(الشروق) تدق جرس الإنذار.. مخطط أمريكي - بريطاني للسطو على نجوم الاسكواش المصريين

آخر تحديث: الجمعة 11 سبتمبر 2015 - 12:51 ص بتوقيت القاهرة

تحقيق - جمال نورالدين:

الدولتان تغريان اللاعبين بمنح دراسية فى أكبر الجامعات وتسهيلات غير مسبوقة للعب باسميهما قبل اعتماد اللعبة في اوليمبيا

أشرف صبحى: نتعاون مع الإتحاد لإنقاذ اللعبة من سيناريو "باكستان".. وإجتماع مرتقب بوزارة الرياضة لاتخاذ قرار حاسم

المنشاوى: التجنيس قادم مع أوليمبياد طوكيو 2020 .. وخطف المدربين أخطر من اللاعبين

شبانه : أخشى انتهاء الهيمنة المصرية

حبيبه محمد : رفضت الجنسية الأمريكية والبريطانية
بعدما سيطر نجوم مصر على مقاليد لعبة الاسكواش عالميا على كافة المستويات ، بدأت دولا كبرى خاصة الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا في التخطيط مبكرا لخطف عدد كبير من نجوم اللعبة من الجنسين بالتزامن مع بدء اجراءات اعتماد اللعبة كلعبة اوليمبية بداية من اولمباد طوكيو 2020 .
وحرصا على المصلحة اللعبة والرياضة المصرية ، فإن "الشروق" تدق جرس الإنذار لمسئولي الرياضة في مصر بعدما أعلن عدد من الجامعات البريطانية والأمريكية فتح أبوابهم أمام نجوم مصر وأبطال العالم فى اللعبه في خطوه أولى نحو إستقطاب نجوم مصر خاصة من الناشئين والناشئات الذين يبحثون عن فرصة للتعليم فى الجامعات العالمية الكبرى ، وأيضاً للتدريب فى أجواء مثالية للغاية ، وهى أيضاً خطوه أولى نحو إستقطاب هؤلاء النجوم ليلعبوا بأسماء جامعاتهم ثم إغرائهم مالياً ومعنوياً لتجنيسهم ليلعبوا لمنتخبات تلك الدول ، وهو ما تم تنفيذه بنجاح عندما كانت باكستان تتربع على عرش الإسكواش العالمى .
وفي الأونة الأخيرة إتجهت أنظار الخبراء والمهتمين بلعبة الإسكواش فى عدد من الدول الكبرى خاصة أمريكا وبريطانيا إلى اللاعبين المصريين خاصة بعد تصدرهم التصنيف العالمى للعبه للرجال والسيدات لأول مره فى التاريخ ، وأصبح الإسكواش المصرى يتربع على عرش اللعبه عالمياً ، وهو ما جعل مسئولى جامعتى هارفارد وبرينستون الأمريكية تسعى لمنح اللاعبين المتميزين منح دراسية مجانية فى تلك الجامعات ، لإستغلالهم فى اللعب بإسم جامعاتهم وسحب البساط من مصر تدريجياً .

ومن أهم اللاعبين الذين تتهافت عليهم أمريكا وبريطانيا المصنفين دولياً ، منهم من سافر بالفعل ومنهم من يجهز أوراقه حالياً للسفر للدراسة واللعب ، وهم رامي عاشور وكريم درويش ومحمد الشوربجي وعمر مسعد وهشام عاشور وطارق مؤمن ومحمد علي أنور وعمر عبد العزيز ومحمد عباس ومروان الشوربجي وكريم سامي. ومن السيدات رنيم الوليلى وامنية عبد القوى و نور الشربينى و نور الطيب و سلمى هانى و حبيبه محمد أحمد و يثرب عادل و كنزى الدفراوى وغيرهن ، وأكبر دليل على هذا ما شاهدناه فى بطولة العالم الأخيره والتى شاركت فيها أمريكا وكانت المفاجأه بأن إثنين من لاعبيها من مصر ، وواحدة فقط من أمريكا ، وذلك حين واجهت المصرية الاصل الامريكية الجنسية اماندا صبحى فى قبل نهائى البطولة لاعبة المنتخب المصرى والمصنفة الاولى عالميا رنيم الوليلى،


* اهتمام عالمي بتاريخ الاسكواش المصري

فيما أفردت صحيفة " ذى أتلانتا" تحقيقاً مطولاً عن الإسكواش المصرى منذ بداية معرفة المصريين به على يد البطل "عمروبك "الذى حصل على أول بطولة دولية لمصر وحتى تربع المصريون على عرش الإسكواش العالمى ، وأكدت الصحيفة على أن هيمنة اللاعبين المصريين على هذه اللعبة تعود إلى الأيام الأولى للإسكواش باعتباره رياضة تنافسية دوليًّا، فبعد اختراعه في مدرسة إعدادية بريطانية في القرن الـ19، انتشرت هذه الرياضة في جميع أنحاء الإمبراطورية البريطانية ، والتى امتدت الى الشرق الاوسط بما في ذلك مصر.

