «فطناس»، المعلم السياحي البارز في واحة سيوة، التي أعلنت محمية طبيعية في العام ٢٠٠٢.

مشهد جفاف البحيرة أثار استياء ناشطين بيئيين دونوا عنها على مواقع التواصل الاجتماعي وصولا إلى سؤال برلماني من عضوة مجلس النواب، سميرة الجزار، إلى وزير الري، الدكتور محمد عبد العاطي.

«الشروق» حاورت الدكتور محمد شامة، وكيل إدارة الموارد المائية والري في سيوة، التابعة لوزارة الري، والمشرف على «تطوير منظومة الآبار والري والصرف» بالواحة عن تفاصيل المشروع، وأسباب جفاف بحيرة فطناس وكيفية الحفاظ عليها بوصفها معلما سياحيا مهما..

وإلى نص الحوار:

* بداية.. ما ذا حدث في بحيرة فطناس؟

- «فطناس» واحدة من بحيرات سيوة التي تكونت نتجة رشح المياه في المسافة بين المناطق الزراعية وبرك الصرف، بصورة طبيعية تمامًا؛ يرتفع فيها منسوب المياه مع ارتفاعه في المصارف؛ فتصل ذروتها في الشتاء، وتتراجع في الصيف وبخاصة مع الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، إذ تزداد نسبة البخر.
وما حدث في بحيرة فطناس جفاف طبيعي ومؤقت، وليس تجفيفًا متعمدًا؛ نتيجة للبخر ومنع الزيادة المطردة في منسوبها كما كان يحدث سابقًا (الزيادة مؤخرا كانت 25 إلى 30 سم سنويا)؛ وهو مؤشر إيجابي ودليل على نجاح الأعمال التي ننفذها ضمن مشروع تطوير منظومة الري والصرف الزراعي بواحة سيوة.

* معنى ذلك أن وزارة الري لم تقدم على شفط مياه البحيرة كما تردد؟

- نعم، لم نقترب من البحيرة. وما حدث خلال الفترة السابقة أننا أغلقنا 7 آبار جوفية شديدة الملوحة ضمن مشروع التطوير، وستعود المياه بـ"اتزان" في فصل الشتاء.

* جفاف البحيرة له تداعيات سلبية على الجانب السياحي.. كيف يتم التعامل مع الأمر؟

- كما أوضحت هو جفاف مؤقت. وبلا شك لا نغفل أهمية الجانب السياحي، وسنبحث عن إمكانية تطبيق حلول فنية لاستدامة المياه في البحيرة دون التعارض مع الأعمال التي ننفذها، التي تستهدف منع زيادة منسوب المياه التي يعلم أهل الواحة كافة أنها "بتاكل في التربة، وتتلف المحاصيل، وبالتالي المردود الاقتصادي السلبي لخسارة منتج وجودة الأرض قد تفوق العائد من الجانب السياحي للبحيرة"، ولا أقصد هنا إغفال أهمية المردود الاقتصادي لهذا المزار الساحر، لكنه أثر جانبي للمشروع قد يمتد شهر أو شهرين في السنة في مقابل حماية الأراضي والبيوت والمحاصيل من الدمار.

* لنعود إلى أصل الموضوع.. ما هي أسباب مشكلة الري والصرف في واحة سيوة؟

- واحة سيوة واحدة من أشهر وأهم المنخفضات في الصحراء الغربية، وانخفاض مستواها عن سطح البحر جعل المياه الجوفية تتدفق فيها بشكل طبيعي على هيئة ينابيع وعيون، وحولها ظهرت الزراعات، فكانت تروى المزروعات وينصرف الفائض منها طبيعيا أيضًا في مسارات إلى 4 برك رئيسية، أهمها بركة سيوة، الموجودة في وسط المدينة التاريخية.

ومع نهاية التسعينيات، انتشر الحفر الجائر للآبار بطريقة عشوائية دون مواصفات قياسية أو اعتبارات فنية "كان مجرد إنه بيحفر بتطلع المياه لوحدها" سعيًا للتوسع في النشاط الزراعي، فزادت كمية المياه التي تمر عبر مسارات الصرف الزراعي إلى البرك، وبدأت تفيض بين الحين والآخر إلى الأراضي الزراعية "لما منسوب البرك بيعلى بتبدأ تاكل الأرضي اللي حواليها"، ونتيجة للسحب الجائر زادت الملوحة وتراجعت جودة المياه التي تستخرج من الآبار لعملية الري.
وتزيد هذه المشكلة في فصل الشتاء، حيث تكون احتياجات النبات للمياه قليلة، وكمية المياه التي تضخ من الآبار العشوائية نفسها، وبالتالي نشهد زيادة كبيرة في مناسيب الصرف الزراعي.

وتظهر هذه المشكلة بشكل ملحوظ في "بركة سيوة" التي تأثرت منها بشدة المناطق السكنية ومساحات واسعة من الأراضي الزراعية المتاخمة، بينما البحيرات الثلاث الأخرى، ومنها بركة أغورمي، لا يبدو الأمر فيها بهذا السوء، بل على العكس، تشهد اتزانا بحيث يرتفع فيها منسوب المياه شتاءً وتجف صيفًا مخلفةً ملحا صخريا ذي عائد اقتصادي كبير جدًا.

* وماذا عن خطة العلاج؟ متى بدأت وإلى أين وصلت؟

- بتوجيهات من القيادة السياسية بدأنا في نهاية 2018 وضع حل جذري للمشكلة، عبر مسارين أساسيين التحكم في كمية مياه الري وبالتبعية التي تتجه إلى المصارف الزراعية، والآخر خفض مناسيب المياه في البرك، وبخاصة بركة سيوة، إلى حد التوازن، بنقل المياه فيها عبر مسار مفتوح إلى منخفض "عين الجانبي" شرقي الواحة.

وبدأنا ضمن المحور الأول، الذي يستهدف أيضًا تحسين نوعية مياه الري، إغلاق عدد من الآبار العشوائية التي تملحت مياهها، وحفر آبار جوفية عميقة، حوالي 12 بئرًا مياهها عذبة، ومن ثمَّ خلطها في خزانات مخصصة لذلك، ونقلها لاحقًا عبر شبكة توزيع محكمة إلى الأراضي الزراعية.

- أين وصلت أعمال المشروع؟ ومتى تنتهي؟ وتكلفتها التقديرية؟

- أنهينا من 45 إلى 50%، ومن المقرر الانتهاء منها بالكامل في نهاية 2023، بتكلفة تقديرية 700 مليون جنيه قابلة للزيادة.

* كم تبلغ المساحة المزروعة في واحة سيوة؟

- 31 ألفًا و200 فدان، وفق أحدث حصر، وغالبيتها العظمى بمحاصيل الزيتون والتمور.

* ما هو موقف الأهالي من الأعمال الجارية؟

- جميع الأعمال بالمشروع ننفذها بالتعاون مع اللجنة الدائمة للري والصرف في سيوة، التي شكلها وزير الري ومحافظ مطروح من ممثلين عن القبائل وأهالي الواحة بالإضافة إلى أجهزة الحكم المحلي في المحافظة. وبالتأكيد نراعي ونحترم الطبيعة الخاص لواحة سيوة وأهالها.

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2024 ShoroukNews. All rights reserved