وبنى البريطانيون أندية لضباطهم في القاهرة والإسكندرية، و كان يسمح لصبيان الكرة المصريين بممارساتها خارج ساعات العمل، وكان أول بطل دولي كبير لهذه الرياضة عمرو بك، الدبلوماسي المصري الذي بدأ ممارسة الإسكواش أثناء إقامته في إنجلترا ، وفاز بستة ألقاب على التوالي لبطولة بريطانيا المفتوحة في الثلاثينيات. وقد ألهم نجاحه صبيان الكرة في مصر، فحقق أحدهم، محمود كريم، أربعة ألقاب لبطولة بريطانيا المفتوحة في الأربعينيات ، وهو ما اكده عمرو شبانه حامل اللقب أربع مرات فى حواره مع جريدة "ذى أتلانتا"والذى قال فيه فى فترة الثمانينات إضطر عدد من كبار اللاعبين إلى ترك البلاد وعاشوا فى أوروبا، وكانت تلك الفترة التى حدث فيها تراجع فى الاسكواش المصرية، فلم يستطع اللاعبون المقيمون فى مصر أن يتجولوا دوليا، وكانت البلاد محاصرة،إلا أننا إستطعنا أن نعيد ترتيب أوراقنا مرة أخرى فى أواخر الثمانينيات ونعود .


وأضاف "هناك قول مشهور يفيد بأنك بارع بقدر براعة المحيطين بك ، وكان حولنا أفضل اللاعبين، ربما ليس الأفضل فى العالم، لكننا كنا نعتقد أنهم كذلك، وساعدتهم الجغرافيا لأن كل أندية الاسكواش بالقاهرة كانت على بعد نصف الساعة بالسيارة من بعضها البعض، على العكس من الولايات المتحدة حيث تقع ملاعب الاسكواش الكبرى فى فيلادليفيا ونيويورك وبوسطن، فكانت النتيجة وجود مجتمع إسكواش صغير متركز فى أندية القاهرة"، ويرى شبانة أن هذا كان السبب الرئيسى لازدهار اللعبة، فكان كل لاعب يدفع الآخر، وقد كان أمرا فريدا .

وفى نهاية الحوار فجر شبانه مفاجأة عندما قال : أخشى أن تكون هناك نهاية لهيمنة مصر على الإسكواش وهى تلوح في الأفق حالياً ، فأفضل اللاعبين المصريين باتوا يعيشون مرة أخرى خارج مصر بسبب نقص الدعم الحكومي لهذه الرياضة ، فأنا أعيش في تورنتو، ورامي عاشور يقضي معظم وقته في نيويورك الآن، والشوربجى يقيم في إنجلترا، ونسبة عالية من اللاعبين يلتحقون الآن بالجامعات في إنجلترا وأمريكا لذلك هناك فجوة ، وعلى الرغم من أن المنطق يفرض نفسه، فإنه سيكون من الصعب على الشباب المصريين التدريب الآن مع أفضل اللاعبين في العالم، إذا لم يكن أي منهم يعيش في بلاده.

* حبيبة رفضت التجنيس

و تؤكد حبيبة محمد صاحبة الخامسة عشرعاماً ولاعبة نادى سبورتنج، والتى تم تكريمها مؤخراً من قبل الرئيس عبد الفتاح السيسى ، والتى قالت :"أدرس بمدرسة رائعة أوجه للقائمين عليها كل الشكر، حيث يوفرون لى أى سبل تفوقى رياضيا وعلميا ، كما أنهم منحونى منحة دراسية، إضافةً إلى والدى ووالدتى، وتضيف بالفعل جاءنى عرضين من أمريكا وإنجلترا للعب بإسمهما عن طريق التجنيس، ولكنى رفضت وقلت لن ألعب باسم أى دولة سوى مصر سواء الآن أو فى المستقبل، وللعلم فإن أمريكا تسعى لتجنيس معظم لاعبى الاسكواش المصريين؛ لأننا أفضل دولة فى هذه اللعبة".

* تحذير المنشاوي

بينما تحدث محمد المنشاوى نائب رئيس الإتحاد الدولى للإسكواش والمرشح على مقعد الرئيس عن أصل المشكله وإيجاد حلول لها ، فقال مصر تمتلك قاعدة كبيره فى لعبة الإسكواش على جميع المستويات ، ولأول مره فى سبتمبر الحالى يكون لدينا رقم واحد فى التصنيف العالمى سيدات ورجال وهو السبب الرئيسى فى ظهورقضيتنا التى نتحدث فيها ،وظهت أيضاُ ظاهرة تهافت الجامعات الكبرى فى أمريكا وبريطانيا لخطف لاعبينا الدوليين تحت ستار المنح الدراسية ،مثل الشوبجى ويثرب عادل فى بريطانيا وأكثر من 15 لاعب وناشىء فى أمريكا .


وتابع المنشاوي : "ليست المنح الدراسية للاعبين هى الخط القادم على مصر بل هناك خط أكبر وهو خطف المدرربين وأصحاب الخبرات وهم أصبحوا كثيرين خاصة فى أمريكا وأهمهم أمير وجيه وهشام العطار وغيرهم كثيرون" .

وحول كيفية إغراء اللاعبين بالمنح ، يقول المنشاوي أن هناك جامعتين بالتحديد تكثر فيهما هذه الظاهره لإهتمامهما باللاعبين المصيين هما جامعتى هارفارد وبرينسون الأمريكية فالمسئولون عن الرياضة هناك يذهبون فى البطولات الدولية لمشاهدة الللاعبين وليس شرطاً أن يكونوا لاعبين مصريين ولكن أنظارهم تتجه للمصريين بإعتبارهم الأفضل ويعرضوا عليهم المنح الدراسية حسب مستويات كل لاعب ، فالدولى الذي يكون له تصنيف متقدم تكون المنح مجانية ومن يليه تكون المنح شبه مجانية أو نصف مجانية لأن مصاريف تلك المنح تقدر بحوالى 70 ألف دولار فى العام الدراسى الواحد وهو مبلغ مغرى لايقد عليه أغلب أولياء الأمو المصريين ويكون حلم للاعبين أيضاً ، وبهذا تكون القضية فيها خطوره على الناشئين والمدربين بشكل عام ، وسوف تزداد درجتها ونجد العروض تنهال على اللاعبين المصرييين عندما يتم إدراج لعبة الإسكواش ضمن الألعاب الأوليمبية فى طوكيو عام 2020 وهو القرار الذى سيتم إتخاذه من اللجنة المنظمة فى شهر أكتوبر القادم ، وهنا سوف نتكلم عن التجنيس الصريح وليست المنح الداراسية .


وعن شروط الإتحاد الدولى للعب بإسم دولة أخرى يقول نائب رئيس الإتحاد الدولى للإسكواش أن هناك شروط أهمها لأ يلعب أى لاعب ب‘سم دولة أخى إلا بعد مرو 3 سنوات على حصوله على الجنسية ولم يلعب بطولة عالم بإسم دولته الأصلية لمدة 3 سنوات وغيرها .

* الوزارة تتابع الموقف

فيما قال أشرف صبحى مساعد وزير الشباب والرياضة وأستاذ الإدارة الرياضية بجامعة حلوان والذى يتولى هذا الملف بأن القضية كبيره وقد تؤدى إلى تفريغ اللعبة من هذا الجيل العظيم فى مصرمن مدربين ولاعبيين ، خاصة عندما نتحدث عن الناشئين الذين هم فى مراحل الثانوية العامه وهم الفئة المستهدفة لجامعات امريكا وبريطانيا .

وتابع صبحي :"عندما شعرت بخطوة هذه الأزمه تحدثت مع عاصم خليفه رئيس الإتحاد المصرى للإسكواش بشكل ودى لإنقاذ اللعبه والعمل على إيجاد حلول قبل أن تتأزم الأمور ، ونجد أبطالنا وقد أغرتهم المنح الدراسية ثم التجنيس القادم ، وتم الإتفاق على إجتماع موسع لمناقشة هذا الموضوع ".

ويضيف مساعد وزير الشباب والرياضة :"من الواجب دراسة الموضوع فنياً من قبل الإتحاد وتوسيع قاعدة الكوادر التدريبية وقواعد الناشئين حتى لا يتم تفريغ اللعبه من مواهبها ويجب على الإتحاد أن يقوم بعمل خطط خمسية لمدة عشرين عاماً ، وهناك فى علم الإداره شىء إسمه الإستعداد المستقبلى وعدم الإنتظار للمجهول ولابد أن يلجأ للمراكز البحثية والدراسات والإستعانه بمركز البحوث والدراسات بالوزاره ويؤخذ رأي الإتحاد فنياً لأنها قضية دولة والحفاظ على المواهب ، وسوف أتابع هذه القضية كوزاره ممثلة للدولة وإيجاد حلول لها بالتعاون مع الإتحاد المصى للإسكواش ".

* خليفة القضية فى بؤرة الاهتمام
و توجهنا إلى عاصم خليفه رئيس الإتحاد والذى أكد على أن القضية فى بؤرة إهتمام الإتحاد ورجاله ، ولهذا سوف نعمل على فتح قنوات إتصال مع الجامعات المصرية الكبرى والتى لديها نفس العروض الخارجية لرعاية الرياضيين من لاعبى ولاعبات الإسكواش لتقديمهم منح دراسية مثل الجامعات الأمريكية والبريطانية ، وهذا حل جذرى لوقف نزيف سفر اللاعبين واللاعبات إلى الخارج وإغراءهم بالمنح والمال .

هذا المحتوى مطبوع من موقع الشروق

Copyright © 2025 ShoroukNews. All rights reserved